يحيي المصريون الإثنين الذكرى الأولى لثورة 30 حزيران (يونيو) التي تدخل على إثرها الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي، وعزل الرئيس السابق محمد مرسي، ثم إعتقله، وقدمه للمحاكمة في عدة تهم منها التخابر، وقتل المتظاهرين، واقتحام السجون أثناء ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011.

&
القاهرة: بينما يستعد أنصار الرئيس عبد الفتاح السيسي، للتظاهر في الميادين والشوارع، إحياءً لذكرى ثورة 30 حزيران (يونيو)، تستعد جماعة الإخوان أيضاً لإحياء الذكرى على طريقتها الخاصة، عبر التظاهر، كما أنها تخطط للإعتصام في ميدان رابعة العدوية، مع حلول الذكرى الأولى لعزل مرسي في 3 تموز (يوليو) 2013، التي أعقبها إعتصام أنصاره في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، حتى يوم 14 آب (أغسطس)، عندما تدخلت قوات من الشرطة والجيش وفضت الإعتصام، ووقعت مجزرة أدت إلى مقتل 760 شخصاً، حسب الرواية الرسمية، و3 آلاف شخص، حسب رواية الإخوان، ونحو 1300 شخص حسب روايات بعض منظمات حقوق الإنسان.
&
داخلياً، تسعى الجماعة من خلال إحياء ذكرى ثورة 30 يونيو، وذكرى عزل مرسي في 3 يوليو، إلى شحذ همم شبابها، واستعادة الزخم في المظاهرات، ودعت الجماعة الشباب إلى ضرورة الحديث إلى زملائهم وأصدقائهم ممن فقدوا عملهم أو فقدوا زملاء أو جيراناً لهم في أحداث فض اعتصام رابعة أو تعرضوا للإعتقال إلى ضرورة المشاركة في المظاهرات، تحت شعار "كتفي بكتفك.. هنجيب حقنا وحقهم".
&
ووفقاً لمصدر داخل شباب الجماعة، فإن التعليمات الصادرة إليهم، تقضي بضرورة المشاركة بكثافة في المظاهرات، وتوسيع رقعتها، وأن تكون في عدة محافظات ومدن وقرى في الوقت نفسه، وإذا تعرضت مظاهرات للفض من قبل قوات الأمن، لابد من تنظيم أخرى في منطقة مختلفة سريعاً، بهدف إنهاك قوات الشرطة وتشتيتها.
&
ولفت المصدر الذي تحدث إلى "إيلاف"، ورفض الكشف عن اسمه، إلى أن عناصر من أنصار المعتقل حازم أبو اسماعيل، سوف يشاركون بكثافة في المظاهرات. وأوضح المصدر، أن من يطلقون على أنفسهم أسماء "حازمون"، و"أبناء أبو اسماعيل"، و"سنحيا كراماً"، وضعوا خطة لـ"إرهاق الدولة" في عهد السيسي على المديين القصير والطويل، مشيراً إلى أن الخطة تتضمن قطع الطرق الرئيسية، وإصابة البلاد بالشلل التام من وقت لآخر، وإحداث تفجيرات من وقت لآخر في المناطق الحيوية، لاسيما المناطق الأثرية والسياحية، بما يغذي حالة عدم الإستقرار التي تعيشها مصر، ويبعث برسائل سيئة للخارج، ويمنع عملية إنعاش السياحة واستعادة الاقتصاد لعافيته.&
&
وذكر أن الخطة تتضمن أيضاً إقتحام بعض مؤسسات الدولة، وتشتيت أذهان وزارة الداخلية عبر تنظيم مظاهرات وعمليات قطع طرق في العديد من المناطق بالقاهرة والمدن الحيوية في الوقت نفسه.
&
فعاليات في الخارج
خارجياً، تسعى الجماعة عبر قياداتها في الخارج، إلى استغلال ما تسميه "السقطات للنظام الحالي"، ومنها الأحكام القضائية& بالإعدام الجماعي، وأحكام سجن الصحافيين، لاسيما الاجانب منهم لفرض حصار سياسي على مصر، والعمل على عزلهم سياسيًا، بدعوى عدم استقلال القضاء، واستخدام النظام الحاكم القضاء للانتقام من المعارضين سياسيًا.
&
&وقال المصدر ذاته، إن الخطة بدأت تؤتي ثمارها سريعاً في انتقادات المنظمات الحقوقية والجهات الدولية لمصر، مشيرة إلى أن جماعة الاخوان تهدف إلى التشكيك في مصداقية القضاء المصري، أمام الحكومة البريطانية بالتزامن مع اقتراب صدور قرار بحق الجماعة هناك. وتعمل الجماعة على اظهار نفسها بمظهر الضحية. ونبه إلى أن الخطة تعمل على عدة محاور، منها عقد ندوات ومؤتمرات للصحافة الغربية في ميادين عامة، وكتابة مقالات في عدد من الصحف الأوروبية الشهيرة، من أجل إقناع الشعوب الأوروبية بقضيتهم، والظهور في قنوات غربية لها قوتها وجماهيرها، بالإضافة إلى التواصل مع السياسيين الغربيين بشكل مباشر.
&
الانطلاق من المساجد
ومن جانبه، قال الدكتور خالد سعيد القيادي بـ "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب"، لـ"إيلاف"، إن هناك إستعدادات قوية لفاعليات 3 يوليو، مشيراً إلى أن التحالف مستمر في الحراك السلمي الإعلامي والسياسي والميداني والقانوني. ولفت إلى أنه سوف يتم تنظيم مظاهرات في مختلف أنحاء الجمهورية تنطلق من المساجد الكبرى، منوهاً بأنه &ليست لديه تفاصيل عن التحركات الخارجية.

فقدان القدرة على التحرك
وعلى الجانب الآخر، يرى سياسيون ومنشقون عن الجماعة أنها فقدت القدرة على التحرك واقعياً، وقال الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث باسم التنظيم الدولي السابق، لـ"إيلاف"، إن الجماعة لم يعد لها وجود على أرض الواقع، وأضاف أن من يتتبع مظاهرات وفعاليات الجماعة خلال الأشهر الستة&الماضية، سوف يتأكد من أنها فقدت القدرة على الحشد، منوهاً بأن التنظيم الدولي أيضاً لم يعد له تواجد فعلي، لاسيما أن التنظيم الأم في مصر تعرض لضربات قوية، يحتاج إلى عشر سنوات على الأقل ليتعافي منها، إذا لم توجه إليه ضربات جديدة، وإذا وعي الدرس جيداً. ونبّه إلى أن العام الماضي شهد العديد من المناسبات المهمة بالنسبة للجماعة، ولكنها لم تستطع أن تحشد لها بشكل واضح.
&
أشد مراحل الضعف
وحسب وجهة نظر السفير إبراهيم يسري رئيس جبهة الضمير، فلن تكون هناك أية تحركات للجماعة في الخارج ، وقال لـ"إيلاف" إن الحديث عن التنظيم الدولي للإخوان مبالغ فيه وشيء خيالي. وأضاف أن الجماعة الآن في أشد مراحل ضعفها، لكن من يتصور أنه يمكن القضاء عليها بالاعتقال والقتل والإعدام فهو واهم.
ويستبعد أن تستطيع الجماعة إحداث تحركات قوية في ذكرى 3 يوليو، لاسيما في ظل إعتقال غالبية قياداتها وهروب بعضهم للخارج، كما يستبعد أيضاً عقد مصالحة مع الجماعة من قبل النظام بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال إنه لا يوجد شيء في السياسة اسمه مصالحة، ولكن هناك تسويات، مشيراً إلى أن التسوية أو المصالحة بين السيسي والإخوان وهم كبير، ولن يتم ذلك، لأن الطرفين وصلا إلى نقطة اللاعودة.
&

&