هنأ الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي برسالة ضمّنها وصايا خمسًا، أهمها أن يحذر بطانة السوء.


الرياض: عقب إعلان مصر فوز عبد الفتاح السيسي رئيسًا، وجه الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز للرئيس المصري المنتخب رسالة حافلة بالوصايا، من أخ أكبر إلى أخيه الأصغر. وهذا ليس مستهجنًا، فلطالما كانت السعودية مصدر إرشاد للدول العربية، لما فيه خيرها وصلاحها.

فوضى الضياع

بعد التهنئة، واعتبار الملك عبدالله بن عبدالعزيز فوز السيسي برئاسة مصر يومًا تاريخيًا ومرحلة جديدة من مسيرة مصر، رسم الملك السعودي الاطار العام لوصاياه، بقوله للسيسي: "الشعب أودعكم آماله وطموحاته وأحلامه من أجل غد أفضل"، وكأن في هذه العبارة خلاصة كل الحديث، وتحذير من مغبة تخييب آمال الشعب، والتواني عن تحقيق طموحاته وأحلامه بالمستقبل الزاهر.

وما أراد الملك السعودي تعاليًا، بل أتى السيسي طالبًا منه أن "اسمحوا لأخيكم المحب لوطنه الثاني، الحريص على وحدة شعبه واستقرار أمنه، أن يعبر لكم عن مشاعره، بكل شفافية تأنف الزيف، ليقول لكم إن شعب جمهورية مصر الشقيق عانى في الفترة الماضية فوضى، أسماها البعض، ممن قصر بصره على استشراف المستقبل بالفوضى الخلاقة، التي لا تعدو في حقيقة أمرها إلا أن تكون فوضى الضياع، والمصير الغامض، الذي استهدف ويستهدف مقدرات الشعوب وأمنها واستقرارها."

القوي الأمين

وأوصى الملك الرئيس المنتخب بحماية أهله من هذه "الفوضى الدخيلة علينا، والتي ما أنزل الله بها من سلطان، قد حان وقت قطافها دون هوادة، وخلاف ذلك لا كرامة ولا عزة لأي دولة وأمة عاجزة عن كبح جماح الخارجين على وحدة الصف والجماعة".

أما الوصية الثانية فكانت: "فتوكل على الله في سرك وعلانيتك، إيماناً بأنه لا ناصر لك غيره ولا معين، واستعن بعد ذلك برجالات مصر الأكفاء، وليكن مقياس ذلك القوي الأمين انصياعًا لقول الحق تعالى (إن خير من استأجرت القوي الأمين)".

وكانت الوصية الثالثة للسيسي ومعه الشعب المصري، إذ خاطب الملك عبدالله كل مصر قائلًا إن المرحلة القادمة محملة بعظم المسؤولية، "التي تستدعي بالضرورة من كل رجل وامرأة من أشقائنا شعب مصر أن يكونوا روحًا واحدة، وأن يكونوا على قدر من المسؤولية والوعي واليقظة، وأن يتحلوا بالصبر، وأن يتحملوا كل الصعاب والعثرات، ليكونوا عونًا لرئيسهم بعد الله، فمن يسبق يأسه صبره، سيجلس على قارعة الطريق يلوك الحسرة والندم، وحاشا لله أن يكون ذلك، فوعي شعب مصر قادر على العبور بها فوق كل العوائق والصعاب، ليتحقق ما نصبو إليه جميعًا من أمن هو عماد الاستقرار لشعب مصر الشقيق".

إحذر بطانة السوء

وفي الوصية الرابعة، عاد الملك السعودي إلى لغة التحبب، مبتدئًا الكلام بـ"فخامة الأخ الرئيس"، مضيفًا: "اسمحوا لي بأن أذكّر نفسي وأخي الكريم بأن ميزان الحكم لا يستقيم إلا بضرب هامة الباطل بسيف عماده العدل، وصلابته الحق، لا ترجح فيه كفة الظلم، ولنحذر جميعاً بطانة السوء فإنها تجمل وجه الظلم القبيح، غير آبهة إلا بمصالحها الخاصة، هؤلاء هم أعوان الشيطان وجنده في الأرض".

وكانت الوصية الخامسة للرئيس السيسي: "ليكن صدرك رحبًا فسيحًا لتقبل الرأي الآخر مهما كان توجهه، وفق حوار وطني مع كل فئة لم تلوث يدها بسفك دماء الأبرياء، وترهيب الآمنين، فالحوار متى ما التقى على هدف واحد نبيل، وحسنت فيه النوايا، فإن النفس لا تأنف منه ولا تكبر عليه".

وبنهاية الوصايا، دعا الملك السعودي الأشقاء والأصدقاء في هذا العالم للمشاركة في مؤتمر أشقاء وأصدقاء مصر للمانحين، لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية، "فمصر العروبة والإسلام أحوج ما تكون إلينا في يومها هذا من أمسها، وليع كل منا أن من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب، وهو قادر مقتدر فإنه لا مكان له غدًا بيننا، إذا ما ألمت به المحن، وأحاطت به الأزمات".