القدس: يقوم المسؤولون والتجار والحجاج في بيت لحم والقدس بوضع اللمسات الاخيرة على التحضيرات لزيارة البابا فرنسيس هذا الاسبوع، لكن العديد من المسيحيين يشعرون بخيبة امل من قصر مدة الزيارة.

ويقول لوي ميشيل، وهو بائع تحف في محل يقع خلف كنيسة المهد (مكان ولادة المسيح بحسب التقليد المسيحي) في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية: "انا سعيد لمجيء البابا، ولكنني قلق في الوقت نفسه ان كان سيقوم بارسال رسالة قوية بما يكفي لدعم المسيحيين الفلسطينيين".

وينتظر الرجل قبل 72 ساعة معرفة ان كان سيتلقى دعوة إلى المشاركة في القداس الذي سيقوم به البابا الاحد في ساحة المهد، حيث تم توزيع 9603 بطاقات، بما في ذلك 800 مقعدا. ولا ينتظر هذا البائع اي عائدات اقتصادية من هذه الزيارة القصيرة التي ستستغرق 48 ساعة، مشيرا الى انه "سيكون من الصعب التحرك او تخصيص اي وقت للتسوق".

في المقابل، يأمل سكان بيت لحم في الاستفادة سياسيًا من زيارة البابا الاحد. وعلقت في ساحة المهد مرئيات على شكل لافتات كبيرة الحجم تدمج فيها لوحات كلاسيكية، تظهر فيها مشاهد من قصص الانجيل وصور حقيقية تعكس الواقع اليومي الذي يعيشه الفلسطينيون.

وقام المتحف الفلسطيني، الذي ما زال قيد الانشاء، بتصميم هذه المرئيات في اطار مشروع باسم "في حضرة الحبر الاعظم"، وذلك من اجل "التفكير" بمصير الاقلية المسيحية الفلسطينية، التي تعاني من الاحتلال الاسرائيلي. وصباح الخميس، وفي اجراء استثنائي، سمح للعشرات من ابناء الاقلية المسيحية في قطاع غزة بالدخول الى اسرائيل للذهاب الى بيت لحم لاستقبال البابا، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وقالت رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون التي جاءت للاشراف على الاستعدادات الاخيرة التي يقوم بها مئتا موظف من البلدية لوكالة فرانس برس "هذه فلسطين حيث يترابط الدين والسياسة". وفي حي النصارى في البلدة القديمة في القدس، لا يبدو ان هناك الكثير من التحضيرات، بينما عززت الشرطة الاسرائيلية حضورها في البلدة.

ويشير الياس الذي يملك بقالة في الحي "انهم يقولون إن هذا مرتبط بالامن، ولكنه امر سياسي. يريد الاسرائيليون اعطاء البابا انطباعا باننا مجتمع اشباح". وستقوم الشرطة الاسرائيلية بنشر 8500 فرد في الشوارع في القدس خوفا من قيام متطرفين يهود باثارة البلبلة اثناء زيارة البابا. واتخذت الشرطة قرارا بإبعاد حوالى عشرة ناشطين من اليمين المتطرف الاسرائيلي بشبهة سعيهم الى "إحداث قلاقل" خلال زيارة رأس الكنيسة الكاثوليكية".

وكانت الشرطة اعلنت الاربعاء انها ستفرض الاقامة الجبرية على ثلاثة شبان يهود متطرفين اعتبارًا من الخميس. والخميس عادت الشرطة واعلنت ان "هذه القائمة تمت اضافة اسماء اخرى اليها، وباتت تضم حوالى عشرة اشخاص"

واكد قائد شرطة القدس بوسي باريينتي بحسب ما نقلت عنه الاذاعة العامة ان هؤلاء المتطرفين "لم تكن لديهم النية لمهاجة البابا شخصيا، بل زعزعة الزيارة، واحداث قلاقل واحراج دولة اسرائيل".

وممن شملهم الاجراء خصوصا طالبان من مدرسة تلمودية تقع في موقع علية العشاء السري في القدس، حيث سيقوم البابا باحياء قداس في هذا المكان المقدس لاخر عشاء للمسيح مع تلاميذه بحسب التقليد المسيحي، وقبر الملك داود بحسب التقليد اليهودي. ويخشى جهاز الامن الدخلي حسب وسائل الاعلام الاسرائيلية، ان يستغل اليهود المتدينون المتطرفون زيارة البابا الى الاراضي المقدسة من 24 الى 26 ايار/مايو من اجل الدعاية لنشاط هذه الحركة.

وقامت اسرائيل بتعزيز حماية بعض الاماكن المسيحية المقدسة التي استهدفت بموجة تخريب نسبت الى يهود متطرفين. واعرب حرفي مسيحي في القدس عن اسفه لان الحبر الاعظم لن يتمكن من لقاء السكان وعيادة المرضى والاطباء في مستشفى سان لويس القريب والذي كان دعا البابا لزيارته.

وسيتوجه البابا الى الاردن ثم الى الاراضي الفلسطينية ومنها اعتبارا من بعد ظهر 25 ايار/مايو الى اسرائيل، حيث ستشهد تدابير امنية مشددة شبيهة بالتي اتخذت خلال زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في العام 2013. وسينتشر ما مجموعه ثمانية الاف شرطي في القدس.
&