قالت دراسة حديثة في بريطانيا، أعدها معهد التبادل السياسي، إن نسبة غير البيض ستبلغ ما بين 20 الى 30 في المئة من سكان بريطانيا بحلول عام 2050 بالمقارنة مع نحو 14 في المئة حاليًا. وهو ما يطرح استفهامات كثيرة عن مصير الهوية الوطنية في هذا البلد.


عبدالإله مجيد من لندن: سيكون نحو ثلث البريطانيين من أقليات عرقية في غضون جيل من الآن، كما توصلت دراسة جديدة.&

وقال معهد التبادل السياسي في دراسته إن نسبة غير البيض ستبلغ ما بين 20 الى 30 في المئة من سكان بريطانيا بحلول عام 2050 بالمقارنة مع نحو 14 في المئة حاليًا.&

وتوقع مراقبون أن تثير هذه الأرقام تساؤلات عن مستقبل الهوية الوطنية الانكليزية التي وجدت الدراسة أن البيض اساساً يعتمدونها هوية لهم.&

الأقليات والسياسة

كما تسلط دراسة معهد التبادل السياسي، الذي تربطه علاقات وثيقة بقيادة حزب المحافظين، الضوء على اختلاف الميول السياسية من اقلية الى أخرى، موصية السياسيين بألا يتعاملوا مع الناخبين من هذه الأقليات وكأنهم كتلة واحدة.

وعزت الدراسة النمو المتوقع لنسبة السكان غير البيض في بريطانيا الى ارتفاع معدلات الولادة بين البريطانيين من الأقليات العرقية. إذ أن 25 في المئة من الأطفال دون سن العاشرة في بريطانيا يولدون من أقليات عرقية، وعلى النقيض من ذلك فإن 95 في المئة من البريطانيين فوق سن الستين هم من البيض.
&
ويبلغ متوسط البريطاني من اصل بنغلاديشي 22 سنة في حين أن متوسط عمر البريطاني الأبيض يبلغ 39 سنة، بحسب الدراسة.

عدد البيض مستقر

ولاحظت الدراسة أن عدد السكان البيض في بريطانيا حافظ على مستواه دون تغيير عمليًا خلال العقد الماضي، في حين أن عدد سكانها من الأقليات تضاعف مرتين تقريبًا ليسهم افرادها بنسبة 80 في المئة من النمو السكاني.&&

كما نوهت الدراسة باختلاف موقف الأقليات العرقية من الهوية الوطنية البريطانية والانكليزية.

وفي حين أن غير البيض يحرصون على تسمية أنفسهم بريطانيين، فإن الهوية الانكليزية تكاد أن تكون حكرًا على البيض.
&
وإذ يعتبر زهاء 64 في المئة من البيض أن هويتهم الوطنية انكليزية فإن 12 في المئة فقط من البريطانيين الهنود يقولون إن هويتهم انكليزية و15 في المئة من البريطانيين ذوي الاصول الباكستانية&و26 في المئة من السود ذوي الأصول الكاريبية.&

الهوية الانكليزية

ويصف زهاء 71 في المئة من ذوي الأصول البنغلاديشية أنفسهم بالبريطانيين فحسب، وكذلك 63 في المئة من ذوي الأصول الباكستانية و58 في المئة من البريطانيين الهنود.&

وعلى النقيض من ذلك، فإن 14 في المئة فقط من البيض يعتبرون انفسهم "بريطانيين" فحسب.&

كما وجدت الدراسة أن نسبة البريطانيين الذين يعتنقون ديانة ويمارسون شعائرها بانتظام ويشعرون أن الدين يقوم بدور أكبر في حياتهم، اكثر&بين الأقليات العرقية من نسبتهم بين البيض.

سياسات المحافظين

واكتشفت الدراسة أن البريطانيين غير البيض جميعهم أقل اقتناعًا بسياسات المحافظين من نظرائهم البيض، ولكن بعض الأقليات العرقية أكثر ميلاً الى المحافظين من اقليات أخرى.

إذ قال نحو 17 في المئة من الهنود ان بالامكان أن يُحسبوا على مؤيدي المحافظين مقابل 4 في المئة فقط من البريطانيين السود ذوي الأصول الأفريقية و7 في المئة من البريطانيين السود ذوي الأصول الكاريبية و8 في المئة من البنغلاديشيين و9 في المئة من الباكستانيين.&&
&
بريطانيا تتغيّر&
&
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف التي نشرت نتائج الدراسة عن ريشي سوناك رئيس وحدة الأبحاث الخاصة بالسكان السود والأقليات العرقية في معهد التبادل السياسي أن وجه بريطانيا تغيّر وسيواصل تغيّره خلال السنوات الثلاثين المقبلة، وأن هذه الجماعات ستصبح باستمرار جزءًا متزايد الأهمية من بريطانيا وخاصة في الانتخابات المقبلة.&