رغم التقارب السعودي الإيراني في الآونة الأخيرة والمتمثل بدعوة الرياض محمد جواد ظريف لزيارتها إلا أن العديد من الأوساط تعتقد أن رحلة التطبيع بين الدولتين طويلة.

ارتياح الاوساط اللبنانية والعربية والاقليمية والدولية إلى دعوة وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة الرياض، لم يخفَف القلق لدى هذه الأوساط &من أن رحلة تطبيع العلاقات السعودية - الايرانية ما زالت طويلة.
&
عرب وفرس
&
ويرد سياسي لبناني &مخضرم هذا القلق الى ان هناك ملفات شائكة في المنطقة تمتد من اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية الى العراق وسوريا ولبنان في شمالها، وقال ان ما تريده االمملكة العربية السعودية في هذه الدول قد لا توافق عليه الجمهورية الاسلامية الايرانية تماماً، وان كان المزاج الايراني حريص في الوقت نفسه على عودة العلاقات بين البلدين الى طبيعتها، نظرا لرغبة طهران في تفويت الفرصة على اللاعبين بنار الفتنة المذهبية في المنطقة كما بإشعال النزاعات القومية بين العرب والفرس".
&
لا تفرّد او انفراد
&
ويقول هذا السياسي لـ"إيلاف" &ان "من الصعب توقع مآل الامور في هذه الملفات الشائكة، وان كان البعض يعتقد ان الملف اللبناني هو الاسهل لأن الطرفين السعودي والايراني يدركان ان ما من احد داخل لبنان او خارجه يستطيع ان يملي ارادته كاملة في هذا البلد العصي بحكم تركيبته &الداخلية على اي تفرد او انفراد محلي او اقليمي او دولي".
&
زيارة باسيل للرياض
&
وفي هذا الاطار يتوقف المراقبون امام زيارة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الأخيرة للرياض والتي ما زال كثيرون يحاولون تفحص نتائجها وانعكاساتها على ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون كـ"مرشح توافقي" لرئاسة الجمهورية مؤهل للتمسك بالثوابت السيادية اللبنانية، وفي الوقت نفسه بعلاقة وثيقة مع حزب الله الذي بات كثيرون يدركون ان قوته هي الشغل الشاغل لكثير من القوى الاقليمية والدولية التي ادركت استحالة نزع سلاح المقاومة التابعة للحزب بالقوة وانه لا بد من استراتيجية دفاعية يتكامل فيها &هذا السلاح مع سلاح الجيش برعاية دولة يرأسها شخص موثوق لدى المقاومة وآت الى السياسة من صلب المؤسسة العسكرية كعون، الذي كان قائدا للجيش في مرحلة ما.
&
الحريري وعون والراعي
&
ولذلك لا يستبعد كثير من السياسيين اللبنانيين امكانية موافقة الرئيس سعد الحريري على الاتيان بعون رئيساً، خصوصا ان فريق 8 آذار قد قبل برئيس للحكومة ينتمي الى فريق 14 آذار هو الرئيس تمام سلام، فلماذا لا يقبَل هذا الاخير برئيس للجمهورية &يأتي من الفريق الآخر؟
&
ولعل في قول رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أيام انه سمع اجواء ايجابية عن العلاقة &بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل" وانه لم يسمع في المقابل اي كلام سلبي من تيار "المستقبل" &في وقت اعلن نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري من مقر البطريركية المارونية إثر زيارته البطريرك الماروني بشارة الراعي، ان رئيس الحكومة السابق لن يعارض عون اذا دعم الراعي ترشيحه.
&
ويبدو ان البطريرك الراعي &مهتم بانجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده اكثر من اهتمامه بشخص الرئيس العتيد، وانه سيدعم اي تفاهم يأتي برئيس ماروني قبل 25 ايار الجاري حتى لا تقفل ابواب القصر الجمهوري مرة اخرى مثلما حصل بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق إميل لحود، ويشغر الموقع الاول في البلاد من الرئاسة فيما رئاستي مجلس النواب والحكومة &قائمتان وتمارسان صلاحياتهما.
&
ويقول السياسي المخضرم اياه ان الحديث عن انعكاس هذا التقارب بين السعودية وايران على الملفات في اليمن والعراق وسوريا وغيرها فإنه يحتاج الى مزيد من التدقيق والمعالجة المتأنية لدى دولتين كبيرتين ومهمتين في المنطقة والعالم &باتتا تدركان ان ايجابيات الانفراج في العلاقة بينهما تبقى اكبر بكثير من تحكم السلبية بهذه العلاقة.

&