&سعت السلطات العراقية اليوم لتبديد مخاوف سنة البلاد من اقدام الحكومة على انشاء جيش رديف من المتطوعين يستهدفهم، وقالت إنها تقبل أي مساعدات خارجية ضمن سيادة البلاد، بينما رفض مرجع شيعي دعوة السيستاني لحمل السلاح، فيما اكد جون كيري دعم بلاده للعراق في مواجهة الارهاب .


&
قال مستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض خلال مؤتمر صحافي في بغداد الاحد، وتابعته "إيلاف"، إن المتطوعين، وهم بالملايين الآن، ستصرف لهم مخصصات مالية ويشاركون الآن فعلاً في جبهات القتال لمواجهة من أسماهم بالجماعات الارهابية. واشار الى أن عملية التطويع لإنشاء جيش رديف للقوات المسلحة جارية بكثافة تنفيذًا لقرار رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل "مديرية الحشد الشعبي" لاستقبال المتطوعين وتدريبهم ودفعهم الى جبهات القتال.
&
واضاف أن المعركة التي يخوضها العراق اليوم ليست معركة الحكومة وحدها، وانما هي معركة العراقيين جميعهم بكل قومياتهم وطوائفهم. وقال إن الدولة باشرت فعلاً بتوفير جميع الامكانات المادية والتسليحية لإستيعاب هذا العدد الضخم من المتطوعين، الذين قال إن عددهم بالملايين، والذين زاد عددهم بفضل فتوى المرجع (الشيعي الاعلى) علي السيستاني.
واوضح أن تشكيلات الحشد الشعبي هذه ستكون بإشراف مجالس المحافظات وبادارة مدراء الشرطة فيها. واوضح أن حجم التطوع زاد عن امكانات الدولة لاستيعاب كل المتطوعين، ولذلك فإنه يتم الآن تقسيمهم على ثلاثة صنوف: المتدربون سابقًا، ومن يملكون سلاحاً شخصياً وغير المتدربين. ودعا المتطوعين الى عدم الظهور في الشوارع مسلحين مشددًا على أنهم ليسوا ضد فئة معينة لأن جميع العراقيين مدعوون لمواجهة الارهاب. واوضح أن قسمًا من المتطوعين المتدربين على السلاح سابقاً قد ارسلوا الى جبهات القتال وهم يقاتلون حاليًا مع القوات المسلحة ضد الارهابيين.
&
وشدد المسؤول العراقي على أن الارهابيين لن يستطيعوا اقتحام بغداد التي ستكون عصية على من وصفهم بالانجاس، و"المعركة محسومة بالنصر لنا". وقال إن هذا الحشد الشعبي هو لكل العراقيين وليس لطائفة ضد أخرى أو مذهب ضد آخر، وليس شيعياً ضد السنة.
ورداً على سؤال حول وجود دعم ايراني أو اميركي للعراق حالياً، قال الفياض إن هذه المعركة هي معركة العراقيين لكنهم لن يرفضوا أي دعم خارجي من "الاشقاء والاصدقاء" ضمن الدستور والحفاظ على سيادة العراق.
&
واوضح مستشار الامن الوطني أن التقدم الذي حققه تنظيم داعش في بعض المدن سببه عدم اكتمال الجهد العسكري للعراق، حيث أن البلاد تفتقد للطائرات المقاتلة التي تلاحق الارهابيين، وتقضي عليهم، اضافة الى ضعف المنظومة الاستخبارية للعراق.
وكانت تقارير اشارت الى نشر ثلاثة ألوية من الحرس الثوري الايراني في مناطق مختلفة من العراق وارسال حاملة طائرات اميركية الى سواحل العراق الجنوبية لتوجيه ضربات الى مراكز تواجد مسلحي داعش.
&
مرجع شيعي يعارض دعوة السيستاني لحمل السلاح
دعا المرجع الشيعي اللبناني علي الأمين، المرجعية الشيعية في العراق، بأن "لا تدخل في دائرة إصدار الفتاوى التي تجعلها طرفاً في الصراعات الدموية الجارية على أرض العراق"، مؤكداً أن "إصدار الفتاوى بالتعبئة العسكرية يساهم في تأجيج النزاعات ويلقي عليها الصبغة الطائفية والمذهبية".
&
وأكد في بيان نشره على موقعه الإلكتروني أن دور المرجعيّة الدينية يحتّم عليها الدّعوة إلى وقف سفك الدماء، والعمل على جمع كلمة المسلمين وإبعاد الفتن عنهم، والدعوة إلى الإصلاح بعيداً عن العنف والسلاح.
&
وحذر الأمين من إصباغ الصّفة الدّينية على الصّراع، "لأنه سيستدعي صدور فتاوى من جهات دينية أخرى تدعو إلى التّعبئة المخالفة، وهذا ما سوف يزيد نار الطائفيّة اشتعالاً ويدخل العراق والأمّة كلها في فتنة عمياء لا يفرح بها غير الأعداء المتربّصين بها".
وكان المرجع الديني العراقي علي السيستاني، دعا الجمعة، أبناء الشعب العراقي إلى "التطوع في القوات الامنية لحماية العراق من الارهابيين ومساندة القوات المسلحة في هذا الواجب".
&
&وكان السيستاني دعا على لسان معتمده في كربلاء الجمعة الماضي العراقيين إلى حمل السلاح، وقتال الارهابيين دفاعًا عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم، والتطوع للانخراط في القوات الأمنية في دعوة وصفت بأنها إعلان للجهاد.
وأكد أنّ العراق وشعبه يواجهان تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً.. موضحًا أن الارهابيين لا يستهدفون السيطرة على بعض المحافظات مثل نينوى وصلاح الدين فقط، وانما يستهدفون ايضاً جميع المحافظات، كما اعلنوا، ولا سيما بغداد وكربلاء والنجف، وجميع العراقيين في جميع مناطقهم. وشدد على أنه لذلك فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مهمة الجميع ولا تخص طائفة دون أخرى أو طرفاً دون آخر.
&
كيري يؤكد لزيباري دعم بلاده للعراق في مواجهة الارهاب
ومن جهة أخرى، اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري حرص واستعداد بلاده لدعم الحكومة والقوات العراقية لمواجهة التهديد الارهابي الخطير للدولة العراقية، مشيرًا الى أن الحكومة الاميركية تدرس جميع الخيارات المتاحة للتعامل مع الوضع الجديد.
واكد كيري خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية هوشيار زيباري بحسب بيان لوزارة الخارجية العراقية "أهمية وحدة موقف القيادات العراقية والتعاون البناء في ما بينهم ضمن اطار الدستور والعملية الديمقراطية لمواجهة هذا التدهور الأمني الذي شهدته بعض المحافظات".
واشار "الى تقديم الولايات المتحدة لمساعدات انسانية عاجلة بمقدار 12مليون دولار للنازحين والمشردين من جراء الهجمات الارهابية على مدنهم ومناطقهم.
&
وقد بحث الوزيران خلال الاتصال ايضًا تطورات الوضع الأمني والسياسي والانساني في البلاد، إضافة الى عدد من الخطوات والاجراءات العملية لتوثيق التعاون الأمني والعسكري، وكذلك اهمية التواصل مع دول الجوار للتأكيد بأن المواجهة الراهنة ليست طائفية، بل معركة الدولة مع الارهاب والمجموعات المسلحة. واكدا اهمية ادامة التواصل والتشاور حول تطورات الوضع المحلي والاقليمي.&
&
&