باشرت القوات العراقية اليوم مدعومة بالدبابات والطائرات بمهاجمة أماكن تمركز المسلحين في محيط مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار الغربية تمهيدًا لاقتحامها واستعادة المدينة من قبضتهم، فيما سقط قتلى وجرحى بقصف المدينة التي انقطع التيار الكهربائي بالكامل عنها.
لندن: هاجمت القوات العراقية أماكن تجمع المسلحين في مدينة الفلوجة العراقية تمهيدًا لاستعادتها. وخلال الساعات الاخيرة، بدأت قناة العراقية الرسمية بالغاء معظم برامجها لعرض أناشيد وطنية وأفلام عن العمليات العسكرية للقوات العراقية في ملاحقة وتدمير تمركزات مسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" في مناطق البلاد الغربية المحاذية إلى سوريا.. كما بدأت عرض مقاطع من مهرجانات للشعر الشعبي يلقي خلالها الشعراء قصائد حماسية تمجد القوات الأمنية.
ومن جهته، أعلن مصدر في قيادة عمليات الأنبار الثلاثاء بأن اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش مدعومة بدبابات ومدرعات وغطاء جوي، ومسلحي تنظيم داعش، قد اندلعت اثر اقتحامها الأطراف الغربية والجنوبية لمدينة الفلوجة (62 كم غربي بغداد).
وقال إن "اشتباكات عنيفة اندلعت ظهر اليوم، بين قوات الجيش مدعومة بالدبابات والمدرعات وعناصر مسلحة تابعة لتنظيم "داعش" خلال عملية اقتحام مناطق الفلاحات والحلابسة والبو علوان (20كم غرب الفلوجة) ومنطقة البو هوة وسط ناحية العامرية (18كم جنوب الفلوجة)، ما أسفر عن مقتل عشرة من المسلحين، مشيرًا إلى أنّ الاقتحامات المسلحة تجري بدعم من طيران الجيش.
وأضاف المصدر أن "القوات العسكرية عملت على التمركز في تلك المناطق ونشر وحدات قنص لمعالجة تحركات مسلحي التنظيم"، مشيرًا إلى أن "المروحيات تمكنت من تدمير شاحنة محملة بالأسلحة والصواريخ،&وخمس عجلات أخرى"، كما نقلت عنه وكالة "المدى بريس"، موضحًا أن "قوات الجيش تعمل على تطهير تلك المناطق استعدادًا لاقتحام الفلوجة خلال الأيام القليلة المقبلة".
ومن جهتها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان صحافي تلقته "ايلاف" مقتل وإصابة 62 عنصرًا من مسلحي داعش، بينهم قائدهم العسكري إياد مرزوك العيساوي وتحرير منطقة اليتامى التي كانت معقلاً لهم في عامرية الفلوجة.
&وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أكد في الاول من الشهر الحالي التصميم على حسم المعركة مع داعش، موضحًا أن قواته المسلحة بيدها الآن زمام المبادرة، وقال: "سنتحرك بقوة لهزيمتها والبدء باعمار الرمادي وطردها من الفلوجة وبقية المناطق وتعويض اهالي المحافظة عن الاضرار التي لحقت بهم جراء العمليات العسكرية.
وشدد على أنّ موضوع الفلوجة لن يطول لأنه أخذ اكثر مما يستحق من التريث والحرص على حياة المواطنين الذين غادروها، ولم يبقَ فيها غير القتلة والمجرمين، واصبح لزامًا تحريرها واعادة سكانها اليها. وأكد بالقول إن الأمر أمام الحسم الآن بعد أن انحاز أهلها إلى جانب الدولة في سعيها لطرد الارهابيين الغرباء منها.
&
قتلى وجرحى وانقطاع تام للتيار الكهربائي
ومن جهته، قال مستشفى الفلوجة العام، اليوم إن 19 شخصًا بينهم ثمانية أطفال سقطوا بين قتيل وجريح بقصف بقذائف الهاون تعرضت له مناطق متفرقة من المدينة.
وأوضح المتحدث باسم المستشفى أحمد الشامي أن أربعة قتلى بينهم إمرأة وثلاثة أطفال و15 جريحًا من ضمنهم خمسة أطفال وامرأة سقطوا بين قتيل وجريح بقصف بقذائف الهاون على مناطق متفرقة من الفلوجة. وأضاف الشامي أن إصابات الجرحى متفاوتة، وهم يتلقون العلاج داخل المستشفى، فيما نقلت جثث القتلى إلى الطب العدلي.
&وعلى الصعيد ذاته،&شهدت مدينة الفلوجة انقطاعاً تاماً بالتيار الكهربائي نتيجة تضرر الخط الناقل للطاقة الكهربائية.& فقد تسببت الاشتباكات المسلحة شمال شرق الفلوجة في الحاق اضرار بالشبكة الناقلة للطاقة الكهربائية ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي. والبلدات التي شهدت انقطاع التيار الكهربائي هي الفلوجة والكرمة والصقلاوية والحبانية والخالدية وعامرية الفلوجة.
يذكر أن قضاء الفلوجة التابع لمحافظة الأنبار يتعرض بشكل يومي إلى عمليات قصف بقذائف هاون تسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح، حيث ارغمت هذه العمليات أهالي القضاء بالنزوح إلى مدن الأنبار الأخرى ومحافظات بغداد وصلاح الدين، فضلاً عن إقليم كردستان. وتحولت مدينتا الفلوجة والرمادي في المحافظة إلى ساحة للمعارك الضارية بين متشددين اسلاميين مرتبطين بتنظيم القاعدة من جهة، وأفراد الشرطة المحلية ورجال العشائر الذين تساندهم قوات الجيش من جهة أخرى، مما أدى الى مقتل وجرح مئات المدنيين.
وتشهد مناطق متفرقة في عموم العراق منذ مطلع عام 2013 تصاعداً في اعمال العنف هي الاسوأ التي تعيشها البلاد منذ موجة العنف الطائفي المباشر بين عامي 2006 و2008، والتي اوقعت آلاف القتلى حيث قتل منذ مطلع العام الماضي حوالي 10 آلاف شخص.
يذكر أن اكثر ما اثار قلق السلطات العراقية هو قدرات داعش التي قامت بعرض عسكري شاركت فيه عشرات السيارات الشهر الماضي في وضح النهار في ابو غريب (20 كلم غرب بغداد). وقد خرجت الفلوجة واجزاء من الرمادي عن سلطة الدولة، وتقع المدينتان في محافظة الأنبار (110 كم غرب بغداد) التي تتشاطر حدوداً مع سوريا.
وقد ادت الاحداث الحالية في مدينة الفلوجة والرمادي إلى نزوح مئات الآلاف من هاتين المدينتين نحو محافظات أخرى في البلاد. وتشكل سيطرة داعش على المدينة خصوصاً حدثًا استثنائيًا نظراً إلى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الاميركية في عام 2004.
التعليقات