أعلنت جبهة النصرة، عن استجابتها لنداء زعيم تنظيم (القاعدة) أيمن الظواهري، وقالت إنها ستوقف القتال ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).


قالت جبهة النصرة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشّار الأسد منذ ثلاث سنوات أنها سترضخ للمحكمة الشرعية التي اقترحها زعيم تنظيم (القاعدة) أيمن الظواهري للفض بالخلافات التي تنشب مع (داعش).

وكان الظواهري ، دعا في كلمة مسجلة يوم الجمعة، الدولة الإسلامية في العراق والشام، للتركيز في قتالها داخل العراق في الوقت الذي ناشد فيه زعيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، على وقف أي قتال فيه عدوان على من وصفهم بـ"اخوانه المجاهدين".

وقالت جبهة النصرة في بيان نشرته على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: "استمعنا لكلمة الشيخ أيمن الظواهري، حفظه الله ورعاه، ومما جاء فيها: ’أما الأمرُ فهو للشيخِ الفاتحِ أبي محمدٍ الجولانِي، حفظه الله، وكلِّ جنودِ جبهةِ النصرةِ الكرامِ، والمناشدة لكلِّ طوائفِ وتجمعاتِ المجاهدين في شامِ الرباطِ بأن يتوقفوا فورًا عن أي قتالٍ فيه عدوان على أنفسِ وحرماتِ إخوانهم المجاهدين وسائرِ المسلمين، وأن يتفرغوا لقتالِ أعداءِ الإسلامِ من البعثيين والنصيريين وحلفائِهم من الروافض، كما أكررُ ما طالبتُ به مرارًا من قبلُ أن يتحاكمَ الجميعُ لهيئةٍ شرعيةٍ مستقلةٍ فيما شجر بينهم من خلافٍ، كما أطالبُ الجميعَ بأن يتوقفوا عن تبادلِ الاتهاماتِ والتنابزِ بالألفاظِ وإشعالِ الفتنةِ بين المجاهدين في الإعلامِ ووسائلِ التواصلِ، وأن يكونوا مفاتيحَ للخيِر مغاليقَ للشرِ."

نمتثل للأوامر

وأضافت الجبهة: وعليه فإننا نعلن الامتثال لأمر الشيخ الدكتور أيمن الظواهري -حفظه الله- بإيقاف أي اعتداء من طرفنا على جماعة الدولة مع الاستمرار بدفع صيالهم حيثما اعتدوا على المسلمين وحرماتهم، وفي الوقت الذي تعلن جماعة الدولة وقف عدوانها على المسلمين، فإن إطلاق النار من جهتنا سيتوقف تلقائيًا، علمًا أننا اقتصرنا في كل الفترات السابقة على دفع صيالهم في مكان اعتدائهم، ونمتثل لأمر الشيخ الدكتور أيمن الظواهري -حفظه الله- بخصوص المحكمة، ونعلن عن رضوخنا لها فور تشكيلها وفي نفس السياق نعلن موافقتنا على المبادرة الكريمة التي طرحها أهلنا ’عشائر الفرات والخابور‘ بخصوص تشكيل محكمة مستقلة، فنحن راضون بما طرحوه من قضاة أفاضل، ومستعدون للرضوخ للمحكمة، ونكرر دعوة شيخنا الدكتور أيمن حفظه الله بالكف عن التراشق الإعلامي في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي".

وقف القتال

وكان زعيم (القاعدة) في كلمة مسجلة بثتها مؤسسة السحاب التي تعنى بنشر بيانات القاعدة زعمت أنها للظواهري: "أما الأمرُ فهو للشيخِ الفاتحِ أبي محمدٍ الجولانِي -حفظه اللهُ- وكلِ جنودِ جبهةِ النصرةِ الكرامِ، والمناشدةُ لكلِ طوائفِ وتجمعاتِ المجاهدين في شامِ الرباطِ بأن يتوقفوا فورًا عن أي قتالٍ فيه عدوانٌ على أنفسِ وحرماتِ إخوانِهم المجاهدين وسائرِ المسلمين، وأن يتفرغوا لقتالِ أعداءِ الإسلامِ من البعثيين والنصيريين وحلفائِهم من الروافضِ".

&وتابع الظواهري قائلا: "أكررُ ما طالبتُ به مرارًا من قبلُ أن يتحاكمَ الجميعُ لهيئةٍ شرعيةٍ مستقلةٍ فيما شجر بينهم من خلافٍ..& كما أطالبُ الجميعَ بأن يتوقفوا عن تبادلِ الاتهاماتِ والتنابزِ بالألفاظِ وإشعالِ الفتنةِ بين المجاهدين في الإعلامِ ووسائلِ التواصلِ، وأن يكونوا مفاتيحَ للخيرِ مغاليقَ للشرِ."

تبعية داعش

وحول علاقة داعش بالقاعدة، قال الظواهري: "أما الشهادةُ فهي بشأنِ علاقةِ دولةِ العراقِ الإسلاميةِ وأميرِها الشيخِ المكرمِ أبي بكرٍ الحسينيِ البغداديِ -حفظه اللهُ- بجماعةِ قاعدةِ الجهادِ، فأقولُ مستعينًا باللهِ: هذه شهادةٌ مني أُشْهِدُ اللهَ عليها: أن الدولةَ الإسلاميةَ في العراقِ فرعٌ تابعٌ لجماعةِ قاعدةِ الجهادِ".

وتابع "وأودُ هنا أن أبينَ بعض التفاصيلِ: لما قامت دولةُ العراقِ الإسلاميةِ دون أن تُستأمرَ فيها قيادةُ جماعةِ قاعدةِ الجهادِ، وعلى رأسِها الإمامُ المجددُ الشيخُ أسامةُ بنُ لادنٍ رحمه اللهُ، بل ولم تستشرْ، ولا حتى أُخطرتْ بها، أرسل الشيخُ الشهيدُ-كما نحسبُه- أبو حمزةَ المهاجرُ -رحمه اللهُ- رسالةً للقيادةِ العامةِ يبررُ فيها إنشاءَ الدولةِ، ويؤكدُ فيها على ولاءِ الدولةِ لجماعةِ قاعدةِ الجهادِ، وأن الإخوةَ في الشورى قد أخذوا العهدَ على الشيخِ الشهيدِ -كما نحسبُه- أبي عمرَ البغداديِ بأن أميرَه هو الشيخُ أسامةُ بنُ لادنٍ رحمه اللهُ، وأن الدولةَ تابعةٌ لجماعةِ قاعدةِ الجهادِ، ولكن رأوا أن يُعلموا الإخوةَ بذلك، لا أن ينشروه، لبعض الاعتباراتِ السياسيةِ التي رأوها في العراقِ حينئذٍ".

رسالة الأميركيين

وأضاف: "كان الإخوةُ في القيادةِ العامةِ لجماعةِ قاعدةِ الجهادِ، وفي دولةِ العراقِ الإسلاميةِ يتعاملون على أساسِ هذه القاعدةِ؛ أن دولةَ العراقِ الإسلاميةِ جزءٌ من جماعةِ قاعدةِ الجهادِ،" ضاربًا عددًا من الأمثلة منها: "الرسالةُ التي نشرها الأميركيون من الوثائقِ التي وجدوها في منزلِ الشيخِ أسامةَ بنِ لادنٍ -رحمه اللهُ- وهي رسالةٌ موجهةٌ من الشيخِ عطيةِ للشيخِ مصطفى أبي اليزيدِ رحمهما اللهُ، وفيها يؤكدُ الشيخُ عطيةُ على الشيخِ مصطفى أبي اليزيدِ بوجوبِ كتابةِ رسائلَ توجيهيةٍ حازمةٍ للكرومي (ويقصدُ به أبا حمزةَ المهاجرَ) ولأبي عمرَ وناسِهم لخوفِه عليهم من الأخطاءِ السياسيةِ".

وختم الظواهري رسالته قائلاً: "تذكرةٌ ونصيحةٌ خاصةٌ للشيخِ المكرمِ أبي بكرٍ الحسينيِ البغداديِ ومن معه، أن عودوا للسمعِ والطاعةِ لأميرِكم، عودوا لما اجتهد فيه مشايخُكم وأمراؤكم، ومن سبقوكم على دربِ الجهادِ والهجرة، تفرغوا للعراقِ الجريحِ، الذي يحتاجُ أضعافَ جهودِكم، تفرغوا له حتى وإن رأيتم أنفسَكم مظلومين أو منتقصًا من حقِكم، لتوقفوا هذه المجزرةَ الداميةَ، وتتفرغوا لأعداءِ الإسلامِ والسنةِ في عراقِ الجهادِ والرباطِ، استجيبوا لتذكرتي من أجلِ حقنِ دماءِ المسلمين ووحدةِ صفِهم وانتصارِهم على عدوِهم، حتى وإن اعتبرتم ذلك ضيمًا وهضمًا وظلمًا.. الشيخِ المكرمِ أبي بكرٍ الحسينيِ البغداديِ؛ أن اقتدِ بجدِكَ الحسنِ السبطِ رضي اللهُ عنه، الذي تنازل عن الخلافةِ، وحقن دماءَ المسلمين، فتحققت فيه بِشارةُ جدِه وجدِك سيدِنا رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ".
&