أنهى العاهل المغربي محمد السادس، الأحد، زيارة تاريخية إلى تونس استمرت ثلاثة أيام، وهي الأولى من نوعها منذ رحيل نظام بن علي، فتحَت حسب المراقبين صفحة جديدة في العلاقات المغربية التونسية وأسست لتعاطٍ جديد بين الدول المغاربية التي تروم الوحدة. إيلاف تابعت الزيارة وعادت بهذا الملف.
&
إيلاف: زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى تونس ليست ككل الزيارات السابقة التي أداها إلى هذا البلد المغاربي.
فهذه المرة، يزور الملك تونس "بدون بن علي"، وفي وقت خاص للغاية، يعيش التونسيون فيه على وقع الاحتفال بسن دستور جديد للبلاد التي تستعدّ لإختتام المرحلة الانتقالية الثانية منذ ثورة 14 يناير 2011، بإنتخابات عامة مقررة نهاية هذا العام تنهي حالة اللاستقرار وتثبّت مؤسسات الجمهورية الثانية.
محمد السادس الذي كان محاطًا بوفد رفيع يشمل ولي عهده ونصف حكومته تقريبًا وكافة مستشاريه، حظي بحفاوة من الاشقاء التونسيين الذين يطالبون بإستمرار بتعزيز العلاقات البينية المغاربية والنهوض بالاتحاد المغاربي إلى طموحات الشعوب المغاربية.
ألقى الملك خطابًا مهمًا في المجلس الوطني التأسيسي، كان واضحاً وصارماً فيه عندما أعلن أنّ الوحدة المغاربية لم تعد ترفاً أو خياراً، إنما هي استحقاق غيابه يصب بالضرورة في غير مصلحة الشعوب، موجهًا انتقاداً واضحاً إلى الجزائر دون أن يسميها، في ما يتعلق بأزمة الحدود التي عطلت مسيرة البناء المغاربي.
كما وقّع الملك أكثر من 20 اتفاقًا وبروتوكول تعاون مع الجانب التونسي، في قطاعات حيوية تهم الأمن والاقتصاد والسياسة.
ولم يغب الملف الليبي الساخن عن محادثات عاهل المغرب ووفده المرافق، مع نظرائه التونسيين، وكان الاتفاق بين الجانبين حاصلاً: ليبيا تحتاج المزيد من الحوار لتجاوز أزمتها سلمياً وتجنّب الحرب الأهلية التي تطل برأسها منذ رحيل نظام معمر القذافي في 2011.
وكان ملفّ الارهاب الذي تواجهه المنطقة المغاربية ودول الساحل حاضراً بقوة خلال زيارة الملك المغربي إلى تونس، وبدا واضحًا أن التونسيين يضعون نصب أعينهم التجربة المغربية الناجحة في تجفيف منابع الارهاب والتطرّف والغلو.
مراسلو "إيلاف" من تونس والرباط تابعوا زيارة العاهل المغربي في أدق تفاصيلها، وأعدوا الملف التالي:
&
&
التعليقات