تحقيق السلطات الإماراتية منذ يومين مع آسيوي الجنسية بتهم تتعلق بالتورط في السعي والتخابر لمصلحة دولة أجنبية، للإضرار بالإمارات، يعيد النقاش حول المخططات التي لا تتوقف للإرهابيين لاستهداف هذه الدولة الخليجية.
أحمد قنديل من دبي: أحبطت الإمارات منذ عام 2002 العديد من المؤامرات والخطط الإرهابية التي كانت تهدف إمّا لقلب نظام الحكم والسيطرة عليه، أو لاستهداف مناطق ومنشآت حيوية وشخصيات هامة.
وقد ألقت السلطات الأمنية الإماراتية وأجهزتها المختصة القبض على العديد من التنظيمات السرية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة على مدى&السنوات الثلاث&الماضية، بعد اندلاع ما عرف بثورات الربيع العربي عام 2011.
خلية النصرة
وكانت آخر عملية لضبط تلك التنظيمات الإرهابية في الإمارات في الثامن عشر من أبريل الماضي 2013، حيث أعلنت السلطات الأمنية الإماراتية أنها ألقت القبض على خلية إرهابية تضم 9 أشخاص جميعهم ينتمون إلى جنسيات عربية، كانت تخطط للقيام بأعمال تمس أمن الوطن وسلامة مواطنيه والمقيمين على أرضه، وتقوم بتجنيد أشخاص والترويج لأعمال تنظيم القاعدة وجبهة النصرة في سوريا، وتمد التنظيم بالأموال، وتقدم له الدعم اللوجستي، وتسعى لمد نشاطها إلى بعض الدول الإقليمية.
ومازالت محاكمة ذلك التنظيم الإرهابي جارية حتى الآن في أروقة محكمة أمن الدولة العليا بأبوظبي، وقررت المحكمة في جلستها أمس تأجيل القضية إلى يوم التاسع من شهر يونيو الجاري للاستماع إلى أربعة من محامي الدفاع.
ويضم التنظيم متهمين من فلسطين ولبنان وتونس والأردن.
وهم المتهم الأول "ر.م.ح" 44 عاماً فلسطيني الجنسية "هارب"، والمتهم& الثاني "إ.أ" 29 عامًا لبناني الجنسية "موقوف"، والمتهم الثالث "م.ص. ب" 31 عاماً تونسي "موقوف"، والمتهم الرابع "و. ب.ع" 33 عاماً تونسي "موقوف"، والمتهم الخامس "ر .ب.س" 36 عاماً تونسي "موقوف"، والمتهم السادس "ر.ع.ب" 30 عاماً تونسي "موقوف"، والمتهم السابع "ب.ن.م" 22 عاماً أردني "موقوف"، والمتهم الثامن "ي.أ.ق" 25 عامًا فلسطيني "موقوف"، والمتهم التاسع "ر.ب.ف" 31 عاماً تونسي "موقوف".
ووجهت نيابة أمن الدولة للمتهمين تهمًا بالانضمام إلى تنظيم القاعدة وتكوين خلية تابعة للتنظيم وإمداد "جبهة النصرة" بالأموال، وطالبت بتوقيع أقصى العقوبة على المتهمين.
وقالت إن المجموعة تتبع القاعدة، ويترأسها المتهم الأول المعروف باسم "أبوعبيدة"، واثبتت تقارير المختبر الإلكتروني وجود ملفات تحوي رسائل موجهة إلى "المجاهدين"، وملفات حول طرائق صناعة وتركيب وتفكيك الأحزمة الناسفة والقنابل الموقوتة وأساليب الهجوم.
ولفتت النيابة الى أن المتهمين أنشأوا خلية في ما بينهم تابعة لتنظيم القاعدة داخل الدولة للترويج لأغراضه وأهدافه واستقطاب أعضاء إليه، والالتحاق بالمنظمات الإرهابية "جبهة النصرة" المقاتلة ضد الحكومة السورية مع علمهم بأغراضه، وحملوا أشخاصاً على المشاركة والانضمام إلى منظمة إرهابية تابعة للتنظيم الإرهابي للقتال وجمعوا أموالاً وأمدوا بها منظمة إرهابية بقصد استخدامها في تمويل الأعمال الإرهابية.
وأوردت النيابة في مرافعتها ما جاء في أقوال المتهم الثاني، الذي أقر بتأثره بالفكر الجهادي وتعاطفه معه، كما أقر باتصالات المتهم الأول الهارب مع جهات خارجية مثل كتائب عبدالله عزام، وهو عضو في تنظيم القاعدة المحظورة وجبهة النصرة. واعترف المتهم الخامس بتقديم الدعم المالي للمتهم الأول ووجود خطط لأعمال إرهابية في الدولة والدول المجاورة، وقال المتهم الثالث إنه كان يحضر مع المتهمين الدروس في مسجد سلمان الفارسي في دبي، واعترف المتهم الرابع بأنه ينتمي إلى الخلية الموجودة في الدولة، وأنشأ صفحة على "فيسبوك".
آسيوي يتخابر لمصلحة دولة أجنبية
حققت نيابة أمن الدولة في الإمارات أمس مع "آسيوي الجنسية" متهم بـ"التورط في السعي والتخابر لمصلحة دولة أجنبية، للإضرار بمركز الإمارات العسكري والسياسي، مبينة أن المتهم استغل عمله في أحد موانئ الدولة، وسعى للحصول بطرق غير مشروعة على معلومات عسكرية تعتبر من أسرار الأمن الوطني لدولة الإمارات، حسب ما ذكرت النيابة.
وقالت النيابة: "المتهم يعمل سائقًا في إحدى الدوائر الحكومية الحساسة، وكان على علاقة بضابط للمخابرات في سفارة دولة أجنبية، والذي كلفه بالتقاط صور للمسؤولين مع الوفود الزائرة لهم، واعترف بأنه سلم ضابط المخابرات المذكور بطاقات الوفود الزائرة للبلاد، وأن ضابط المخابرات سلمه مبلغ ثلاثين ألف درهم إماراتي، وأنه كان يتردد على السفارة لمقابلة ضابط المخابرات المذكور".
خطف السفير
وفي 30 إبريل 2014 ذكرت وزارة الداخلية اليمنية أن 6 أشخاص بينهم أعضاء في تنظيم القاعدة حاولوا خطف سفير دولة الإمارات في العاصمة اليمنية صنعاء. لكن قوات الامن اليمنية نجحت في إحباط محاولة اختطاف السفير.
خلية قطرية إماراتية
وفي مارس 2014 أصدرت المحكمة الاتحادية العليا بأبوظبي أحكامها بالسجن 7 سنوات بحق المتهم محمود عبدالرحمن الجيدة قطري الجنسية، وبإبعاده عن الدولة بعد تنفيذ العقوبة المقضي بها.
وقضت بالسجن 5 سنوات بحق 2 من مواطني الإمارات، هما عبدالواحد حسن الشحي وسعيد عبدالله البريمي، وذلك بعد إدانتهما في قضية "التعاون والمشاركة مع التنظيم& السري غير المشروع بالدولة".
وأدانت المحكمة المتهم القطري بـ"التعاون والمشاركة مع التنظيم السري غير المشروع"، والذي صدر حكم سابق يقضي بحله باعتبار أنه "يدعو لمناهضة المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الحكم في الدولة بهدف الاستيلاء عليه."
تخابر
وفي عام 2013 حكمت محكمة أمن الدولة الاماراتية على آسيوي بالسجن 3 سنوات والترحيل بتهمة التخابر مع سفارة دولة اجنبية دون تحديد ما هي تلك الدولة.
التنظيم السري وقلب نظام الحكم
وفي منتصف يوليو 2012، أعلنت السلطات الإماراتية أنها فككت مجموعة "سرية" قالت إنها كانت تعد مخططات ضد الامن وتناهض دستور الدولة وتسعى للاستيلاء على الحكم. واعتقلت السلطات في إطار هذه القضية العشرات من المشتبه بهم.
ومعظم الموقوفين في تلك القضية ينتمون الى جمعية الاصلاح الاسلامية المحظورة القريبة من فكر الاخوان المسلمين.
وفي يناير 2013 أعلنت السلطات الإماراتية أن النيابة العامة بدأت التحقيق مع قيادات "التنظيم النسائي" ضمن مجموعة الإسلاميين المتهمين بالتآمر في نفس القضية.
وبعد تحقيقات استمرت نحو 6 أشهر أعلنت النيابة العامة في الإمارات في 27 يناير من عام 2013 احالة 94 إسلاميًا إماراتيًا بينهم 8 هاربين الى المحكمة الاتحادية العليا ليحاكموا بتهمة التآمر على نظام الحكم والاستيلاء عليه، والتواصل مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين لتحقيق اهدافهم.
وفي يوليو 2013 أصدرت المحكمة الاتحادية العليا حكمًا بسجن 69 من بين 94 متهمًا بقضية "التنظيم السري" لفترات تتراوح بين 3 و15 عاماً، فيما برّأت المحكمة 25 آخرين، بينهم جميع النساء المتهمات في القضية.
خلية مصرية
وفي يناير 2013، أعلنت السلطات الإماراتية القبض على مجموعة تضم 11 وافداً مصرياً على الأقل بتهمة قيادة خلية للإخوان المسلمين تعمل على تجنيد مصريين وجمع معلومات تتعلق بالدفاع وارسال اموال بشكل غير شرعي الى الجماعة في مصر، فضلاً عن الارتباط بمجموعة الاسلاميين الاماراتيين الذين تمت محاكمتهم، في قضية "التنظيم السري".
خلية سعودية إماراتية
أعلنت السلطات الاماراتية في ديسمبر 2012 تفكيك خلية تضم سعوديين وإماراتيين كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية في البلدين وفي دول أخرى، ووصفت السلطات حينها أعضاء الخلية بأنهم من تنظيم القاعدة.
طرود ملغومة وتفجير طائرة
وفي نوفمبر 2010 تبنى تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب في بيان له إرسال الطرود الملغومة التي عثر عليها في بريطانيا ودبي، وتفجير طائرة شحن تابعة لشركة "يو بي إس" في الثالث من سبتمبر 2010 قرب قاعدة عسكرية إماراتية قريبة من مطار دبي، وقتل طاقمها المكون من فردين، وهو ما نقله موقع أميركي متخصص في مراقبة المواقع الإسلامية، لكن نائب رئيس الشرطة والامن العام في دبي حاليًا القائد العام لشرطة دبي سابقًا، الفريق ضاحي خلفان تميم، شكك في أن يكون تنظيم القاعدة هو مصدر هذا البيان في حينها.
تنظيم باكستاني
وفي إبريل 2010 اعتقلت أجهزة الأمن الإماراتية شقيقين باكستانيين في إمارة رأس الخيمة بتهمة ادارة تنظيم جهادي في الامارات وبإقامة اتصالات مباشرة مع مسؤول بارز في القاعدة بهدف جمع الأموال وتجنيد أشخاص لحساب التنظيم، وتمت ادانتهما أمام محكمة أمن الدولة في أبوظبي.
استهداف برج خليفة
وفي عام 2009 تحدثت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية عن نجاح الأمن الإماراتي في إجهاض مؤامرة إرهابية كانت تستهدف أهدافًا في دبي بتصويرها على أفلام فيديو، ومنها برج خليفة أعلى مبنى في العالم. لكن الفريق ضاحي خلفان نفى في حينها مثل هذه المزاعم، مؤكدًا أنها عارية تماماً عن الصحة.
قاعدي ليبي
وفي يناير 2007 ألقت الإمارات القبض على عادل محمد محمود عبد الخالق ليبي الجنسية بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة وجماعة القتال الإسلامية الليبية، وقد تمت إدانته بالفعل.
تفجير منشآت اقتصادية
وفي أكتوبر 2002 اعتقلت الإمارات شخصاً يدعى عبدالرحيم النشيري أثناء إعداده لتفجير منشآت اقتصادية حيوية في الإمارات وسلمته للسلطات الأميركية.
و"النشيري" هو الشخص الذي خطط لعملية تفجير المدمرة الأميركية "يو إس إس كول" في خليج عدن، والتي أودت بحياة 17 بحارًا أميركياً في 12 أكتوبر عام 2000، وهو الشخص الذي خطط أيضاً لتفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998.
&
التعليقات