يضع اتفاق المصالحة بين حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية الطرفين امام تحديات كبيرة يتوجب عليهما مواجهتها بـquot;حكمةquot; لتشكيل حكومة توافق وطني مقبولة عالميًا واسرائيليًا، على ما يرى محللون.

عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين في مأزق مجددًا

غزة: يقول ناجي شراب، استاذ الفكر السياسي في جامعة الازهر بغزة، quot;ما دفع الطرفين لاتفاق المصالحة أنه لا خيار لحماس أو السلطة الفلسطينية الا المصالحة. الرئيس ابو مازن ادرك أن المفاوضات فشلت ويريد أن يكون اكثر قوة في مواجهة اسرائيل، وحماس تريد الخروج من مأزق الضغط المصري من خلال نافذة المصالحة لتحسين علاقتها الاقليمية والعربية ومصر من خلال الشرعية السياسيةquot;.

وشدد على أن الانقسام quot;بات يشكل ضرراً كبيرًا على حماس بعد خسارة الاخوان المسلمين في مصر وصعوبة الوضع المالي لهاquot;، محذرًا أن quot;كل التوقعات واردة بما فيها التراجع والاخفاقquot;.
فيما يعتبر اشرف ابو الهول، نائب رئيس تحرير جريدة الاهرام، quot;أن اغلاق مصر للانفاق (على حدود غزة) والضغط المصري دفع حماس للجلوس على الطاولة وقبول المصالحةquot;، لافتًا الى أن مصر quot;لا تريد أن تقطع حبل العلاقة مع حماس وتطالب بعدم تدخل حماس بالشأن المصري كشرط لتحسين العلاقةquot;.
عدنان ابو عامر استاذ السياسة والاعلام في جامعة الامة بغزة يشير من ناحيته الى أن ابو مازن ذهب الى المصالحة quot;وهو يعلم أن طريقه غير مفروشة بالورود وقد تكون هناك عقوبات اسرائيلية، في المقابل حماس احوج ما تكون للمصالحة لانقاذها من الغرق لتوتر علاقتها مع مصرquot;.
وراى ابو عامر أن quot;أي انتكاسة للمصالحة عواقبها سيئة على الطرفينquot;.
لكنّ كثيرين من الفلسطينيين يشككون بامكانية نجاح المصالحة quot;بسبب التجربة السيئةquot; في الاتفاقات السابقة، وفق مخيمر ابو سعدة، استاذ العلوم السياسية بجامعة الازهر الذي يتوقع quot;صعوبةquot; في تنفيذ اتفاق غزة.
ويقول ابو الهول إن الاتفاق quot;هذه المرة قابل للتنفيذ، حماس لن تناور على الوقت لأن مصر على اعتاب انتخاب المشير عبد الفتاح السيسي، ولن تجد حماس منفذاً لها الا بتنفيذ المصالحةquot;.
ويعتقد أن علاقة حماس بمصر quot;ستتحسن كجزء من الكيان السياسي الفلسطيني. ومصر حريصة على التعامل مع حكومة الكفاءات ثم حكومة تفرزها الانتخابات البرلمانية الفلسطينية القادمة وستنعكس ايجاباً على العلاقة مع غزة كجزء من فلسطينquot;.
وتشهد العلاقات بين مصر وحماس توترًا غير مسبوق منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي، حيث تواجه حماس اتهامات مصرية بارتباطها بنشاط جماعة الاخوان المسلمين.
وعبر شراب عن قلقه من quot;حدوث تقلبات داخلية من قبل المستفيدين من الانقسام تعيق تنفيذ المصالحة لأن مدة الـ5 اسابيع لتشكيل الحكومة فترة طويلة تطرح كل الاحتمالات وامكانية التدخلات الخارجية الرافضة للمصالحةquot;.
واعلنت الاذاعة العامة الاسرائيلية أن الحكومة الامنية المصغرة التي تضم اهم الوزراء اجتمعت صباح الخميس لإجراء quot;مناقشات عاجلةquot; حول سلسلة من العقوبات.
ورأى المحلل في صحيفة يديعوت احرونوت اليكس فيشمان بأن quot;الكرة في ملعب الولايات المتحدة. وما لا يوجد رد اميركي قاسٍ، فإن هذا سيمثل بداية انهيار دبلوماسي سيقود الى اعتراف الغرب بحماسquot;.
واعتبر ابو سعدة من جهته أن الرئيس ابو مازن quot;بحاجةquot; لمدة الاسابيع الخمسة quot;لإستكشاف الموقف الاسرائيلي والاميركي من المفاوضات رغم ادراكه باستمرار الاستيطان والاجراءات العدوانية الاسرائيليةquot;.
ويقول ابو سعدة quot;اسرائيل ستنتظر الحكومة القادمة (لترى) هل فيها اشخاص من حماس أم تكنوقراط، وهل ستعترف بشروط الرباعية الدولية لتقرر كيفية التعامل معهاquot;.
واضاف ان ابو مازن quot;سيشكل حكومة تقبل شروط الرباعية وتنهي الحصار على غزة لسحب الذرائع من اسرائيل كي لا تفرض اسرائيل عقوباتquot;.
وكشف ابو الهول أن quot;اتصالات وترتيبات غير معلنة جرت بين السلطة الفلسطينية وفتح مع مصر للمصالحةquot;.
وتسعى حماس لتحقيق شراكة سياسية، ويقول شراب: quot;حماس تستطيع بالمصالحة اعادة نفسها للمنظومة السياسية المقبولة دوليًاquot;.
واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي أن على أي حكومة فلسطينية أن تلتزم quot;دون لبسquot; بمبادىء اللاعنف ووجود دولة اسرائيل. واضافت أن quot;غياب الالتزام الواضح بهذه المبادىء يمكن ان يعقد بشكل جدي جهودنا لمواصلة المفاوضاتquot;.
ويقول شراب إن حماس quot;باتت تملك رؤية سياسية اعمق واقرب للبرغماتية السياسيةquot; مشيراً الى نيتها للمشاركة بانتخابات الرئاسة القادمة بالترشيح أو بدعم مرشح، وستتعامل ببرغماتية مع المفاوضاتquot;.
وشدد عزام الاحمد مسؤول ملف المصالحة في فتح أنه quot;لا يمكن أن يقبل الطرف الفلسطيني باستئناف المفاوضات دون وضوح كامل بمرجعية واسس المفاوضات، وفي مقدمتها الحدود والخارطة ووقف الاستيطانquot;.
ويعتقد محللون أن شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على بلدة بيت لاهيا شمال غزة فور اعلان الاتفاق quot;رسالةquot; اسرائيلية لرفض المصالحة.
ويعتقد شراب أن حماس quot;لن تخسر كثيراً من المصالحة طالما بقيت بنيتها الامنية والاقتصادية والبيروقراطية في غزة، كما أنها ستنأى بنفسها عن وصفها بالارهابquot;، لكنه اشار الى quot;خطر عدم وجود ضماناتquot; لتنفيذ اتفاق المصالحة .
وكانت حماس وفتح توصلتا من قبل لاتفاقات مصالحة عديدة ولم تنفذ، كان ابرزها اتفاق القاهرة برعاية مصر في ايار/مايو 2001 واعلان الدوحة في شباط/فبراير 2012.
وبينما يعتقد ابو سعدة أن quot;العلاقة بين مصر وحماس قد تشهد انفراجةquot;، يستبعد ابو عامر أن تشهد quot;العلاقة بين مصر وحماس شهر عسل كالذي شهدته العلاقات زمن مرسي، لكن المصالحة ستنهي الطلاق بين مصر وحماسquot;.