وسط تباين في المعلومات عن هجوم وشيك للقوات العراقية على مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار لطرد المسلحين منها، دعا ائتلاف رئيس البرلمان اسامة النجيفي إلى اجتماع عاجل للرئاسات الثلاث وقادة الكتل السياسية للاتفاق على حل سلمي لأزمة المحافظة.. بينما قال علاوي إن من اهم اسباب التدهور الأمني المستمر هو قيام رئيس الحكومة الحالية بايجاد قوى أمنية ترتبط به مباشرة مهمتها الدفاع عن نفوذه وتمسكه بالسلطة.. في وقت تظاهر عراقيون في لندن ضد قصف مدن الأنبار.


اعلن ائتلاف quot;متحدون للاصلاحquot; بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي عقب اجتماع لخلية الازمة الخاصة بأوضاع الأنبار أنه تم بحث آخر التطورات الأمنية والسياسية والانسانية في المحافظة، إضافة إلى الوضع الإقليمي وبخاصة الوضع في سوريا وتأثيره على الأوضاع العراقية.

واكد المجتمعون أن ما يحدث في محافظة الأنبار هو من quot;مسؤولية الجميع وليس لأحد حق التنصل من مسؤوليته الوطنية والمبدئية تجاه ما يحدثquot;، كما قال بيان صحافي في ختام الاجتماع الليلة الماضية تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منه.

وتقرر خلال اجتماع قيام النجيفي بتوجيه دعوة عاجلة إلى اجتماع لقادة رئاسات الثلاث للجمهورية خضي الخزاعي والحكومة نوريالمالكي والبرلمان اسامة النجيفي وقادة الكتل السياسية quot;لمناقشة الأحداث في الأنبار والاتفاق على حل وطني جامع يحفظ الدماء ويصون المواطن انسجاماً مع المسؤولية الوطنية وما يتفق مع المبادئ الاساسية في الدفاع عن البلد وحماية كرامة مواطنيهquot;. وسيتم إرسال رسائل إلى القادة والزعماء العراقيين لدعوتهم للاجتماع quot;وإضافة ما يرونه مناسبًا من هموم وطنية ملحة إلى جدول الاجتماعquot;.

وحذرت خلية الازمة من quot;المخاطر الجسيمة المترتبة على افتقاد الحلول الوطنية الكفيلة بحقن الدماء والحفاظ على حياة كريمة للمواطنين ومنها احتمالية توسع العمليات العسكرية وانتقالها إلى محافظات جديدة، ما يعني المزيد من الدماء والانهيارات على مختلف النواحيquot;.

وجاء الاجتماع بعد ساعات من تقارير، أشارت إلى أنّ القوات العراقية تستعد للهجوم على مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) احدى مدن محافظة الأنبار لطرد المسلحين الذين يسيطرون عليها منذ اليوم الاول للعام الحالي رغم نفي قائد شرطة الأنبار اللواء اسماعيل المحلاوي ذلك، وقوله في تصريح صحافي quot;إن الانباء والتقارير الصحافية التي أشارت إلى وجود عملية عسكرية اليوم الاحد عند الساعة السادسة مساء هي عارية عن الصحة تماماًquot;. واكد وجود خيارات للمفاوضات بين العشائر وعلماء الدين وبين المسلحين لحل ازمة الفلوجة سلمياً وتجنيبها الحملة العسكرية.

وكانت وكالة رويترز نقلت مساء امس عن مسؤولين وصفتهم بالكبار إن قوات الأمن العراقية تستعد لاقتحام مدينة الفلوجة وإنهاء سيطرة مسلحين عليها منذ نحو شهر، وذلك في الساعة السادسة من مساء الاحد. وأشاروا إلى أن محافظ الأنبار وجه quot;انذارًا أخيرًاquot; للمتشددين ومقاتلي العشائر في الفلوجة وابلغهم أن من يرغبون في مغادرة المدينة سيحصلون على ممر آمن ومن يلقون أسلحتهم سيمنحون عفوًا.

وأشاروا إلى أنّ quot;الرسالة واضحة.. عرضنا عليهم مغادرة المدينة وأن يكونوا طرفًا في مشروع المصالحة الوطنية لكن إذا كان هناك من يصر على محاربة قواتنا فإنه سيعامل كأحد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام quot;داعشquot; المرتبط بالقاعدة سواء كان عضوًا أو لم يكنquot;.

وقال سكان ومسؤولون محليون في الفلوجة إن الاتصالات قطعت في المدينة ومشارفها فيما اوضح الجنود المتمركزون في المنطقة المحيطة بالمدينة إنهم تلقوا أوامر بالاستعداد للهجوم على المدينة. وقال قائد وحدة على الطريق السريع خارج المدينة مباشرة quot;مستعدون للدخول في أي لحظة. بعض قواتنا في جنوب وجنوب شرق الفلوجة تحركت بالفعل لمسافة أقرب للمدينة.quot;

واكد مسؤولون إنه سيجري تكثيف الهجمات الجوية والقصف قبل هجوم بري ستشنه وحدات العمليات الخاصة التي ستتولى تطهير أي جنوب للمقاومة. وقال ضابط في وحدات العمليات الخاصة بالفلوجة رافضاً الكشف عن اسمه quot;نتوقع خوض معركة شرسة في المناطق الجنوبية للمدينة حيث يتحصن المتشددونquot;.

ومنذ سيطرة مسلحين معارضين للحكومة في أول الشهر الماضي على مدينتي الرمادي والفلوجة بمحافظة الأنبار، فقد تمكنت القوات العراقية من استعادة السيطرة على معظم احياء الرمادي لكن الفلوجة لا تزال في أيدي المسلحين ويحاصرها الجيش الذي قصفها بين الحين والاخر.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، أرجأ الهجوم على المدينة لمنح شيوخ العشائر في الفلوجة فسحة من الوقت لطرد المسلحين من المدينة بأنفسهم، لكنه قال الاربعاء الماضي إنه quot;لم يعد في الوقت متسع كثير لكي ندخل الفلوجة ونحسم الامر الموجود فيهاquot;.

علاوي: استخدام المالكي للجيش لحماية سلطته سبب للتدهور الأمني

وقال رئيس القائمة العراقية الوطنية إن من اهم اسباب التدهور الأمني المستمر في العراق هو قيام رئيس الحكومة الحالية (نوري المالكي) بايجاد قوى أمنية ترتبط به مباشرة مهمتها الاساسية الدفاع عن نفوذه و تمسكه بالسلطة وليس الدفاع عن المواطنين وأمنهم.

وأضاف: quot;اذا اخذنافي الاعتبار النهج الدكتاتوري الطائفي الذي تتبعه هذه الحكومة وهاجس الشك الذي يتملكها من مشاركة الملف الأمني مع الاطراف العراقية الاخرى ادى إلى أنّ تقبض على هذا الملف بشكل فردي يضاف اليه عدم التخصص في الشؤون الأمنية والاصرار على عدم تسليم المهام إلى اصحاب الكفاءة والخبرةquot;، كما قال في تعليق على صفحته على فيسبوك.

وأشار إلى أنّه يضاف إلى تلك الاسباب الفشل في اقامة علاقات متوازنة مع دول الجوار من اجل التنسيق لمقارعة الارهاب وبدلاً عنه استمرار السماح لجهات معينة بالتدخل في شؤون العراق الداخلية.

ودعا علاوي، وهو رئيس الوزراء الاسبق، العراقيين إلى عدم الانجراف خلف المغريات والدعايات الكاذبة.. وقال: quot;فأصواتكم الحرة امانة من اجل النهوض بواقع البلد.. ونؤكد على ضرورة فهم البرامج الانتخابية.. فبكم يحصل التغيير في الانتخابات المفصلية المقبلةquot;.

وأضاف: quot;احتراماً لثقة ابناء شعبنا الكريم واصواتهم التي منحوها لنا، فقد بذلنا جهوداً كبيرة للتعاون منذ بداية تشكيل هذه الحكومة آملين في أن تكون حكومة شراكة وطنية حقيقية الا أن التفرد في تشكيلها وعدم تنفيذ بنود اتفاقية اربيل اديا بالتالي إلى خلق دكتاتورية جديدة وتوزيع الصلاحيات على أُسس طائفية، وهو ما بُنيت عليه الحكومة، ولذلك لم يكن هناك أي خيارات سوى اعتبارها لا تمتلك الشرعية وتقوم على اقصاء وتهميش مكونات واسعة من الشعب العراقي.. وعليه فأنا لم اكن جزءاً من هذه الحكومة، وقد نصحتُ وزراء القائمة العراقية مباشرة بالانسحاب حيث كانت صلاحياتهم صورية ولا يمكنهم اتخاذ القرارات بحكم موقعهم في المسؤولية، ومن تبقى منهم يتحمل نتيجة بقائه في مثل هكذا حكومةquot;.

وشدد على أن الحكومة الحالية لا تؤمن بالمصالحة الوطنية لانها تعلم جيداً بأن المصالحة ستُحقق الديمقراطية الحقيقية بعيداً عن الطائفية والتشظي، وهو الاسلوب الذي تعتمده هذه الحكومة لضمان بقائها في السلطة والتفرد بها، وعليه فإنها بكل توجهاتها ليست اهلاً لتفعيل الديمقراطية في العراق.

وعلى الصعيد نفسه، تظاهر عدد من ابناء الجالية العراقية في لندن امس امام مقر مجلس الوزراء البريطاني اليوم، وذلك quot;نصرة للعراق وشعب العراق ونصرة للضحايا من الاطفال والنساء والشيوخ والأبطال من الأحرار، وهم يتصدون بصدورهم لأعتى وأشرس الأعداء من حكومة المالكي وفيلق القدس الإرهابي والمليشيات الطائفيةquot;، كما قال احد منظمي التظاهرة الناشط في مجال حقوق الانسان محمد الشيخليquot;.

ومن جهتها، اعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق quot;يوناميquot;أن عدد ضحايا العنف في العراق خلال كانون الثاني الماضي بلغ 733 قتيلاً و 1229 جريحاً في جميع المحافظات عدا الأنبار. وقال رئيس البعثة
نيكولاي ميلادينوف إن العراق مازال يواجه تحديات كبيرة من قبل الجماعات المسلحة تتمثل بالترويج للعنف والسعي لتقسيم البلاد.

ودعا القادة السياسيين إلى quot;الوحدة وتعزيز السلام والأمن المجتمعيquot;.. وقال إنquot; العمليات الأمنية تحتاج إلى السير جنبًا إلى جنب مع سياسات شاملة تحترم حقوق الانسان وسيادة القانون والتنمية الاجتماعيةquot;. واكدquot;أن بعثة الامم المتحدة تسعى لضمان وصول المساعدات الانسانية لمحافظة الأنبار خاصة وأنها تفتقر للوقود والمياه والغذاء والدواء والسلع الاساسية الاخرىquot;.

يذكر أن محافظة الأنبار وعاصمتها الرمادي (110 كم غرب العاصمة بغداد) تشهد منذ 21 كانون الأول (ديسمبر) عام 2013 عملية عسكرية واسعة النطاق في المحافظة تمتد حتى الحدود الأردنية والسورية تشارك فيها قطعات عسكرية ومروحيات قتالية إلى جانب مسلحين من العشائر لملاحقة مسلحين معارضين من العشائر وآخرين من تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية quot;داعشquot;.