دعت الامم المتحدة إلى وضع حد للاقتتال في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار العراقية وضمان عودة النازحين إليها وقالت إن أهالي المحافظة عانوا طويلاً جراء أعمال العنف والإرهاب ويتعين بذل جميع الجهود لضمان وضع حد للإقتتال وعودة الناس إلى ديارهم.


لندن: عبر الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف عن قلق الامم المتحدة من الاوضاع الانسانية في مدينة الفلوجة (62 كلم غرب بغداد).

وقال "إن التقارير الواردة عن تزايد الأنشطة المسلحة في الفلوجة وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بتأثيراتها على المدنيين لا تزال مبعث قلق لنا كما ان أهالي الأنبار عانوا طويلاً جراء أعمال العنف والإرهاب ويتعين بذل جميع الجهود لضمان وضع حد للإقتتال وعودة الناس إلى ديارهم ومن ثم يمكن الشروع في إعادة الإعمار".

وأشار ملادينوف في بيان صحافي اليوم حصلت "أيلاف" على نصه حول استمرار المعارك في الفلوجة منذ اربعة ايام من دون ان تتمكن القوات الامنية من اقتحام المدينة وانتزاعها من سيطرة المسلحين عليها منذ بداية العام الحالي إلى أنّه "فيما تواصل قوات الأمن العراقية جهودها لاستعادة القانون والنظام في الأنبار& ينبغي عليها ضمان توافق الحرب على الإرهاب مع التزامات العراق الدولية والدستورية تجاه حقوق الإنسان".

وشدد بالقول "اشعر بالقلق بوجه خاص حيال الآثار التي تخلفها أعمال العنف على المدنيين وحيال الأوضاع المتدهورة في الفلوجة ، لكن فريق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية سيواصل عمله مع الحكومة والسلطات المحلية لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها على الرغم من الصعوبات التي تعترض ذلك ، إذ أن القتال المستمر بما في ذلك عمليات القصف غالباً ما يعوق وصول المعونة الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها.

واوضح ملادينوف ان الأمم المتحدة اوصلت منذ اندلاع أعمال العنف قبل اربعة اشهر ما بلغ مجموعه 15186 طرداً من المواد الغذائية، والبطانيات، والخيم، و 37943 شحنة من مستلزمات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة استفاد منها ما بلغ مجموعه الكلي 233 الفا و985 شخصاً من النازحين المتضررين من القتال الدائر في الأنبار والفيضانات في أبوغريب (22 كلم غرب بغداد).

وعلى الصعيد نفسه فقد وعد رئيس&عمليات الأنبار الفريق الركن رشيد فليح اليوم بانهاء تنظيم "داعش" من المحافظة خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة مؤكدا أن القوات الامنية كبدت التنظيم خسائر كبيرة في الارواح.

وقال في تصريح صحافي "اننا سننتهي من الأنبار في غضون الاسابيع الثلاثة&المقبلة ونعلن بأن المحافظة انتهت من تنظيم القاعدة وداعش وغيرها من العناصر المعادية". وأضاف فليح أن القوات الامنية كبدت عناصر تنظيم داعش خسائر فادحة في الارواح مؤكداً "مقتل اعداد كبيرة منهم.

وبدأت قوات الجيش الخميس الماضي عملية أمنية واسعة لاقتحام مدينة الفلوجة مدعومة بغطاء جوي& بمشاركة مختلف الصنوف فضلاً عن جهاز مكافحة الإرهاب. ومن جهتها رجحت مصادر أميركية مقتل اربعة آلاف شخص ثلثهم من الأطفال في مدينة الفلوجة منذ بداية المعركة فيها ما ادى لأزمة إنسانية كبيرة.

وقالت مجلة نيوزويك الاميركية في تقرير لها إن "عدد القتلى منذ بداية معارك الفلوجة حين شنت القوات العراقية هجوماً على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في الثاني من كانون الثاني (يناير) الماضي يقدر بنحو أربعة آلاف شخص أي بمعدل ألف شهرياً. وأضافت إن "باحثين مطلعين على الأوضاع هناك يؤكدون أن ما يتراوح بين 20 إلى 30 بالمئة من أولئك القتلى هم أطفال.

ونقلت المجلة عن مندوبة منظمة هيومن رايتس ووتش في بغداد ايرين ايفيرس أن "الاقتتال في الفلوجة قاد إلى أزمة إنسانية كبيرة" مشيرة إلى أنّ المنظمة ذكرت في تقريرها أن المجاميع المسلحة المتمثلة بمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، قد شنت هجمات شنيعة على المدنيين ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية وأن القوات الحكومية ترد في الوقت نفسه& على تلك الهجمات بقوة مفرطة ينجم عنها خسائر بين المدنيين.

وأشارت ايفيرس إلى أن هناك "تعتيماً إعلامياً على ما يجري في الأنبار وأن المستشفيات في المحافظة تعد المصدر الرئيس للمعلومات" مؤكدة أن "الكثير من الأهالي يرفضون الذهاب للعلاج في تلك المستشفيات خشية اعتقالهم لأنها تدار من قبل الجيش الحكومي.

وفي وقت سابق اليوم أعلن مجلس محافظة الأنبار أنّ قوات الجيش العراقي لم تتمكن حتى الآن من دخول مدينة الفلوجة أو السيطرة على القرى المحيطة بها، رغم مرور ثلاثة أيام على بدء عملية "تصفية الحساب" وهي التسمية التي أطلقتها السلطات العراقية لاقتحام المدينة فيما ارتفعت وتيرة القصف الجوي على الفلوجة بشكل غير مسبوق، وأسفر القصف عن وقوع أكثر من 100 مدني بين قتيل وجريح خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وقال نائب رئيس محافظة الأنبار، فالح العيساوي في تصريح صحافي إن "العمليات العسكرية التي انطلقت في الفلوجة لم تحقق أي تقدم ملموس على الأرض؛ فلم تتمكن قوات الجيش من دخول المدينة فيما الاشتباكات لا تزال جارية".