تشهد الساحة السياسية العراقية تطورات متسارعة تنبئ بتحالفات واتفاقات غير محسوبة لهاثاً خلف تشكيل الحكومة الجديدة وترشيح رئيسها المنتظر المختلف عليه بقوة، والذي يشكل العقبة الرئيسية امام إعلانها، حيث ابدى نواب سنة ينتمون لائتلافي النجيفي والمطلك استعدادهم للتعاون مع من يرشحه التحالف الشيعي حتى وإن كان المالكي، الذي دعا خلال اجتماع مع الحكيم الليلة الماضية الى حكومة تتجاوز عقد المرحلة الماضية.


لندن: خلال مؤتمر صحافي في بغداد قال النائب سليم الجبوري القيادي في ائتلاف "متحدون للاصلاح" بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي أمس، إن "تحالف القوى الوطنية" الذي اتفق على تشكيله هذا الاسبوع بين ائتلافي متحدون والعربية بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وكتل وشخصيات أخرى، ينتظر من التحالف الوطني (الشيعي) تسمية مرشحه لرئاسة الوزراء حتى وإن كان المالكي ليبدأ تحركه في ضوء ذلك مع باقي الكتل. وأشار إلى أنّ الاتحاد عابر للطائفية وضد الارهاب والميليشيات ويسعى لتحقيق مطالب الشعب العراقي.

وقال الجبوري إن التحالف الشيعي هو المعني باختيار رئيس الحكومة المقبلة سواء كان المالكي أم غيره، ما يعني امكانية قبول تولي هذا الاخير رئاسة الحكومة الجديدة، الامر الذي يرفضه النجيفي بقوة وبشكل يوضح أن تصريحات الجبوري هذه مخالفة لموقف النجيفي، وتؤكد حدوث تصدع في التحالف الوليد.

وأشار الجبوري إلى أنّ "اتحاد القوى الوطنية" الذي يضم نوابًا في البرلمان الجديد عن كتل "متحدون" و"ديالى هويتنا" و"الوفاء للأنبار" و"ابناء العراق" الى الانفتاح على جميع القوى السياسية خلال مرحلة مفاوضات تشكيل الحكومة، موضحاً أن قوى الاتحاد تنتظر مرشح التحالف الشيعي الذي يفترض أن يمثل الكتلة الأكبر في مجلس النواب.

وأضاف ان مكونات اتحاد القوى الوطنية أعدت ورقة عمل ستنفتح من خلالها على جميع القوى السياسية، وهي تستهدف تحقيق المطالب المشروعة للمحافظات السنية الست. ومن جانبها، أكدت النائبة عن ائتلاف متحدون للإصلاح سهاد العبيدي الخلاف مع النجيفي موضحة أنه ليس عضواً في اتحاد القوى الوطنية لرفضه منح رئيس الوزراء نوري المالكي ولاية ثالثة، مشيرة إلى أن الاتحاد ليس لديه اعتراض على أي شخصية يختارها التحالف الشيعي لرئاسة الوزراء سواء كان المالكي أم غيره.

وجاء المؤتمر الصحافي هذا لنواب يبدو أنهم خرجوا عن ائتلافي النجيفي والمطلك ويشكلون تكتلاً يضم بين 40 و50 نائباً سنيًا أجرى بعضهم مفاوضات مع رئيس الوزراء زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي الفائز في الانتخابات النيابية الاخيرة نوري المالكي حول تشكيل كتلة برلمانية كبيرة موضحة دعمها لولاية ثالثة له في منصبه.

ومن الواضح أن هذا الامر يأتي انسجامًا مع ما تشهده الساحة العراقية من تصدعات وانشقاقات لائتلافات سياسية، حيث ظهرت الثلاثاء الماضي بوادر تصدع داخل الائتلاف الشيعي العراقي وانتقد قادة&فيه انفراد ائتلاف المالكي بطرح مشروع سياسي منفرد بعيداً عن التحالف لتشكيل الحكومة، الامر الذي دفع زعيمه الجعفري الى الوحدة.

وعقب اجتماع لقادة الائتلاف الوطني العراقي الذي يضم قوى سياسية داخل التحالف الشيعي، أعلن الائتلاف معارضته لارسال ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي برنامج عمل منفرد الى القوى السياسية يحمل رؤيته لمرحلة ما بعد الانتخابات التي جرت في 30 من الشهر الماضي وترشيحه لزعيمه المالكي لرئاسة الحكومة الجديدة.&&&
&
المالكي يدعو لحكومة تتجاوز عقد المرحلة الماضية

وعلى صعيد آخر، فقد أكد المالكي خلال مؤتمر صحافي مع الحكيم الليلة الماضية على ضرورة تشكيل حكومة منسجمة قادرة على تجاوز ما اسماه عقد المرحلة الماضية على المستويين التنفيذي والتشريعي.

وشدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارته لرئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم بمكتبه في بغداد على أهمية التفاهم داخل التحالف الوطني الشيعي والتفاهم مع باقي المكونات من اجل الانطلاق بالعراق، موضحاً أن "المرحلة السابقة افتقرت للاستقرار السياسي الذي انعكس سلبًا على الأمن والخدمات.

ومن جهته، شدد الحكيم على أهمية تحويل التحالف الوطني إلى مؤسسة فاعلة مؤكدًا أهمية الانفتاح على القوى الوطنية التي حازت على ثقة الناخب العراقي. وقال إن "ائتلاف المواطن بزعامته يعمل جاهدًا على تشكيل الفريق المنسجم المتسلح بالرؤية الواضحة لتقديم الخدمة للوطن والمواطن.

وتأتي زيارة المالكي للحكيم بعد يوم من رفض هذا الاخير دعوة رئيس الوزراء لتشكيل حكومة الاغلبية السياسية، وقال إنها ستكون ضعيفة وهزيلة وتنهار في أي لحظة، داعياً الكتل السياسية الى اجتماع للاتفاق على الفريق المنسجم والبرنامج الواضح لإدارة البلاد. وأضاف أن شعار الاغلبية السياسية البسيطة قد يكون جيدًا من الناحية الانتخابية لكنه ليس عملياً ولا توجد له فرصة للنجاح.

وقال الحكيم إن على من يتبنى الاغلبية السياسية البسيطة أن يدرك أن هذا الشعار قد يكون جيدًا من الناحية الانتخابية& لكنه ليس عمليًا ولا فرصة لنجاحه، "ولذلك ادعو الى عدم اضاعة الوقت والعمل على الحلول الواقعية وتجنب الاخرى التي ستأخذ وقتاً طويلاً، ولا تصل الى نتيجة، فالاغلبية البسيطة لا تشكل حكومة العراق المقبلة وإن تشكلت تحت أي ظرف، فإنها ستكون ضعيفة وهزيلة وقد تنهار في أي لحظة.

وكانت المفوضية العليا للانتخابات قد أعلنت في التاسع عشر من الشهر الحالي عن فوز ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي بالمرتبة الأولى بحصوله على 95 مقعدًا، يليه ائتلاف الاحرار الصدري بالمرتبة الثانية بحصوله على 34 مقعدًا، فيما حل ائتلاف المواطن للمجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم ثالثًا بحصوله على 31 مقعداً، وجاء ائتلاف متحدون برئاسة النجيفي بالمرتبة الرابعة بحصوله على 23 مقعدًا وائتلاف الوطنية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي خامسًا بحصوله على 21 مقعدًا.