لم تعد مسألة استقالة الأخضر الابراهيمي من مهمته السورية إن كان سيرحل أم لا، إنما المسألة هي متى سيرحل، بعدما أحبطه ترشح بشار الأسد، وأسعده عرض عبدالعزيز بوتفليقة بتولي منصب جزائري رفيع.

استقال الاخضر الابراهيمي من مهمة الوساطة الدولية في سوريا، أو هو يعتزم تقديم استقالته عاجلًا، لذا بدأ البحث الأممي عن بديل له، ليتولى مهمة إعادة الوضع السوري إلى حافة الحل السياسي، الذي فشل في تحقيقه الابراهيمي، بعدما أحبط النظام السوري كل محاولاته الحثيثة، خصوصًا مع إصرار بشار الأسد على الترشح لولاية رئاسية جديدة على أنقاض سوريا.
راحل راحل!
وهذا الخبر لم يكن مفاجئًا، فالابراهيمي ما أخفى يومًا ضيقه من هذه الوساطة الفاشلة، ولا نفى تفكيره منذ أكثر من عام في الاستقالة من مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، حتى انه قال علنًا قبل عام في نيويورك إنه يفكر في الاستقالة كل يوم.
وفي 13 أيار (مايو) الجاري، يُطلع الابراهيمي سفراء الدول الاعضاء في مجلسالأمن على كل ما بذله لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا. ونقلت التقارير عن دبلوماسي غربي كبير، لم يكشف عن اسمه، توقعه أن يقدم الابراهيمي استقالته أثناء وجوده في نيويورك، لأن المسألة لم تعد إن كان سيرحل أم لا، إنما المسألة هي متى سيرحل.
هل يخلفه مرجان؟
وأسرّ دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن الابراهيمي أراد مواصلة مفاوضات جنيف للتوصل إلى حل سياسي ينهي القتال في سوريا، ويطلق عملية انتقال للسلطة، ، غير أن اعلان النظام السوري إجراء انتخابات رئاسية في 3 حزيران (يوينو) المقبل، وإصرار الأسد على الترشح مجددًا، وجه له ولجهوده ضربة قاصمة. وقال دبلوماسي غربي إن الابراهيمي كان حازمًا حين قال إنه سيستقيل إذا مضت الانتخابات في سوريا قدمًا، quot;ولذلك نتوقع استقالته بين لحظة وأخرىquot;. إلا أن فرحان حق، الناطق باسم الأمم المتحدة، رفض التعليق على الموضوع.
فإن رحل الابراهيمي، من سيخلفه؟ تورد المصادر الدبلوماسية أسماء مرشحين عدة لخلافة الابراهيمي في المنصب، أبرزهم كمال مرجان، الذي كان وزيرًا للدفاع ثم للخارجية في تونس من العام 2005 حتى انتفاضة الربيع العربي في العام 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وأفاد دبلوماسي غربي كبير بأن اسم مرجان مطروح وهناك مرشّحون آخرون، من دون أن يذكر اسماء.
سببان للاستقالة
وإن تأكدت استقالة الابراهيمي، إلا أن سببها الحقيقي لم يتأكد بعد. ولعله يستقيل من مهمته لسببين اثنين، اولهما يأسه من أي حوار مع بشار الأسد وأركان نظامه، وثانيهما ما تناهى إلى الأسماع عن مفاوضات جادة معه لتولي منصب رئيس لجنة المشاورات السياسية في الجزائر، التي يزمع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إنشاءها قريبًا، كأول محطة من ورشة الإصلاحات التي تعهد القيام بها.
ويعوّل بوتفليقة على ما يتمتع به الابراهيمي من سمعة عالمية طيبة وشبكة علاقات دولية واسعة، لتلميع صورته المتهافتة، وتأكيد الوعود الاصلاحية التي قطعها على نفسه حين أدى اليمين الدستورية.
وما يعزز فرضية موافقة الإبراهيمي على هذا التعيين هو أن الإبراهيمي يحظى بمكانة خاصة لدى رجال الدولة ولدى فئة كبيرة من المعارضة والشخصيات الوطنية.