في مؤتمر تشاوري عقد في مدريد، طالب الأكراد بإقليم سوري لهم، لأن أفضل صيغة للحكم في سوريا المستقبل هو النظام الإتحادي الفدرالي، بحسب ما نتج من اللقاء.


بهية مارديني: أنهى مؤتمر اللقاء التشاوري الكردي اجتماعاته في مدريد، التي استمرت ثلاثة أيام في 28 و29 و30 حزيران (يونيو) الماضي، بالتوافق على ورقة موحدة بحضور140 ناشطًا ومثقفًا وسياسيًا كرديًا.

نظام إتحادي فدرالي

وقال القيادي الكردي فؤاد عليكو، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، لـ"إيلاف" إن اللقاء كان تحولًا إيجابيًا في موضوع تناول القضية الكردية في سوريا، حيث ولأول مرة تقوم مجموعة من الشخصيات العربية، هي مجموعة قرطبة، والذين لهم مكانتهم داخل المجتمع السوري، بالتحضير لعقد مثل هذا المؤتمر، ودعوة الأحزاب والشخصيات الكردية من مختلف بقاع العالم للتداول في ما بينهم، من دون أي تدخل لوضع تصور لسوريا المستقبل، ولسبل حل القضية الكردية فيها.

وأضاف عليكو: "بعد نقاشات جادة ومسؤولة ودراسة الواقع المجتمعي السوري وما أحدثه النظام من تدمير للنسيج المجتمعي السوري وزرع الأحقاد العنصرية والطائفية طيلة نصف قرن، توصل المجتمعون إلى أن أفضل صيغة للحكم في سوريا المستقبل هو النظام الإتحادي الفدرالي، لأنه اثبت عمليًا أنه أفضل النظم عالميًا لمعالجة القضايا القومية والدينية، وكذلك من حيث مشاركة كافة مكونات المجتمع في صنع القرار السياسي للدولة وفي توزيع الثروة بشكل عادل".

من دون إقصاء

وتابع القيادي الكردي لـ"إيلاف": "من هذا المنطلق، تبنى اللقاء التشاوري هذا التصور، أن يكون للكرد اقليم داخل سوريا الإتحادية، بمشاركة تامة من كافة المكونات التي تعيش في هذا الإقليم من دون تهميش أو اقصاء لأحد، آو انتقاص من حقوقه، مع تأكيد الجميع على وحدة سوريا".

أما بالنسبة إلى الصراع الدائر بين قوى الثورة والنظام، قال عليكو: "أكد المؤتمر أن المخرج الوحيد للأزمة هو في العمل على مسار الحل السياسي رغم صعوبته راهنًا، يقينًا منا بأن النظام لن يسقط عسكريًا نتيجة عوامل كثيرة نحن بغنى عن ذكرها اليوم، كما أن النظام أيضًا لا يستطيع حسم الحرب لصالحه مهما استخدم من أسلحة فتاكة، لذلك ولوقف هذا النزيف المدمر يجب العمل على مسار الحل السلمي، وإقناع المجتمع الدولي بأن رحيل النظام بكل رموزه ومرتكزاته هو المخرج الوحيد للخروج من الأزمة ودوامة التدمير ومكافحة الإرهاب في سوريا من خلال عقد اجتماعي جديد لسوريا جديدة مختلفة".

قالوا ما يريدون

وقال عبد العزيز التمو، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الديمقراطيين السوريين الذي شارك في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الذي نظمته مجموعة قرطبه: "لأول مرة في لقاء تشاوري يتمكن الاكراد من قول ما يريدون فعلًا في زمن النظام كانت تعتبر خيانة إذا ما صرحوا بحقيقة ما يريدون".

وأضاف على صفحته على فايسبوك: "في زمن الثورة، ازداد واقعهم قمعًا حينما خادَعَ مَن استلبوا تمثيلها في طرق تمثيلهم السوري الكردي الحقيقي، وحيث لم يعد تزيين الجراح مجديًا، وحيث إن من حق كل سوريّ الإعتزاز بهويته وثقافته وتراثه، فإن السوريين الأكراد اليوم قالوا ما يريدون على أرضية وطنية خالصة، المهم التنفيذ على أرض الواقع، والتنسيق بين ما يريدون فعلًا وما تريده بقية مكونات الشعب السوري التي طمست هويتها وإرادتها خلال عقود طويلة، على الرغم من أن مكوناتنا السورية مبعث عز وليست سبب عار".