تضاربت الأنباء حول مصير الثوار، الذين لم يغادروا حمص القديمة، حيث أكد ناشطون أن الدفعة الأخيرة خرجت مساء الخميس، في الوقت الذي أشارت فيه وسائل إعلام مؤيدة إلى أن قائد عمليات حمص منع الدفعة الأخيرة من المغادرة، بعد وصول أخبار عن تعثر دخول شاحنات مساعدات النظام إلى بلدتي نبّل والزهراء.


بهية مارديني: نقل سارية، الناشط الحمصي، لـ"إيلاف" تأكيدًا بتعثر الخطوات، إلا أنه قال إنها من الممكن أن تستأنف في أي لحظة، فور حل معضلة المساعدات.

ولم تخرج الأمم المتحدة راعية الاتفاق بأي تصريح، في الوقت الذي تجنب فيه إعلام النظام الإشارة إلى مخالفة شروط الاتفاق، واكتفى بالقول إن المسلحين منعوا إدخال شاحنات الإغاثة.

معضلة نبّل والزهراء
مصدر في حمص أكد لمواقع سورية معارضة احتجاز النظام السوري سبع حافلات، ومنعها من المغادرة باتجاه الشمال السوري. وأشار المصدر إلى أن الباصات تحمل الدفعة الأخيرة من مقاتلي المعارضة ومدنيين من حمص القديمة، والسبب وراء ذلك بحسب المصدر منع لواء التوحيد في حلب دخول مساعدات النظام إلى نبّل والزهراء الشيعية المواليتين في ريف حلب.

مصدر مطلع في الجيش الحر أكد صحة الخبر، وعلّل سبب منع دخول المساعدات إلى نبّل والزهراء بعدم التزام النظام بالاتفاق حول كميات المساعدات المرسلة.

وقال: "المساعدات المرسلة تفوق بشكل كبير جدًا حجم المساعدات المتفق عليها، ما يعني أن النظام يريد الدخول في مناورات وعمليات عسكرية واسعة في حلب وريفها، ويريد اغتنام الفرصة في دعم نبّل والزهراء لمقاومة حصار المعارضة لفترة أطول، وحل الموضوع في عهدة الراعيين الروسي والإيراني وإشراف الأمم المتحدة".

وكان الطرفان التزما ببنود الاتفاق، الذي وصل بموجبه 680 شخصًا من حمص المحاصرة إلى ريفها الشمالي، مع بقاء 220 آخرين إلى حين إدخال المساعدات إلى نبّل والزهراء.

بيان الجبهة الإسلامية
وأصدر المكتب السياسي للجبهة الإسلامية مساء الخميس بيانًا أكد من خلاله التزامه الكامل بإدخال المساعدات إلى نبّل والزهراء المواليتين للنظام في ريف حلب الشمالي.

وقال البيان: "تعلن الجبهة الإسلامية التزامها المطلق بإدخال المساعدات الإنسانية المتفق عليها إلى منطقتي نبّل والزهراء، بين يومي 8 و9 أيار (مايو)، والتي تشمل 6 شاحنات لكل من المنطقتين".

ونقلت مواقع معارضة عن الصحافي والناشط الإعلامي ياسين أبو رائد قوله: "عادت قافلة مؤلفة من 12 شاحنة أدراجها مع وفد الأمم المتحدة، بعد رفض الثوار إدخالها إلى نبّل والزهراء، لكون الاتفاق ينص على إدخال شاحنتين فقط".

وأكد أبو رائد أن سلطات النظام أصرّت على إدخال 12 شاحنة في مخالفة صريحة للاتفاق، وهو الأمر الذي لم يقبل به الثوار.

رجال استخبارات أوروبيون ومتعددو الجنسية!
إلى ذلك، ما زال النظام السوري يحاول تبرير هدنة حمص أمام مؤيديه، بما أسماه "عنوانًا استراتيجيًا مهمًا تعمل عليه الدولة السورية، حول توفير الأمن والاستقرار لأي متر مربع على مستوى الجغرافيا السورية، وإن هناك أولويات".

فقال عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود في حديث إلى موقع المنار: "إن المحرك الأساسي والمشغل لهذه المجموعات أصيب باستعصاء أمني في هذه الجغرافيا، وهذا ليس جديدًا، بل ذكر ذلك صراحة في جنيف 2 حول فك الحصار عن حمص وحدها من دون سواها من باقي الجبهات والبقع على امتداد القطر السوري، ومن يومها حتى اللحظة ما زال الغرب يصرّ على هذه الجغرافيا".

واعتبر عبود أن حلف العدوان على سوريا أراد فك الحصار تحت عنوان إنساني من خلال إرسال مساعدات إنسانية وإخراج المواطنين، ولم يتراجعوا عن هذا العنوان، لأن الهدف الأساسي من وراء ذكرهم لهذه المنطقة بقي في الحقيقة من دون حل، "لكن الدولة السورية أدركت الأهداف والخفايا للطرف المعادي، والداعي إلى إخراج قوة من رجال الاستخبارات الأوروبيين والمتعددي الجنسيات وشخصيات رفيعة لها دور فعال في إدارة الحرب على سوريا من تحت نير الحصار المطبق الذي فرضه الجيش السوري على المنطقة".

إستعصاء أمني
ورأى عبود أن حلف العدوان على سوريا مني باستعصاء أمني من قبل استخبارات دوله على إخراج رجال الاستخبارات من حصارهم، فيما عرض تلفزيون الأورينت صور ثوار من حمص وهم يخرجون بأسلحتهم الفردية، ومن بينهم عبد الباسط الساروت.

ولفت إلى أنهم سيلعبون، "وبالتالي الدولة السورية سوف تلعب أيضًا بهدف عزل هؤلاء والجماعات المسلحة عن الجسد الشعبي أو الحاضنة الشعبية"، في إشارة إلى استخبارات الدول، مبررًا أن هذا الأمر تم العمل عليه منذ اللحظات الأولى، وبالتالي هذه الخطوة لا تتعلق بعناصر القوة ولا تتعلق باتفاقيات مقبلة، إنما تتعلق باستعصاء أمني صرف.

وتجنب عبود الحديث عن المخطوفين الإيرانيين، الذين طالتهم هدنة حمص، بل ركز على ما أسماها "مصلحة الدولة والشعب، التي تقتضي السير في حل هذا الاستعصاء من أجل حلحلة بعض العقد على المستوى الإنساني في نبّل والزهراء، أو مخطوفي كسب وأخواتها، وكانوا في قبضة الجماعات المسلحة".