ردّ السيناتور الجمهوري جون ماكين، بحدة وفورًا على خطاب الرئيس باراك أوباما حول السياسة الخارجية، قائلاً إن أميركا فقدت مصداقيتها وثقة الآخرين بها في العالم، بسبب طريقة تعاملها مع الملفات الدولية، وأن قلبه ينفطر بسبب مقتل السوريين بينما تقف أميركا موقف المتفرج.


إيلاف: الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين داخل الولايات المتحدة حول السياسة الخارجية لواشنطن يأخذ اشكالاً مختلفة وحادة كل يوم، ولا سيما في ظل تعاطي الرئيس الحالي باراك اوباما مع العديد من الملفات الدولية في طليعتها الازمة السورية.

موقف المتفرج

فقد واجه السيناتور الجمهوري جون ماكين، بعنف خطاب الرئيس باراك أوباما حول السياسة الخارجية، معتبرًا& إن أميركا فقدت مصداقيتها وثقة الآخرين بها في العالم بسبب طريقة تعاملها مع الملفات الدولية، وقال إن قلبه ينفطر بسبب مقتل السوريين، بينما تقف أميركا موقف المتفرج، كما يتحول العراق مجددًا إلى ساحة صراع ومعقل لتنظيم القاعدة.

واضاف ماكين، في مقابلة مع CNN تعليقاً على خطاب أوباما بكلية "ويست بوينت" الذي حدد فيه معالم سياسته الخارجية: "أولاً أنا أرفض الانتقاد الذي وجهه الرئيس لنا - نحن الذين نهتم منذ سنوات بالأمن القومي - إذ إنه تجاهلنا، وقال إن أميركا ليس فيها إلا خيار من اثنين، إما من يؤيد التدخل العسكري الكامل في النزاعات التي تواجه أميركا، وإما من يريد قطع أي ارتباط لأميركا بملفات الخارج." و"أنا في الواقع لا أعرف أحدًا يريد إرسال قوات أميركية إلى أي بلد حاليًا، ولكنني أعتقد أنه كان على الرئيس تعلم دروس حرب العراق، وما حصل بعدما انسحبنا دون ترك قوات خلفنا والنتيجة أنه قد اندلعت حروب في أماكن أخرى وعادت الرايات السوداء لتنظيم القاعدة ترتفع فوق مدينة الفلوجة."

وتابع ماكين، مدير الأمن القومي الأميركي، يقول إن منطقة الحدود بين العراق وسوريا تحولت إلى مقر لتنظيم القاعدة يخطط منها لهجمات على أميركا، هذا يعني أننا نواجه فشلاً كاملاً، المنطقة برمتها في حالة فوضى والرئيس يرتكب الخطأ نفسه في أفغانستان عبر تحديد موعد للانسحاب ما يبعث لحركة طالبان برسالة مفادها أن عليها الصمود والصبر بانتظار خروجنا."

لإبقاء بعض قواتنا

وحول دفاع وزير الخارجية، جون كيري، عن السياسة الأميركية رد ماكين بالقول: "الوزير كيري يتجاهل الفوضى التي تنتشر الآن في العراق نتيجة تحديدنا لمواعيد الانسحاب النهائي، والأمر الثاني أظن أنه من المهين للأفغان الاعتقاد بأنهم لا يرغبون بالدفاع عن أنفسهم، هذا لا يعني أنني أؤيد مواصلة القتال، أنا لا أؤيد ذلك، بل أقول إنه كان بوسعنا النجاح وإبقاء بعض قواتنا هناك كما فعلنا في اليابان وألمانيا وكوريا، ولكن عوضاً عن ذلك انسحبنا من العراق وبات العراق اليوم قاعدة للتخطيط لهجمات على أميركا."

ولفت ماكين إلى أن العالم يدرك بأن أميركا ليست ضعيفة، ولكنه يراها دولة "لا يمكن الاعتماد عليها ولم تعد لديها مصداقية" وأضاف: "عندما يقول الرئيس (أوباما) في اجتماع بالبيت الأبيض للنائب ليندسي غراهام أنه يعتزم ضرب سوريا ومن ثم يقول للعالم أجمع بأن (الرئيس السوري بشار) الأسد تجاوز الخطوط الحمراء ويمتنع بعد ذلك عن تنفيذ الضربة يكون لذلك ارتدادات على مستوى العام بأسره، كل أعدائنا يعلمون بأنه لم يعد بوسع أصدقائنا الاعتماد علينا."

قلبه ينفطر

وعن دفاع الإدارة الأميركية عن نفسها من خلال القول إنها احترمت الخط الأحمر الذي رسمته ودمرت ترسانة الأسد الكيميائية عبر اتفاق سياسي، قال ماكين: "لكن نظام الأسد يواصل إلقاء البراميل المتفجرة وذبح المدنيين كما تنشط على الأرض قوات الحرس الثوري الإيراني ويواصل الروس تزويد الأسد بالسلاح والمعدات لذبح شعبه، لقد مات أكثر من 160 ألف شخص وتشرد الملايين، بينما نحن نقف على الحياد ونراقب الأحداث."

وأَضاف: "في ظل الحديث عن تدمير السلاح الكيميائي تظهر المزاعم حول استخدام غاز الكلورين في عمليات القصف، وهو غاز لا تشمله بنود اتفاقية تسليم الترسانة الكيميائية، إن قلبي ينفطر وأنا أشاهد كيف تقف أميركا موقف المتفرج في حين يذبح الشعب السوري ليس من قبل بشار الأسد فحسب، بل ومن قبل حزب الله وإيران بعد تدخلهما لدعمه ومنع سقوطه، كما تدخلت روسيا لمساعدته وتحولت القضية إلى نزاع إقليمي ومأساة هائلة سندفع ثمنها باهظًا لعقود قادمة."

تضارب في خطاب اوباما

وكانت وكيلة وزارة الدفاع السابقة للشؤون السياسية ميشال فلورنوي قد اشارت إلى وجود رسائل متضاربة في خطاب أوباما تتعلق بالحرب واستعداد واشنطن للذهاب لها.

وقالت: "الفروق المحددة في الخطاب ضيقة لدرجة يصعب شرحها للآخرين، لأن الرئيس يقول إن الوقت قد حان لإنهاء عقد من الحروب والانكباب على إصلاح الاقتصاد ولكنه يقول أيضاً إن أميركا مستعدة لحماية مصالحها وعليها أن تواصل انخراطها بالملفات الدولية."

وأضافت: "نحن أمام خطاب حذق، الرئيس يشد ويرخي ، وأظن أن كل شخص سيسمعه بطريقة مختلفة".

واعربت فلورنوي عن اعتقادها أن الإدارة الأميركية تحاول بالتأكيد إعادة ترتيب طروحاتها والخروج من الموقف الدفاعي إلى موقف جديد يطرح نظرة فاعلة للدور الأميركي في العالم، ولكنني أظن أن المشكلة ستكون ترجمة الخطاب إلى أفعال وسياسات."

ابوهريرة الاميركي

وبالتزامن مع مواقف ماكين، أكد ناطق باسم مجموعة تطلق على نفسها اسم كتيبة "صقور الشام" أن عنصراً أميركيًا كان يقاتل في صفوف المعارضة فجّر شاحنة محملة بالمتفجرات بعد قيادتها باتجاه حاجز للقوات الحكومية، في أحدث تطور على صعيد مشاركة عناصر أجنبية في القتال بسوريا.

وقال أبوفاروق الشامي، الناطق باسم الكتيبة " إن العملية جرت بالتنسيق بين كتيبته وتنظيم "جبهة النصرة" المرتبط بالقاعدة، والمصنف ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية لدى الولايات المتحدة.

وظهر تسجيل فيديو عبر موقع "يوتيوب" يحمل عنوان "الشهيد الأميركي لجبهة النصرة"، جاء فيه أن منفذ العملية هو "أبو هريرة الأميركي"، كما ظهرت صور أخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي لابو هريرة وهو يحمل قطة صغيرة.