تحادث&وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، مساء اليوم الاحد، في عمان وزير الخارجية الاميركي جون كيري حول آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، لا سيما الازمة السورية وتطورات الأوضاع في العراق ومفاوضات السلام المتعثرة وسبل احيائها.


نصر المجالي: تأتي زيارة كيري للأردن بعد زيارة خاطفة للقاهرة ثم يطير بعدها إلى بغداد في متابعة من الإدارة الأميركية لتداعيات الأزمة في العراق عن كثب وعلى أرض الواقع.

وتتزامن الجولة مع تحذير أطلقه الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة بثت الاحد من المخاطر التي يمثلها الهجوم الكاسح للمسلحين الاسلاميين المتطرفين في العراق على استقرار المنطقة برمتها.

لكن الرئيس اوباما الذي استبعد فكرة تدخل قوات اميركية، يخشى من أن تكون قدرة المسلحين اكبر، مؤكدًا أن "ايديولوجيتهم المتطرفة تشكل تهديدًا على الامدين المتوسط والطويل"، بالنسبة الى الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الاميركي في مقابلة الجمعة مع شبكة "سي بي اس"، بثت الاحد، "بشكل عام، ينبغي أن نبقى متيقظين. المشكلة الحالية هي أن (مقاتلي) تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام يزعزعون استقرار البلد (العراق)، لكن يمكنهم ايضًا التوسع نحو دول حليفة مثل الاردن".

ورأى أن "السكان المحليين في العراق سينتهون برفض المتطرفين بسبب عنفهم وتطرفهم". واوضح اوباما: "لقد شهدنا ذلك مرات عدة. وعلى سبيل المثال في محافظة الانبار الغربية ابان الحرب في العراق، حيث تمردت فجأة عشائر سنية ضدهم بسبب ايديولوجيتهم المتطرفة".

واشار الرئيس الاميركي ايضاً الى المخاطر التي تمثلها منظمات متطرفة أخرى مثل القاعدة في اليمن، أو ايضًا بوكو حرام في نيجيريا. وقال "إن الامر يتحول الى تحدٍ عالمي يتعين على الولايات المتحدة مواجهته. لكن لن نتمكن من مواجهته لوحدنا".

قيادة لا تقصي أحدًا

وإلى ذلك، عبّر وزير الخارجية الأميركي خلال محادثاته في عمان والقاهرة عن موقف واشنطن من الأزمة في العراق، وكذلك عن أمل الإدارة الأميركية في أن يجد العراقيون قيادة لا تقصي أحدًا لإحتواء حملة يقودها مقاتلون متشددون سنة، لكن واشنطن لن تنتقي أو تختار من يحكم في بغداد

وأعلن الأردن قبل أيام التعبئة العامة على حدوده مع العراق خشية تحركات غير محسوبة من جانب مقاتلي تنظيم (داعش) الذي كان هدد بشمول الأردن في عملياته القتالية.

وأكد جودة وكيري على اهمية تضافر جهود جميع الاطراف ذات العلاقة والمجتمع الدولي لمواجهة التطورات التي يمر بها العراق، والتي تهدد امن المنطقة كلها.

واعرب جوده عن امله في أن تعمل الاطراف كافة في العراق الشقيق على تحقيق الوئام والتوافق الوطني الحقيقي عبر مسار سياسي يشمل جميع الاطراف ومكونات الشعب العراقي كافة، وصولًا الى انهاء كل الأسباب التي افضت إلى الوضع الخطير في العراق.

الأزمة السورية

واستعرض جوده مع كيري آخر التطورات والمستجدات على صعيد الازمة السورية ، مؤكدًا على الموقف الاردني الثابت بقيادة الملك عبدالله الثاني منذ بداية الازمة والداعي الى أهمية التوصل الى حل سياسي يضمن امن وامان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة مكونات الشعب السوري كافة.

كما بحث الجانبان عملية السلام والتحديات التي تواجهها واهمية استئناف المفاوضات، حيث اشار جوده الى أن الفشل في تجسيد حل الدولتين الذي تقوم بموجبه الدولة الفلسطينية المستقلة، هو المسبب الرئيس ليس فقط لعدم الاستقرار الاقليمي، بل بما يتجاوز ذلك الى تهديد الامن والسلم الدوليين، من خلال تغذية مشاعر الاحباط واليأس التي تشكل بدورها وقودًا لنزعات التطرف المفضية بدورها الى تغذية الارهاب والعنف اللذين يمثلان تهديدًا للعالم بأسره.

مخاوف

وكان وزير الخارجية الأميركي قال الأحد في مستهل جولته في الشرق الأوسط إن الولايات المتحدة تريد أن يجد العراقيون قيادة لا تقصي أحداً لإحتواء حملة يقودها مقاتلون متشددون سنة، لكن واشنطن لن تنتقي أو تختار من يحكم في بغداد.

وقال بعد محادثات في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تناولت المخاوف الغربية بشأن حملة الحكومة المصرية على جماعة الاخوان المسلمين وتداعيات الأزمة في العراق.

وتشعر حكومات في الشرق الأوسط وخارجه بالقلق من السرعة التي طرد بها المقاتلون قوات رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي من اجزاء كبيرة من شمال وغرب العراق وتقدمهم نحو العاصمة.

لن نختار حكام العراق

وقال كيري "الولايات المتحدة ليست مشاركة في انتقاء أو اختيار أو الدفاع عن أي فرد أو مجموعة من الأفراد لتقلد قيادة العراق." وأضاف: "يرجع هذا للشعب العراقي وقد أوضحنا ذلك منذ اليوم الأول. الأمر يرجع لشعب العراق في اختيار قيادتهم المستقبلية".

وأضاف أن الولايات المتحدة لاحظت رغم ذلك استياء الأكراد والسنة وبعض الشيعة من القيادة الحالية في العراق وأنها تريد أن يجد العراقيون قيادة " مستعدة ألا تقصي أحدًا وأن تتقاسم السلطة."

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري دافع كيري أيضًا عن التدخل الأميركي في الشرق الأوسط لدى سؤاله عمّا إن كانت السياسة الأميركية تسببت في العنف الحالي في العراق وليبيا.

وقال "ما يحدث في العراق لا يحدث بسبب الولايات المتحدة في ما يخص الأزمة الحالية. الولايات المتحدة بذلت الدماء وعملت بجد على مدى سنوات لتوفير الفرصة للعراقيين لتكون لهم حكوماتهم الخاصة بهم".