بعد مرور خمسة أيام على سقوط مدينة الموصل مركز محافظى نينوى ثاني أكبر محافظات العراق بأيدي مقاتلي داعش إتهم قيادي شيعي رئيس اقليم كرستان العراق، بتسهيل سقوط الموصل انتقاما من رئيس الوزراء نوري المالكي.


عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: اتهم قيادي شيعي عراقي رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني بتسهيل دخول مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) محافظة نينوى (شمالاً) بمساعدة محافظها إثيل النجيفي.
وقال القيادي البارز في التحالف الوطني (الشيعي) في اتصال هاتفي مع "إيلاف" إن مدينة الموصل وجانبها الأيسر خاصة كان واقعاً تحت سيطرة الكرد الذين سهلوا دخول 63 مقاتلاً من داعش عن طريق مغادرة الحواجز الفاصلة بين جانبي المدينة، ليحتلها مقاتلو داعش رافعين رايات التنظيم ولينسحب المقاتلون الكرد مع بقية الجنود الى أربيل تاركين المدينة لمقاتلي داعش، الذين كانوا أصلا في الجانب الأيمن من المدينة منذ وقت طويل.&
وأوضح أن ما جرى في التاسع من شهر حزيران الحالي كان رداً على منع الحكومة المركزية في بغداد بيع النفط الكردي وعودة السفينة المحملة بالنفط المستخرج من إقليم كرستان العراق، محملة بالنفط الذي امتنعت عن شرائه أي دولة، ومنعاً لاعادة تكليف رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي بولاية وزارية ثالثة، فاتفق مع محافظ نينوى للثأر من المالكي والسماح بدخول عدد من مقاتلي داعش لمركز المحافظة والايعاز للقادة العسكريين الكرد في الجيش العراقي في الموصل بالانسحاب منها بطريقة فوضوية، حسب قوله.
وكانت الحكومة العراقية هددت برفع دعوى قضائية في المحاكم الدولية ضد كل دولة تشتري أو تسهل مرور النفط الكردي، قبل إعادة الحاوية النفطية "يونايتد ليدرشيب"، التي تحمل شحنة مليون برميل من النفط الكردستاني، وأصبحت على قرابة 5 أميال من ميناء محمدية المغربي فأعيدت في الساعة يوم 30 آيار (مايو) بتوقيت المغرب. وكانت الحاوية النفطية متجهة الى السواحل الاميركية، حسب ما ذكرت وكالة بلومبيرج.&وقال المتحدث باسم الحكومة الكردستانية في نفس اليوم، إن السفينة النفطية عادت الى المكان الذي أقلعت منه من دون يحدد اسم الميناء.
&
القيادي الشيعي قال إن البيشمرغة الكردية هي من استولى على الاسلحة العراقية وحين عاتبناهم قالوا إن تكون بيدي أفضل من سقوطها بأيدي مقاتلي داعش، وأضاف أن الكرد سمحوا لمقاتلي داعش بالاستيلاء على معدات قليلة كي يبدو الأمر أن كل السلاح العراقي في الموصل بات لدى داعش، حسب قوله.
&
&وأضاف أن البيشمركة الكردية التابعة لحزب بزراني الحزب الديمقراطي الكردستاني استولت على كل المقرات العراقية في كركوك والموصل وبقية المناطق المتناع عليها ادرايا بين المركز والاقليم، وحين علمت بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني بسيطرة قوات بزراني على كركوك هاجمت قوات الوطني الكردستاني مناطق متنازع عليها في محافظتي ديالى وصلاح الدين واستولت عليها تحت تسريب إشاعات تعرضها لهجمات داعش. وقال أن لحزب برزاني سابقة مشابهة عام 1996 حين أدخل قوات الحرس الجمهوري التابعة لنظام صدام حسين الى أربيل لطاردة خصمه الاتحاد الةطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني.
&
وتقول بيانات وتصريحات التحالف الكردستاني أن قوات البيشمركة مستعدة للتدخل بجانب العراقي اذا طلب منها ذلك رسمياً، وإنها دخلت المناطق المتنازع عليها لحماية سكانها الكرد والحفاظ على المعدات العسكرية التي غادرها الجيش من السقوط بأيدي مقالتي داعش، لكن القيادي الشيعي يرد أن مواقع أخبارية وفضائيات عراقية عرضت شهادات لضباط وجنود عراقيين، في كركوك وديالى، قالوا إن قوات البيشمركة طلبت منهم ترك مواقعهم ومعداتهم فيها والمغادرة الى أربيل بالقوة.
&
وحول فشل تحقيق النصاب في الجلسة الأخيرة من عمر البرلمان العراقي أمس الأول قال القيادي الشيعي ان ماحصل قبيل الجلسة أفشل اجتماع البرلمان حين اجتمع جميع قادة الكتل السياسية في منزل رئيس الائتلاف الوطني (الشيعي) إبراهيم الجعفري لبحث طلب رئيس الوزراء إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وأضاف أن رئيس كتلة متحدون رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي سأل المالكي لماذا تريد إعلان حالة الطوارئ؟ لتحرر الموصل؟ هات فرقة عسكرية مدرعة وأنا أضمن لك استعادة الموصل بنفسي، لكن رئيس الوزراء رفض ذلك قائلاً هذا أمر يتطلب حلاً عراقياُ وليس فردياً، فانهار الاجتماع وترتب عليه فشل تحقيق النصاب في مجلس النواب الذي غادره نواب العراقية ومتحدون والتحالف الكردستاني.
&
وحول الخطوات المقبلة قال أن عدد المتطوعين للقتال ضد داعش فاق الميلون ووصلت أعداد كبيرة منهم الى قضاء تلعفر في محافظة نينوى حيث مقر قيادة قوات غرب نينوى. وتوقع انطلاق معركة تحرير الموصل خلال يومين، حسب قوله.
&
أما حزام بغداد فقال إنه مؤمن تماماً بالجيش والجيش الرديف من المتطوعين المتدربين، وأضاف أن زيارة المالكي الى سامراء، غايتها توجيه رسالة لمن هلل لسقوط الموصل وينتظر سقوط بغداد أن المعركة تنطلق من سامراء شمالاً وليس العكس، حسب وصفه.
&
وختم حول عدم تدخل القوات الأميركية لمساعدة الجيش العراقي أن الأميركيين يريدون منا طلباً صريحاً بالتدخل، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يريد أن تكون استعادة الموصل والمناطق التي استولت عليها داعش وحلفائها بأيدي عراقية خالصة، حسب تعبيره.
&
يذكر أن مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (403 كم شمالي بغداد) ومطاريها المدني والعسكري سقطت بأيدي مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) يوم التاسع من شهر حزيران الحالي بعد انسحاب مقاتلي الجيش العراقي من عرب وكرد منها تاركين أسلحتهم فيها التي استوى عليها التنظيم وتنظيمات اخرى نصبت محافظا جديدا وتدير شؤون المدينة خارج السطلة المركزية التي تستعد لاقتحامها.
&
وكان زعيم داعش أبو بكر البغدادي هدد عبر تسجيل صوتي بالزحف الى بغداد التي وصفها بـ(أرص الخلافة) التي تشهد خلافات سياسية بين كتلها المختلفة خاصة بعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية وفاز فيها ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي بنسبه تتطلب تشكيل تحالف برلماني يدعم سعيه لولاية ثالثة يعارضها خصومه الذين يتهمونه بالتفرد بالسلطات مطالبين بمرشح آخر غير المالكي من التحالف الشيعي.
&