قالت إيران في أول رد فعل على تصريحات وزير الخارجية السعودي إن تعزيز العلاقات وأواصر حسن الجوار مع المملكة العربية السعودية سيكون لصالح المنطقة.&

&
أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، أن طهران تسعى الى تطوير العلاقات مع دول الجوار، وقال إنها عازمة على تطوير العلاقات مع السعودية لخدمة مصالح البلدين.&
&
جاءت تصريحات المتحدث الإيراني في ختام اجتماع لمجلس الوزراء الإيراني وغداة تصريحات الأمير سعود الفيصل عن توجيه دعوة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف لزيارة المملكة.&
&
وعلى هذا الصعيد، وصف مساعد وزارة الخارجیة في الشؤون العربیة والأفریقیة حسين أمير اللهيان إيران والسعودية بـ"البلدين المهمين في المنطقة"، معبرًا عن "الترحيب بالمباحثات واللقاءات التي تفضي إلى حل مشاکل المنطقة، وإزالة سوء الفهم، وتطوير العلاقات الثنائية".
&
ورغم أن اللهيان قال إن هناك برنامج لقاء يجمع وزيري الخارجية الفيصل وظريف، وهو مدرج على جدول أعمال الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلا "أن وزیر خارجیتنا لم یتسلم بعد دعوة خطیة من الأمير سعود الفیصل لزیارة المملكة العربیة السعودیة".&
&
تصريحات الفيصل&
&
وكان الإعلان الرسمي عن توجيه دعوة لظريف لزيارة المملكة، جاء& على لسان وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، في مؤتمر صحافي بالعاصمة الرياض.
&
وقال سعود الفيصل إن "هناك رغبة في إعادة التواصل، وقد أرسلت دعوة لوزير خارجية إيران لزيارة المملكة"، وأضاف أن "إيران جارة، ولدينا علاقات معها، ونتحدث معهم، ونأمل في إنهاء أي خلافات بين البلدين".
&
كما أعرب&وزير الخارجية السعودي عن أمله في أن "تسهم إيران في استقرار المنطقة، ولا تكون جزءًا من مشكلة التدخل في المنطقة".
&
وكانت حدة التوتر بين القوتين الإقليميتين قد تصاعدت في عام 2011 عندما نشرت السعودية قوات ضمن (درع الجزيرة) في البحرين، حيث ترى هذه الأخيرة أن إيران هي التي تؤجج الاحتجاجات المصحوبة بأعمال عنف في القرى البحرينية.
&
وتقف الرياض أيضاً على الجانب المعاكس للموقف الإيراني بالنسبة إلى الأزمة السورية، إذ تدعم السعودية قوات المعارضة التي تقاتل حكومة الرئيس بشار الأسد.
&
وفي الآونة الأخيرة، أعلنت السعودية معارضتها لاتفاق طهران مع قوى غربية بشأن برنامج طهران النووي المثير للجدل.
&
تصعيد عسكري&
&
ولوحظ في الأوان الأخير، أن التصعيد بين الرياض وطهران ذهب الى أبعد من التصعيد الدبلوماسي متجاوزًا كل الخطوط الحمراء إلى التوتر العسكري.&
&
ورأى مراقبون يتابعون الشأن الإقليمي أنه على هامش مناورات (سيف عبدالله) السعودية، وهي الأكبر منذ سنين طويلة، فإن كبار القادة الإيرانيين في الجيش والحرس الثوري صاروا يلوحون من جانبهم بالقدرات العسكرية واستعراض العضلات في شكل غير مسبوق.&
&
وتوالت تصريحات القادة العسكريين والسياسيين الإيرانيين حول تطور قدرات الجمهورية الإسلامية على صعيد اطلاق&صاروخ باليستي طويل المدى، وانجاز مدمرات وطوربيدات بحرية ضاربة ممكن لها، كما ادعى قادة بحريون، تدمير أي حاملة طائرات أميركية في 50 دقيقة، وزيادة على ذلك اقامة قواعد بحرية وسواء بسواء شبكة طائرات من دون طيار تجوب سماء الخليج وصولاً الى المنفذ الاستراتيجي مضيق هرمز.&
&
صبغة دينية&
&
كما لوحظ أنه فضلاً عن التصعيد العسكري والحشد المعنوي، فإن القادة الإيرانيين بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي لا يفتأون عن الحديث عن الصبغة الدينية (الإسلامية) في تجهيزاتهم لمواجهة الآخرين، هذا فضلاً عن التذكير بأهداف الثورة الإسلامية التي أطاحت بنظام الشاه في العام 1979 ، حيث تزعم إيران أنها المدافع الوحيد عن "الهوية الإسلامية" عبر الشرق الأوسط والعالم.&
&
وقال مراقبون إن مثل هذا الغطاء الديني الذي تستخدمه إيران، ليس إلا انعكاساً لما يجري على الأرض في مواجهات ما يمكن تسميته بـ"حرب الوكالة" في جبهات كسوريا واليمن ولبنان بين القوتين الإقليميتين السعودية وإيران، وهي مواجهات لم تعد سرية بعد الظهور العلني لمقاتلي الحرس الثوري الإيراني في سوريا، والدعم العسكري واللوجستي العلني أيضاً لحركة التمرد الحوثية في شمال اليمن، وكذا الحال الوجود الإيراني في العراق والتدخل في شؤون مملكة البحرين.&
&
وأشاروا إلى أن حرص إيران في الأوان الأخير على تطوير قوتها الصاروخية الضاربة (الجوفضائية)، يأتي رداً علنياً على امتلاك السعودية لمنظومة متكاملة من الصواريخ الباليستية ذات الرؤوس النووية (رياح الشرق)، وهو أمر يقلب موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط ليس لجهة التوازن مع إيران بل مع إسرائيل سواء بسواء.