لن يكون لبنان بمنأى عن الأحداث السياسية والأمنية المشتعلة في سوريا والعراق، ويجمع البعض على ضرورة تحصينه من الإرهاب من خلال السعي لانتخاب رئيس جديد.


بيروت: في ظل الأحداث في سوريا والعراق بات من الضروري السعي إلى انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، لتجنيب البلاد أي تداعيات أمنية أو سياسية من النيران السورية والعراقية، وفي هذا الصدد يقول النائب السابق مصطفى علوش ( 14 آذار/مارس ) في حديثه لـ"إيلاف" إن الأحداث التي تحصل اليوم في سوريا والعراق، تؤكد إن الأمور هذه أوصلتها الأنظمة الديكتاتورية وغير المسؤولة في بلدانها، من خلال فتح باب الإرهاب على مصراعيه، وأصبحت اليوم الفوضى مستحكمة، إن كان بالنسبة لنوري المالكي أو بالنسبة لبشار الأسد.
&
أما في لبنان، يضيف علوش، فإن المصيبة الكبرى هي وجود سلاح حزب الله، غير الشرعي، ودخوله إلى سوريا والعراق من بوابة مشروع ولاية الفقيه، ومسألة تأمين السلامة للبنان ليست فقط مرتبطة بانتخاب رئيس للجمهورية، رغم أن هذا الأمر يعبّر عن تفاهم معيّن، توصلت إليه الأطراف اللبنانية على الأقل من خلال تنفيذ إعلان بعبدا، ويجب أن يأتي رئيسًا يضع نصب أعينه تنفيذ هذا الإعلان، وبالتالي يمكن حماية لبنان من تداعيات ما يحدث في سوريا والعراق أو على الأقل التخفيف قدر الإمكان من ضرره، من خلال وجود سلاح موحّد في الدولة، والانصياع للقانون، من خلال وجود قيادة واحدة للبلد.
&
يرى النائب السابق اسماعيل سكرية (8 آذار/مارس) في حديثه لـ"إيلاف" أنه بمعزل عن الأحداث في سوريا والعراق، لا بد أن يكون في لبنان رئيسًا للجمهورية، وكلما تعقّدت الظروف تكون الضرورة أكبر لتشكيل المواقع الدستورية في لبنان.
&
تحصين لبنان
&
كيف يمكن تحصين لبنان داخليًا كي لا يصيبه مصاب العراق؟ يؤكد علوش أن ذلك يتم من خلال خروج حزب الله من سوريا، والذهاب إلى اتفاقات واضحة لتسليم السلاح إلى الدولة والإلتزام على الأقل بداية بإعلان بعبدا.
يعتبر سكرية أن لبنان يتحصن من خلال وعي كل الأفرقاء بضرورة تجنب الزلازل الخطيرة التي تهزّ المنطقة، واذا امتدت إلى لبنان فالجميع سيخسر، وهذا كاف للقيام بتحصين ذاتي داخلي.
&
رئيس توافقي
&
هل من أمل في الوصول إلى رئيس توافقي قريبًا؟ يجيب علوش أن المشكلة ليست بالرئيس التوافقي بل بمواصفاته، نحن نرى أن الرئيس التوافقي هو من يحفظ السيادة وينفّذ إعلان بعبدا، ويذهب إلى قيادة حوار من خلال تسليم كل السلاح غير الشرعي إلى الدولة اللبنانية، أما بالنسبة لحزب الله فكما وصفه الأمين العام للحزب حسن نصرالله فهو يريد الرئيس الموجود تحت عباءة حزب الله، لذلك فإن إمكانية الوصول إلى مواصفات مشتركة هي المشكلة الأساسية.
&
ويلفت علوش إلى أن المسألة اليوم برمتها لا تتعلق برئيس الجمهورية بل بالأطراف الموجودة في الساحة، وبالأخص من يملك السلاح ومن يرتبط بالمشروع الإقليمي أي حزب الله، فإذا قرر أن يخرج من سوريا والعراق ويعتبر نفسه حزبًا محليًا مرتبطًا فقط بقوانين الدولة اللبنانية، فعندها يمكن حماية وحدة لبنان وحماية البلد من أي تداعيات سورية أو عراقية.
&
في حين يرى سكرية أن لا أمل اليوم وفي الوقت القريب في الوصول إلى رئيس توافقي في لبنان، لأن التعقيدات كثيرة وهي بمجملها إقليمية، لأن قرار انتخاب رئيس الجمهورية اللبناني هو إقليمي بامتياز.
&
ويلفت سكرية إلى أن الدور الأساسي الذي يجب أن يلعبه رئيس الجمهورية اللبناني المقبل هو أن يكون رئيسًا لكل اللبنانيين، وأن يكون شفافًا في تعامله ولا يتلطخ بمدّ يده إلى المال العام ومن هنا قوته، والقوة لا تكون بالبطش والمتاريس، "القوة في أن يكون خطابه يشمل كل اللبنانيين وأن تكون لديه خطة إصلاحية وأن يكون كما ذكرت شفافًا لا يمد يده إلى المال العام".