عبّرت غالبية من القراء المشاركين في استفتاء quot;إيلافquot; الأسبوعي، عن اعتقادها بأن اقتحام القوات العراقية مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار الغربية، لاستعادتها من المسلحين الذين يسيطرون عليها، سيوسّع رقعة القتال في العراق.


لندن: شارك في استفتاء quot;إيلافquot; الأسبوعي الذي وجه سؤالًا إلى القراء يقول: هل تعتقد ان اقتحام الفلوجة سيوسّع رقعة القتال في العراق؟ 8963 قارئا.
عبّر 7494 منهم شكلت نسبتهم 84 بالمائة من مجموع عدد المشاركين، عن اعتقادهم ان اقتحام الفلوجة سيوسع من القتال في انحاء البلاد.
ويبدو أنّ هذا الموقف نابع من تحذيرات يطلقها سياسيون عراقيون من مخاطر اقتحام المدينة، وضرورة التفاوض مع مسلحي العشائر فيها، حول مطاليبهم التي وصفوها بالمشروعة والتي ينادون بها في اعتصاماتهم التي انطلقت منذ اواخر عام 2012 . كما ان هذا الاعتقاد نابع ايضا من مخاوف عبّر عنها مسؤولون عراقيون عسكريون وتريّثهم في مواجهة الفلوجة.
كما انه من الواضح ان موقف هذه المجموعة يستند إلى أحداث سابقة مثل اقتحام القوات الامنية اعتصام مدينة الحويجة الشمالية في نيسان (ابريل) الماضي وحرق خيامهم وقتل 50 من المعتصمين واصابة حوالى 100 اخرين بجروح وتوسع المواجهات في حينها إلى مناطق مجاورة .. وكذلك مهاجمة اعتصام الرمادي اواخر العام الماضي واعتقال نائب الأنبار احمد العلواني الامر الذي فجّر قتالا ومواجهات مسلحة في مناطق مختلفة من البلاد ما تزال جارية لحد الان معرضة البلاد لمخاطر أمنية وسياسية جسيمة.
واليوم أشار النائب المستقل والمرشح عن كتلة الاحرار الصدرية، حسن العلوي، إلى ان وقت المبادرات انتهى في ما يخص أزمة الأنبار، مؤكدا ضرورة تضافر الجهود لإخراج الجيش والعراق بشكل عام من المأزق الحالي في المحافظة. وأضاف في بيان اليوم تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منه، ان وضع رئيس الوزراء نوري المالكي في الأنبار صعب ومحصور في 3 خيارات فهو لا يستطيع ان يتراجع فيُعتبر مهزوما او يتوقف فتُعتبر مهمة فاشلة أو يتقدم فيتحمل الخسائر البشرية والمادية التي قد تكشف عنها صور قادمة فيما لو تمت مهاجمة الفلوجة.
واوضح ان هذه الخيارات الصعبة تفرضها قوانين الصدامات العسكرية مع مجموعات ومنظمات مسلحة تعمل بطريقة حرب الشوارع وليس للجيش العراقي فصائل خاصة متدربة على حرب الشوارع، وإنما تقوم بهذه الهجمات عادة قوى شعبية مسلحة في مواجهة قوى مسلحة اخرى quot;اما الجيوش النظامية فتقع في المأزق الذي نحن عليه في الأنبار وفي الفلوجة خاصةquot;.
قلة لا تتوقع توسع رقعة القتال
وعلى العكس من ذلك فقد رأت قلة من القرّاء المشاركين في الاستفتاء، بلغ عدد افرادها 1469 قارئا شكلوا نسبة 16 بالمائة من مجموع المشاركين ان اقتحام مدينة الفلوجة لن يوسع القتال في انحاء العراق ويبدو ان موقفهم هذا راجع إلى تأكيدات السلطات العراقية ومسؤوليها العسكريين بالقدرة على الانتصار على المسلحين في المدينة وطردهم منها.
ومن الواضح ان هذا الموقف متأثر ايضا بتأكيدات وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي الذي أكّد قبل أيّامأنّ قوات بلاده تمنع حاليا تمدّد مسلحي دولة العراق والشام الاسلامية quot;داعشquot; إلى خارج محافظة الأنبار مشددا على انه ليس أمام المسلحين في الفلوجة غير الموت او الاستسلام. وقال إن أزمة الأنبار بسبب تواجد مسلحي quot;داعشquot; الارهابي لها حلان لا ثالث لهما: اما الاستسلام او الموت على أيدي القوات الامنية. وأكد ان القوات العراقية لن quot;تسمح لإرهابيي داعش بالانتقال إلى مكان آخر خارج الأنبار ونقل إرهابهم اليهquot; .
ومن جانبه قال محافظ الأنبار احمد الدليمي إن القوات الامنية والعشائر quot;حققت نتائج كبيرة في دك معاقل داعش وسحق فلولهمquot;. واوضح أن القوات الامنية quot;تعمل على تحرير الرمادي والفلوجة وفك أسر المواطنين من سلطة الإرهابquot;.
كما أن تصريحات قائد شرطة الأنبار العميد الركن اسماعيل المحلاوي قد أثرت في موقف هذه المجموعة من القراء، حين أكد سيطرة القوات الأمنية المدعومة من مقاتلي العشائر على 85 بالمائة من أحياء مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار .. وإعلان قائد القوات البرية علي غيدان اليوم الاثنين استكمال سيطرة القوات العراقية على وسط مدينة الرمادي وتقدمها لاستكمال سيطرتها على باقي مناطق المدينة.