تباينت مواقف وآراء العراقيين من المعلومات المتواترة عن قرب انتهاء ازمة الفلوجة باعلان التوصل إلى اتفاق بين الحكومة وممثلين عن عشائر محافظة الانبار الغربية.


بغداد: تناقضت مشاعر العراقيين حول قرب الاعلان عن اتفاق لانهاء ازمة الفلوجة وعودة الحياة في محافظة الانبار إلى مسارها الطبيعي، بعد أشهر من القتال الذي ذهب ضحيته الآلاف من المواطنين ومن عناصر الجيش العراقي والمسلحين، حيث &استغرب البعض مستنكرًا، فيما أيد البعض الاخر، مشيرًا إلى أن الفلوجة ستصحو على صباحات بلا داعش قريبًا.
&
اتفاق عمان
أكد الصحافي عمر الشاهر، المختص في شؤون الانبار، أن مفاوضات عمان نجحت في ابرام اتفاق كبير بين ممثلين عن محافظة الأنبار وممثلين عن رئيس الوزراء، وأبرز دلائل هذا الاتفاق انسحاب المسلحين من مدينة الفلوجة ومحيطها، وتمكن السلطات المحلية من اعادة فتح سدة الفلوجة، ما يعني انتهاء أزمة الفيضانات والعطش.
وقال: "أبرز بنود اتفاق عمان هو وقف القتال في جميع مناطق الأنبار فورًا، وانسحاب الجيش إلى معسكراته المعروفة، وتسليم إدارة الشؤون الأمنية لجهاز الشرطة المحلية، ووقف الملاحقات القانونية بحق جميع المسلحين في المحافظة، واللجوء إلى القضاء لحسم قضايا الحق الشخصي، وتعويض المتضررين جراء العمليات العسكرية، وتوفير المبالغ اللازمة للمحافظة من أجل إعمار البنى التحتية التي دمرتها الحرب، وتغيير الإدارة المحلية الحالية للمدينة".
&
مميز!
وأوضح الشاهر أن الأطراف التي مثلت الأنبار في هذه المفاوضات هي خليط من شيوخ عشائر، أبرزهم الشيخ علي حاتم السليمان، ورجال دين بينهم الشيخ رافع الرفاعي والدكتور أحمد الكبيسي، ورجال أعمال وساسة، اما ممثل رئيس الوزراء في هذه المفاوضات فهو الدكتور طارق نجم، مدير مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي سابقًا.
وختم بالقول: "كنت أحسب أن هذا الاتفاق لا يختلف عن اتفاقات مماثلة جرى التوصل اليها خلال أزمة الأنبار، ولم تصمد كثيرًا، لكنني عندما تأكدت من السيطرة على سدة الفلوجة الثلاثاء ليتم فتحها من جديد، وبدء مياه الفيضان بالانحسار، أيقنت أنه اتفاق مميز".
&
مصير داعش
استغرب جاسم المعموري، موظف في وزارة الثقافة، الاتفاق متسائلًا: "أين سيذهب عناصر داعش، وقال:"نتمنى أن يعم السلام وأن تعود الانبار إلى احضان الوطن، لكن ما نعرفه أن عناصر داعش هم الذين يسيطرون على الفلوجة، إذن اين هؤلاء من الاتفاق؟ هل سيغادرون العراق بسهولة ام سيظلون في الفلوجة ؟".
اضاف: "جعلني الخبر اشك في مصداقية ما حدث، وربما اقول إنه عملية انتخابية ليس الا، واتمنى أن احصل على اجوبة شافية من الحكومة العراقية، فهل فعلًا سعت إلى السلم مع داعش؟".
&
تراجع حكومي
خاب أمل مناف سعد الله، موظف حكومي، من تراجع الحكومة من القضاء على ارهابيي داعش، وقال: "اشعر بالحزن لأن الحكومة تراجعت عن موقفها، الذي اكدته بالقضاء على ارهابيي داعش، وها هي تمد لهم يدها لتتلطخ بالدم وتشترك معهم في موت آلاف الابرياء، سواء من أهالي الفلوجة أو من منتسبي الجيش العراقي، وهذا يجعلني أشعر بخيبة أمل، فربما يحصل الارهابيون على ملاذ أو ممر آمن لمغادرة العراق والعودة إلى سوريا".
أضاف: "كيف يمكن للحكومة أن تقنع المواطن العراقي بهذا الاتفاق، بعد هذا السيل من الاعلام على مدى اشهر وتجريم الكثيرين، انني في حيرة وانتظر الايام المقبلة لأعرف حقيقة ما يحدث على الارض".
&
تفاؤل مشوب التشاؤم!
اما الكاتب احمد كاظم، فقد تفاءل تارة وتشاءم تارة&أخرى. قال: "لا شك في أن أي اتفاق للسلام يحفظ دماء الناس ننحني له ونؤيده ونشجعه، خاصة أن أهالينا في الرمادي والفلوجة عانوا الكثير& من الآلام والخوف والموت الزؤام، لكن من حق المواطن العراقي أن يتساءل مع تأكيد الحكومة أن داعش تسيطر على الفلوجة، ما هو موقف داعش من هذا الاتفاق؟".
أضاف: "الذي نعرفه من خلال البيانات الحكومية أن السيطرة الميدانية لداعش اقوى واكثر من مسلحي المجلس العسكري التابع لعشائر الانبار، فهل ستنسحب من الاحياء السكنية فعلاً؟ لا أعرف".
&
&