أدى العنف والقتال في أحياء حلب السورية إلى إنقطاع المياه عن المواطنين. وتبدو المدينة على شفا كارثة إنسانية جديدة فيما لو استمر انقطاع المياه عنها خاصة أن الأزمة بدأت مع مطلع الصيف.


إيلاف: بعد أن دمرت براميل النظام السوري أكثر من ثمانية وثلاثين في المئة من مبانيها وفق آخر الإحصائيات، وبعد مقتل الآلاف من سكانها وهجرة عشرات الآلاف، تتعرض حلب لأزمة حادة في المياه، إذ تفيد مصادر كثيرة أن أحياء حلب كلها شرقية وغربية دون استثناء لم تصل إليها المياه منذ أسبوعين.

ويعود ذلك إلى أسباب تتعلق بمصادر المياه خارج المدينة وبأنابيب الضخ التي تغذي شبكات المياه في أحياء حلب، حيث يعزو بعض الحلبيين الأسباب إلى قيام بعض التشكيلات العسكرية المسلحة بإيقاف تغذية خطوط الضخ، والبعض الآخر يعتبر أن السبب هو حدوث أعطال في تلك الخطوط رافقه تقصير من منظمة الهلال الأحمر التي تتابع موضوع المياه منذ أشهر.

وأفاد ناشطون أن المدينة على شفا كارثة إنسانية جديدة فيما لو استمر انقطاع المياه عنها خاصة أن الأزمة بدأت مع مطلع الصيف، ويتخوف هؤلاء من انتشار الأمراض السارية والمعدية نتيجة إهمال النظافة في ظل شح المياه الذي تتعرض له حلب.

جبهة النصرة متهمة

ولا تزال ما تسمى "الهيئة الشرعية في مدينة حلب" تقطع المياه منذ اسبوع عن حلب المدينة، في محاولة منهم لفصل شبكة المياه وإيقاف ضخها إلى الأحياء الغربية الآمنة، والتي لا تواجد للجماعات المسلحة فيها، بحسب ما أفاد المرصد السوري المعارض.

وأشار المرصد إلى أن ما يسمى بـ "الهيئة الشرعية" تكتفي بضخ المياه إلى المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.

طوابير طويلة

ونقل المرصد المعارض عن مصادر متقاطعة من حلب، أن انقطاع المياه على مدى أسبوع أجبر الأهالي على اللجوء إلى الوقوف في طوابير أمام آبار المياه وصنابير مياه المساجد، ووصل الأمر ببعض المواطنين إلى استعمال مياه غير صالحة للشرب، الأمر الذي ينذر بحدوث أمراض بين المواطنين.

مهندسون في شبكات نقل وجر المياه تحدثوا عن محاولات "غير مدروسة" تقوم بها جهات "غير خبيرة" عبر التلاعب بمضخات المياه وصمامات المياه من أجل فصل شبكات الأحياء الشرقية عن الأحياء الغربية، ما قد يسبب نتائج كارثية على شبكة المياه في حلب وحتى ريفها، والموصولة بشكل معقد، كما ناشد مواطنون في مدينة حلب الجهات المعنية، بإيجاد حل سريع وعاجل، لمشكلة قطع المياه، وتلاعب ما يسمى "الهيئة الشرعية" بالشبكة.

هذه الخطوة أعادت إلى الأذهان قيام تنظيم داعش في العراق بقطع المياه عن مناطق الوسط والجنوب العراقيين، ما جعل حياة الناس هناك مهددة بالخطر وليس مزارعهم وممتلكاتهم فحسب.

النظام يتهم المعارضة

من جهته، قال محافظ حلب محمد وحيد عقاد، إنه "بحث مع المعنيين في المحافظة الجهود والخطوات المتخذة لتأمين مياه الشرب للمواطنين عقب قيام المجموعات المسلحة بقطع المياه عن المدينة".

وأكد محافظ حلب أن "قطع المياه عن المواطنين هي جريمة إنسانية تضاف إلى الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية ومن يدعمها من دول استعمارية وأدواتها في المنطقة بحق أبناء الشعب السوري".

وأوضح أن المحافظة "تعمل على أكثر من محور لتأمين مياه الشرب للمواطنين وشكلت لهذه الغاية غرفة عمليات لمتابعة العمل على مدار الساعة وعلى أكثر من صعيد، داعيًا إلى استنفار كل الطاقات واتخاذ الإجراءات الاسعافية الكفيلة بسد احتياجات المواطنين من المياه".

وأشار عقاد إلى أهمية حفر المزيد من الآبار داعيًا مؤسسة المياه للتأكد من صلاحية مياه كل الآبار حفاظًا على صحة المواطنين، وشدد على عدم التهاون مطلقًا مع كل من يستغل الأزمة الراهنة لبيع المياه للمواطنين لتحقيق أرباح غير مشروعة، لافتاً إلى أن إجراءات رادعة ستتخذ بحق هؤلاء وعدم التهاون مطلقًا مع هذا الأمر.