تنعقد الجلسة الأولى لمجلس النواب العراقي اليوم، وسط إجراءات أمنية مشددة وعطلة في بغداد لإختيار الرئاسات الثلاث، وسط انقسامات حادة ليس بين الكتل السياسية فحسب، وإنما داخل الكتل نفسها أيضًا على مرشحيها للمناصب الثلاثة، في حين نصح الصدر المالكي بعدم الترشح مجددًا لرئاسة الحكومة.
لندن: أخفق قادة التحالف الوطني العراقي "الشيعي" اثر اجتماع بمنزل رئيسه ابراهيم الجعفري في اختيار مرشحه لرئاسة الحكومة باعتباره الكتلة البرلمانية الاكبر مكتفيًا بإصدار بيان عقب الاجتماع أكد فيه المجتمعون "على المشاركة الفاعلة في جلسة اليوم الثلاثاء وتبنوا جدول أعمال الجلسة بخصوص انتخاب هيئة رئاسة مجلس النواب، إضافة إلى التنسيق مع الكتل السياسيّة الأخرى لاختيار شخصيّات مناسبة تحظى بتأييد الجميع، وتمثل مكونات الشعب العراقيِّ كافة"، بحسب البيان الذي تسلمت "إيلاف" نصه أمس.
وشارك في الاجتماع، إضافة إلى الجعفري، كل من: رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي وعمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي وهاشم الهاشمي القيادي في حزب الفضيلة الاسلامية وهادي العامري زعيم منظمة بدر وكرار الخفاجي القيادي في التيار الصدري وفالح الفياض مستشار الأمن الوطني. وأشار البيان إلى أنّه جرى خلال الاجتماع الاطلاع على الحوارات الجارية بين الكتل السياسيّة لاختيار الرئاسات الثلاث والاسراع في تشكيل الحكومة المقبلة.
وهدف الاجتماع إلى الخروج باتفاق نهائي على اختيار رئيس الحكومة المقبلة وتقديمه بشكل رسمي إلى مجلس النواب لكنه اخفق في انجاز هذه المهمة بسبب اصرار ائتلاف دولة القانون على ترشيح زعيمه المالكي ورفض التيار الصدري والمجلس الأعلى الاسلامي وقوى اخرى التجديد له لولاية ثالثة وعزمهم على تقديم مرشح بديل.
تفاصيل الجلسة على ذمة مصدر في التحالف الشيعي
وعقب انتهاء اجتماع قادة التحالف الشيعي، أشار مصدر قيادي في التحالف إلى أنّ بداية الاجتماع اظهرت تمسك المالكي بترشحه لمنصب رئاسة الحكومة المقبلة في بادئ الامر، لكن عمار الحكيم وممثل التيار الصدري كرار الخفاجي اعترضا بشدة على طرح اسم المالكي.
وأشار إلى أنّ المالكي كان على ما يبدو متوقعًا هذا الرفض بناءً على مواقف مسبقة اعلنها المجلس الاعلى والتيار الصدري فطرح للمرة الاولى بديلاً صريحًا له، وهو القيادي في حزب الدعوة الاسلامية ومدير مكتبه السابق طارق نجم.
وأكد المصدر أن ترشيح نجم قوبل بالرفض من الطرفين ايضًا فانفضّ الاجتماع بعدم الاتفاق على مرشح واحد للتحالف إلى منصب رئاسة الحكومة الجديدة لاسيما وأن المجلس الاعلى والتيار الصدري لديهما مرشحون للمنصب ايضا كما نقل عن المصدر موقع "عراق بريس". وأضاف أنه لا تلوح في الافق اية بوادر للاتفاق على مرشح صريح قبل او اثناء انعقاد جلسة البرلمان الاولى المقررة اليوم الثلاثاء.
وأشار إلى أنّ غالبية قيادات دولة القانون دخلت في اجتماع عاجل في منزل المالكي بعد أن انفض اجتماع منزل الجعفري، وذلك بحضور المالكي وخالد العطية وحيدر العبادي وطارق نجم ورحاب العبوده، حيث تقرر حضور جلسة البرلمان لدعم ترشيح سليم الجبوري القيادي في ائتلاف متحدون السني لمنصب رئاسة البرلمان على أن يكون همام حمودي القيادي بالمجلس الاعلى نائبًا له عن التحالف، ومحسن السعدون نائبًا ثانيًا عن الأكراد.
وأشار المصدر إلى أنّه اذا لم يتم الاتفاق على نائبي رئيس البرلمان سيصار إلى تشكيل هيئة رئاسة موقتة للبرلمان يرأسها الجبوري وتضم حمودي والسعدون للخروج من مأزق بقاء الجلسة مفتوحة وهو ما ترفضه المحكمة الاتحادية.
الصدر ينصح المالكي بعدم الترشح
ومن جهته، نصح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المالكي إلى عدم الترشح لولاية ثالثة ودعا ائتلافه دولة القانون إلى تقديم مرشح بديل عنه، وذلك حفاظاً على مصلحة العراق.
وأكد الصدر في بيان القاه ممثله حيدر الجابري في مؤتمر صحافي في بغداد مساء امس ان جلسة البرلمان لابد من انعقادها في موعدها المقرر يوم غد (اليوم الثلاثاء) لانها جلسة مصيرية". وناشد جميع الكتل البرلمانية المشاركة في الجلسة وتجاوز الخلافات التي قال إنها اوصلت البلد إلى هاوية الحرب.
وأضاف أن "على جميع الكتل تقديم مرشحيها للرئاسات الثلاث ونوابها ولا يحق لأية كتلة التدخل بمرشح كتلة أخرى".
وخاطب الصدر المالكي قائلاً "انصح الاخ المالكي أن يقدم المصالح العامة للبلد على المصالح الخاصة وعدم الترشيح لولاية ثالثة لأن عدم ترشحه هو ما يرغب به الشركاء اجمع والمرجعية الدينية والكثير من اطياف الشعب فاذا فعل فإنه يستحق منا الشكر لتقديمه مصلحة العراق".
وشدد الصدر على ضرورة ان تكون دورة مجلس النواب الجديد "منطلقًا لحل الملفات العالقة ومن اهمها الملف الأمني المتردي وتعزيز قوته وعدم تدخل الحكومة في شؤونه".
متحدون يدعو الشيعي والأكراد لتسمية مرشحيهما
كما طالب تحالف القوى الوطنية العراقية كتلتي التحالف الشيعي والتحالف الكردستاني بالاسراع في تقديم مرشحيهما لرئاسة الحكومة والجمهورية قبل انعقاد الجلسة الاولى لمجلس النواب اليوم.
وقال ظافر العاني الناطق باسم ائتلاف متحدون للإصلاح المنضوي في تحالف القوى الوطنية "إن التحالف الجديد الذي يمثل تطلعات المحافظات الست ويعبر عن ارادة جماهيرها، يدعو التحالف الوطني والتحالف الكردستاني إلى الاتفاق على الرئاسات الثلاث دفعةً واحدة والبرنامج الحكومي الذي ينبغي ان يأخذ&في الاعتبار الظروف السياسية والأمنية الجديدة وضرورات تطبيق المصالحة الوطنية والاصلاح المنشود بما يرسي السلام والأمن المجتمعي ويحافظ على وحدة العراق واستقراره".
وتأتي دعوة التحالف هذه في وقت فشل هو في تسمية مرشحه لرئاسة مجلس النواب، وذلك في اجتماع عقده في بغداد الليلة الماضية، والذي انفضّ من دون اتفاق على واحد من مرشحين هما اسامة النجيفي رئيس المجلس المنتهية ولايته وسليم الجبوري رئيس ائتلاف ديإلى خيارنا أحد قوى ائتلاف القوى الوطنية الجديد.
وفي هذا المجال ايضًا فقد أكد نجم الدين كريم رئيس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني بمجلس النواب الجديد أن منصب رئيس الجمهورية هو من استحقاق الأكراد ومن حق الاتحاد الوطني الكردستاني تحديدًا.
وقال كريم في تصريح صحافي إن جميع نواب الاتحاد الوطني الكردستاني سيشاركون اليوم في اول جلسة لمجلس النواب بدورته الجديدة "ونحن أكدنا دائماً ان منصب رئيس الجمهورية هو استحقاق للأكراد ومن بين الأكراد هو من حق الاتحاد الوطني الكردستانيا ولن نتخلى عن ذلك". ومن المرشحين الأكراد لخلافة طالباني في رئاسة الجمهورية برهم صالح نائبه في قيادة الاتحاد الوطني.
إجراءات مشددة وعطلة في بغداد
وينعقد مجلس النواب العراقي في دورته الجديدة اليوم وسط إجراءات أمنية مشددة تشهدها المنطقة الخضراء وسط بغداد مقر البرلمان ومقرات الرئاسات الثلاث ومعظم الوزارات والسفارات.
كما اعلنت السلطات العراقية الثلاثاء عطلة رسمية في العاصمة بغداد تحسبًا لأي طارئ أمني خلال انعقاد جلسة البرلمان التي سيشارك فيها غالبية القادة العراقيين، ولكن بمقاطعة ائتلاف الوطنية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي.
وكانت المفوضية العليا للانتخابات قد اعلنت نتائج الانتخابات الشهر الماضي حيث حصل ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي على المركز الاول بنيله 95 مقعداً والمواطن الممثل للمجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم 31 والاحرار الصدرية 34 ومتحدون بزعامة رئيس البرلمان اسامة النجيفي للإصلاح على 23 مقعدًا والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني 19 والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني 19 والوطنية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي 21 مقعداً والعربية بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك 10 مقاعد.
التعليقات