توافقت فصائل عسكرية سورية معارضة لنظام الأسد على ميثاق ثوري ينص على وحدة الأراضي السورية واحترام حقوق الإنسان وتحييد المدنيين وعدم إستعمال الكيميائي، وإسقاط النظام والتصدي لإرهاب داعش.


بهية مارديني: وقعت عدد من الفصائل العسكرية المعارضة في سوريا، اليوم السبت على "ميثاق شرف ثوري"، نصَّ على أولوية إسقاط النظام، والالتزام بتحييد المدنيين عن الصراع، وعدم امتلاك أسلحة دمار شامل، ومنع تقسيم سوريا.

واجتمعت أهم فصائل المعارضة المسلحة في حلب لتتوافق على بيان شرف، وهذه الفصائل هي "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، فيلق الشام، جيش المجاهدين، ألوية الفرقان، الجبهة الإسلامية".

خطورة المرحلة

وقال الميثاق الذي تسلمت "إيلاف" نسخة منه، إنه "إدراكا من القوى الثورية لخطورة المرحلة التي تمر بها ثورتنا المباركة وسعيا لتوحيد الجهود وفق إطار عمل مشترك يصب في صالح الثورة السورية فإن هذه القوى تؤكد التزامها بضوابط ومحددات العمل الثوري مستمدة من أحكام ديننا الحنيف بعيداً عن التنطع والغلو."

إسقاط النظام

أشارت الكتائب التي وقعت على الميثاق، إلى أنّ للثورة السورية المسلحة "غاية سياسية هي اسقاط النظام برموزه وركائزه كافة وتقديمه الى المحاكمة العادلة بعيدا عن الثأر والانتقام".

وشدد الميثاق على "أن الثورة تستهدف عسكريا النظام السوري الذي مارس الإرهاب ضد شعبنا بقواه العسكرية النظامية وغير النظامية ومن يساندهم كمرتزقة إيران وحزب الله ولواء أبي الفضل العباس، وكل من يعتدي على أهلنا ويكفرهم كداعش، وينحصر العمل العسكري داخل الأرض السورية".

وأوضحت الكتائب أنّ العمل على إسقاط النظام "عملية تشاركية بين مختلف القوى الثورية، وانطلاقا من وعي هذه القوى للبعد الإقليمي والدولي للأزمة السورية، فإنها ترحب باللقاء والتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية المتضامنة مع محنة الشعب السوري بما يخدم مصالح الثورة".

وحدة الأراضي السورية

وتحدث الموقعون على الميثاق على "الحفاظ على وحدة التراب السوري، ومنع أي مشروع تقسيمي بكل الوسائل المتاحة هو ثابت ثوري غير قابل للتفاوض".

وأفادت الكتائب أن" قوانا الثورية تعتمد في عملها العسكري على العنصر السوري، وتؤمن بضرورة أن يكون القرار السياسي والعسكري في الثورة سوريًا خالصا رافضة أية تبعية للخارج."

وأعاد الميثاق الى الأذهان أن هدف الشعب السوري "إقامة دولة العدل والقانون والحريات بمعزل عن الضغوط والإملاءات".

وأكد الموقّعون أن الثورة السورية هي "ثورة أخلاق وقيم تهدف إلى تحقيق الحرية والعدل والأمن للمجتمع السوري بنسيجه الاجتماعي المتنوع بكافة أطيافه العرقية والطائفية".

رفض الكيميائي

وأعلن الموقعون على ميثاق الشرف الثوري إلتظامهم بـ"احترام حقوق الإنسان التي يحث عليها ديننا الحنيف"، رافضين "سياسة النظام باستهداف المدنيين بمختلف الأسلحة بما في ذلك السلاح الكيميائي".

ومن جديد، أكدوا "تحييد المدنيين عن دائرة الصراع وعدم امتلاكنا أو استخدامنا لأسلحة الدمار الشامل".

وأن "كل ما يسترد من النظام هو ملك للشعب السوري، تستخدمه القوى الثورية لتحقيق مطالب الشعب بإسقاط النظام".

ودعوا أخيرا باقي القوى العاملة على الأرض السورية إلى "التوقيع على هذا البيان لنكون يداً واحدة في السعي لإسقاط النظام".

وتتصاعد الأعمال العسكرية والمواجهات في مناطق عدة من البلاد بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، إضافة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).

ودعت الأمم المتحدة ومنظمات ودول كبرى في أكثر من مناسبة، أطراف النزاع في سوريا إلى ضرورة تحييد المدنيين وحمايتهم وتأمين وصول فرق الإغاثة الإنسانية لجميع المناطق، وعدم القصف العشوائي وبخاصة الجوي على المدن والتجمعات المدنية.
&