تبدو المعركة في حلب السورية في غير صالح المعارضة حاليًا، ويتخوّف المراقبون من سيناريو مشابه لسيناريو حصار حمص، ثم مغادرة المسلحين لها بموجب اتفاق مع نظام الأسد.


إيلاف: في الوقت الذي تتقدم فيه قوات الأسد متّبعة سياسة الارض المحروقة في حلب، تستنفر كتائب الجيش الحر قواتها لمنع تكرار السيناريو الذي شهدته حمص، في مدينة حلب الاستراتيجية.

تفوّق النظام

ودارت في محيط مدينة حلب خلال الأشهر الأخيرة معارك ضارية، لكن سير القتال الحالي، يشير إلى أنه من الممكن أن تشهد الأيام القليلة القادمة حصارًا مطبقًا على حلب.

وقال نشطاء ميدانيون إن النظام تمكن خلال الأشهر الأخيرة من قلب الموازين العسكرية لصالحه في هذه المنطقة، وخرج من الحصار، الذي تمكن الثوار من فرضه عليه سابقاً، حتى أصبح قريبًا من محاصرة مدينة حلب.

ومن طرف المطار الدولي في حلب، تقدم جيش الأسد وسيطر على النقارين واللواء 80 وحي كرم القصر ثم حوّل هجومه الى المنطقة الشرقية ونجح بالسيطرة على اجزاء من المدينة الصناعية في الشيخ نجار وسيطر على قرية حيلان والبريج وصولاً الى سجن حلب المركزي.

وحسب أبو عماد الشامي، الناشط الميداني والإعلامي الذي تحدث لموقع (عكس السير) المقرب من المعارضة السورية، فإنّ النظام لم يكتفِ بمحاولة حصار حلب مكرراً سيناريو حمص والغوطة، بل عمل أيضاً على فتح طريق (حلب _ دمشق) الرئيسي عندما عاود هجومه في الريف الجنوبي وقام بالسيطرة على عدة نقاط منها قرى حدادين ومزارع حدادين ومداجن عزان والقليعة وجبل الرسم ورسم بكر، بالاضافة إلى قرية الجديدة وحقق تقدمًا على عدة محاور لجبل عزان والوضيحي.

هذا كله أوصل مدينة حلب إلى أن تصبح على وشك الحصار، فلم يبقَ للثوار سوى طريق واحد يصل بين الريف والمدينة، وهو طريق الجندول، فيما تبقّى حوالي 2 كيلومتر لقوات النظام كي تتقدم الى مشفى الكندي وترصد طريق الجندول، وبذلك تطبق الحصار على مدينة حلب تماماً.

الحر يستنفر

لم يستكن الجيش السوري الحر إزاء التطورات الميدانية في حلب، وقرر دعم جبهة حلب بشكل سريع وفعّال.

ونقلت صحيفة (عكاظ) السعودية عن مصادر في هيئة الأركان، أن ثمة "توجهاً داخل الأركان لتعزيز الدعم لجبهة حلب من أجل إعادة التوازن على الأرض، وذلك من خلال تشكيل لواء مقاتل في الشمال يكون مدعومًا بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة".

وأوضحت مصادر الصحيفة أن الجيش السوري الحر يعكف على تشكيل غرف عمليات لإدارة المعارك في الشمال، وكذلك جنوب سوريا (جبهة درعا).

ولفتت المصادر إلى أن الأركان تعمل على استبعاد كافة العناصر المتطرفة والمدرجة على قائمة الإرهاب، مشددة على ضرورة أن تكون جبهة حلب وطنية خالصة بمشاركة كل العناصر التابعة لهيئة الأركان المعتدلة.

ووفقاً لما قاله المصدر في هيئة الأركان، فإن الضوء الأخضر بتشكيل غرفتي حلب ودرعا يرتهن للسلاح، مشيرة إلى أن الوعود الأميركية بتزويد المعارضة بالسلاح هي من بلورت هذه الفكرة.

وقد حذر لواء سابق في الجيش السوري من أن إمدادات السلاح الأميركية للمعارضة من شأنها أن تنشئ زعماء فصائل على النمط الصومالي وتقوض حلفاء واشنطن في القيادة العسكرية للمعارضة في المنفى.

وقال اللواء عبدالإله البشير الذي انشق عام 2012، وقاد الجيش السوري الحر في الجولان قبل أن يصير قائدًا لأركان المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، إن واشنطن تتجاوز الجيش الحر بإرسالها أسلحة مباشرة إلى الجماعات التي تصعب السيطرة عليها.

ولفت إلى أن توفير الدعم للكتائب بشكل فردي يمكن أن يحول قادة تلك الكتائب إلى زعماء فصائل، وسيكون من الصعب السيطرة عليهم في المستقبل، وهو ما من شأنه أن يحول سوريا إلى أفغانستان أو الصومال.

وردت وزارة الخارجية الأميركية على شكاوى البشير بالقول إن المساعدات العسكرية يجري توزيعها على جماعات معتدلة منتقاة وبالتنسيق مع المجلس العسكري الأعلى.
&