أطلقت منظمة الصحة العالمية الخريطة الإلكترونية لتتبع أثر فيروس كورونا، تحدَّث أربع مرات يوميًا، وذلك ضمن الجهود الدولية للحد من انتشار هذا الفيروس القاتل.


الرياض: تبدي منظمة الصحة العالمية قلقها الصريح من تزايد عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، في الأسابيع الأخيرة، لا سيما في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وبصفة خاصة إزاء حالتي الانتشار المهمتين اللتين وقعتا في منشآت للرعاية الصحية.
&
خريطة إلكترونية
وقال الدكتور علاء علوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط: "قرابة 75 بالمئة من الحالات المبلغ عنها أخيرًا هي حالات ثانوية، ما يعني أن العدوى انتقلت إليها من حالة أخرى، عبر انتقال الفيروس من إنسان إلى إنسان، وغالبية هذه الحالات الثانوية أصيبت بالعدوى داخل منشآت للرعاية الصحية، وأصابت بشكل رئيسي عاملين في هذا المجال، رغم أن عددًا من المرضى أصيبوا بالعدوى أثناء تواجدهم في مستشفى لأسباب أخرى".
وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية خريطة إلكترونية، لمتابعة كافة التطورات المتعلقة بفيروس كورونا، الذي تجاوز دول الخليج والدول العربية إلى دول أوروبا وأميركا، في خطوة توضح حالة الاستنفار العالمي لرصد ومراقبة انتشار هذا الفيروس المعدي.
وتوضح هذه الخريطة عدد الإصابات في كل بلد، وعدد الوفيات بينهم، وعدد من شُفي من الفيروس. يتم تحديثها 4 مرات يوميًا، ما يتيح للجميع الاطلاع على أي جديد يتعلق بالفيروس حول العالم.
&
http://coronamap.com/

نمط مجهول
وتقر منظمة الصحة العالمية بأن بعض الثغرات في المعلومات تظل قائمة وتحول دون التوصل إلى فهم أفضل لانتقال الفيروس ومسار العدوى. فالمنظمة لا تعلم يقينًا في الوقت الحالي الأشكال المحددة للتعرض في مرافق الرعاية الصحية التي أفضت إلى انتقال العدوى، ولكن ذلك يبقى مبعثًا للقلق.
وقد عرضت المنظمة تقديم مساعدتها في حشد الخبرة الدولية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، من أجل التعاون مع السلطات الصحية في دراسة حالات التفشي الحالية، بغية تحديد سلسلة انتقال هذه المجموعة الجديدة، وفي ما إذا كان هناك أي خطر متزايد قد يكون مرتبطا بالنمط الحالي لانتقال الفيروس.
ومنذ ظهور المتلازمة في نيسان (أبريل) 2012، تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن 253 حالة عدوى بشرية مؤكدة مخبريًا، بما في ذلك 93 حالة وفاة. وتم الإبلاغ عن هذه الحالات في الأردن والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وفي فرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا والمملكة المتحدة، وفي تونس، وفي ماليزيا والفيليبين. ويظل مصدر الفيروس وطريقة العدوى به غير معروفين.
وتم أيضًا الإبلاغ عن حالات لأشخاص أصيبوا بالعدوى، سواء في السعودية او الإمارات وسافروا إلى بلدان ثالثة. وأبلغت كل من اليونان والأردن وماليزيا والفيليبين عن حالة واحدة من هذه الحالات.

البحرين خالية
واليوم، نقلت وكالة الأنباء البحرينية عن الدكتورة مريم الهاجري، مديرة إدارة الصحة العامة في وزارة الصحة البحرينية، تأكيدها أن البحرين لم تسجل أية إصابة بفيروس كورونا، وأن نتائج تحاليل المرضى الأربعة المشتبه بإصابتهم بالفيروس كانت سلبية.
وقالت الهاجري: "الوضع الحالي لتطورّ الفيروس لا يستدعي اعتباره وباءً عالميًا بحسب التوصيات التي خرجت بها الاجتماعات الطارئة في دول مجلس التعاون الخليجي في إتباع إجراءات احترازية للتصدي واحتواء الفيروس".
وأضافت أن الإجراءات التي اتخذتها البحرين لمواجهة كورونا تتماشى مع ما خرجت به التوصيات الخليجية والإقليمية التابعة لمنظمة الصحة العالمية، موضحة استعداد المستشفيات الحكومية وبالتنسيق مع المستشفيات الخاصة في البحرين لاستقبال أية حالة مرضية معدية لفيروس كورونا أو الأمراض التنفسية الأخرى.
&
خلاص ذاتي
إلى ذلك، أعلنت هيئــة الصحـــة في أبوظبي عن تخلص 6 حالات جديدة من فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وذلك بالإضافة إلى الحالات التي أعلنت الهيئة عنها سابقًا، ليرتفع العدد الإجمالي للحالات التي تخلصت من الفيروس ذاتيًا إلى 27، وهذه الحالات ستغادر المستشفى قريبًا.
وقالت الهيئة في بيان: "إن الحالات كان قد تم تأكيد إيجابية فحوصاتها بالفيروس وتم ابقاؤها في المستشفى كإجراء احترازي، وبالفعل تخلصت من الفيروس ذاتيًا من دون علاج خلال 10 – 14 يومًا، وبناء على فحوصات الحالات السابقة، تتوقع الهيئة أن فحوصات الحالات الإيجابية الأخرى والمتواجدة حاليًا في المستشفيات ستظهر سلبية، وتغادر المستشفيات قريبًا، حيث يتم إجراء فحوصات لهذه الحالات بشكل يومي".
كما أعلنت الهيئة عن 4 حالات جديدة لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وقالت إن معظم الحالات لم تظهر عليها أي أعراض، بينما أظهرت بعض الحالات أعراضًا طفيفة، ومن المتوقع أن تتخلص الحالات من الفيروس ذاتيًا، وتم إبقاؤهم في المستشفى لحين تخلصهم من الفيروس.
&