تتسم مشاركة الجزائر في مونديال البرازيل بحضور واضح للبعد الديني ومواكبة واسعة من فصيل الإسلاميين الذين لم يكتفوا بمطالبة محاربي الصحراء بنشر الإسلام في البرازيل، بل ناشدوا مواطنيهم لقيام الليل نصرة للخضر في أرض السامبا.


كامل الشيرازي من الجزائر: شدّد الشيخ الداعية علي عيّة، إمام المسجد الكبير بالعاصمة الجزائرية، على أن الدين من الكرة والكرة من الدين، لذا حثّ الجزائريين على الإكثار من قيام الليل والدعاء في السجود من أجل نصرة منتخبهم الوطني. وذكر عيّة أنّه من واجب الجزائريين الوقوف والمناصرة والدعاء والتضرع للمولى القدير نصرة للمنتخب، "فنصرة الخضر هي نصرة جميع الشعب الجزائري والأمة العربية والإسلامية جمعاء".
&
قيام الليل
لكنّ عددًا من النشطاء استغربوا هذه الخرجة، ودعوا علي عيّة ليشجّع الجزائريين على قيام الليل للدعاء والتضرّعْ لله تعالى ليجعلْ حكامهم المسلمين الظلمة يحذون حذو الحكّام الكفرة، في العدل والنزاهة والتواضع. وتساءل هؤلاء كيف أصبحت الكرة بين عشية وضحاها الوسيلة الأهم التي ستقضي على الظلم والفقر والحقرة. وخاطب أحمد عوالي الداعية علي عيّة بالقول: "إن منعكم جبنكم من قول كلمة حق في وجه الحاكم الجائر، فأخرسوا أحسن لكمْ".
وقال عبد الرزاق وفائزة ومسعود ورياض أن من خانته الأرجل والخطط الكروية، لن يفيده لا قيام الليل ولا صيام النهار. وذهب الناشط فضيل إلى القول: "هذه كرة قدم لا غير، هي لعبة جميلة يريد مثل هؤلاء تشويهها، طيب ماذا لو قاموا الليل ثم خسرنا المونديال؟".
وعقّب زميله شوقي ساخرًا: "هل سيتهم علي عيّة الملائكة أنها خيبت الآمال وتعاطفت مع شياطين بلجيكا ودببة روسيا وخنافس كوريا؟".
وقدّر سليمان أن أغلب لاعبي المنتخب الجزائري يعيشون ويلعبون في أوروبا، ولن تؤثر فيهم دعوة لقيام الليل لمواجهة (منتخب الكفار)، مشيرًا إلى أن الجزائريين لعبوا وقاتلوا، لكن خطة المدرب الباهتة حرمتهم من الحفاظ على فوزهم.
&
السجود والصليب في الملعب&
هلّل مراقبون لسجود اللاعبين الجزائريين بعد تسجيلهم هدف السبق ضدّ بلجيكا الثلاثاء. بالمقابل رفض رابح وكريمة ومروان تلك الهالة المُثارة حول هذا السلوك، وذكر أيمن: "المسيحيون أيضًا يشيرون إلى الصليب دوماً، وهي صلاتهم، فليسجدوا كما شاؤوا، فهل سيمنعهم العلمانيون من السجود أيضًا؟"، بينما استهجن طارق إقحام الدين في ملاعب الكرة.
وذهب عيسى فراقي إلى أن الأحرى حصر النقاش في أسباب الهزيمة الأولى ضدّ بلجيكا وسبل الفوز على كوريا الجنوبية وروسيا، وحقيقة المليارات التي أنفقت على منتخب لم يشرّف الجزائر في أول مقابلة.&
وعلى المنوال ذاته أردفت منى لسواني: "العبرة بالنتائج ومن لا يسجد ويربح خير من يسجد ويخسر، ومن أراد أن يمثل الإسلام فليمثله باللعب الجميل والفنيات العالية".
&
دعاة إسلام ورجال أخلاق&
أهاب عبد الفتاح زراوي حمداش، أحد أقطاب التيار السلفي في الجزائر، لاعبي المنتخب لكي يكونوا دعاة إسلام وسفراء مسلمين ورجال أخلاق من خلال ممارسة الرياضة بتبليغ رسالة الله إلى العالمين. وخاطبهم قائلًا: "تحظون بتغطية إعلامية عالمية لتبليغ رسالة الله إلى البشرية جمعاء لن تحصلوا عليها طول حياتكم، فاغتنموا فرصة العمر لنصر الإسلام والدعوة إلى الله وتبليغ دينه، لا سيما وأنكم تلتقون بأنواع الناس على اختلاف دياناتهم ومللهم وألسنتهم وألوانهم وأجناسهم، وستشاهدكم شعوب الأرض فكونوا نبراسًا للإسلام وقدوة عبادة ومثالاً في الأخلاق".
&
بلغوا عني
ذهب زراوي حمداش إلى أن مشاركة لاعبي الجزائر في هذا المونديال لا ينبغي أن تكون منافسة كروية &لجني المال وكسب الشهرة، "وإنما هي فرصة العمر لتبليغ رسالة الله إلى البشرية أجمع، من خلال ترجمة دعوة الإسلام علميًا وعمليًا وميدانيًا وتعبديًا وأخلاقيًا لسائر الناس في بلاد البرازيل، فقد قال صلى الله عليه وسلم [وكان النبي يبعث إلى قومه خاص وبعثت إلى الناس كافة]، فهذه الفرص الثمينة والفريدة ستسألون عنها يوم القيامة إن لم تبلغوهم آيات الله وسنن هدى الإسلام ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم ونبوته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو آية".
اضاف: "لاعبونا أنتم اليوم في وضعية ممتازة ومكانة حساسة لتبليغ رسالة الله فكونوا سفراء الإسلام ودعاة ملة لتفوزوا وتسعدوا وكونوا سببًا لدخول الناس في دين الله أفواجًا بمنافحتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإزالة الشبهات العالقة بالإسلام من طرف أعدائه وخصومه، ووضحوا حقيقة التوحيد وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته الشاملة الكاملة خاتمة الأديان والنبوات، فقد قال صلى الله عليه وسلم [لئن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم]، فكونوا رجال هداية وأخلاق".
&