لو أن الحرب الطاحنة التي تفتك بسوريا كانت تدور في فرنسا، لكان الدمار سيمحو مدينتي "كان" و"أفينيون" بالكامل، بينما ستخلو 37 مدينة رئيسية من السكان بشكل تام.


لميس فرحات من بيروت: في إطار حملة دولية لزيادة الوعي وتقديم المساعدات للشعب السوري، سلّط صحافيان كنديان الضوء على الدمار الذي أحدثته الحرب في سوريا، وما سيكون حجم الألم والخراب لو أن هذا الصراع يدور في فرنسا، أو في أي دولة أخرى غير سوريا.

وتحمل الحملة الالكترونية عنوان "لو كنا سوريا"، وتهدف لمساعدة الناس على فهم حجم الدمار والخسائر في الأرواح الذي حل بسوريا، من خلال إظهار المآسي التي قد تعانيها شعوب الدول العظمى، لو أنها ذاقت الكأس المرة التي تشربها سوريا.

كارثة فرنسية

شانون غورملي ودرو غوف صحافيان كنديان أرادا من الشعب الفرنسي أن يتخيل ما كان ليحدث لو أن 160 ألف مواطن من بلادهم لقوا حتفهم منذ العام 2011، وما سيكون الحال عليه لو أنهم كانوا من بين مليون شخص تشردوا وفروا من بيوتهم إلى العراء.

وهذا يعني أن سكان المدن الجنوبية مثل "كان" و "آفينيون" سيكونون في عداد الأموات، في حين أن 37 من أكبر البلدات والمدن في البلاد ستصبح مهجورة بالكامل. كما أن حوالي 6,5 ملايين لاجئ سيفرون إلى الريف، وأكثر من 2.8 مليون آخرين سيهربون من فرنسا الى البلدان المجاورة.

حجم المأساة

إلى ذلك، سيتم إرغام زهاء 4.8 ملايين طفل على مغادرة منازلهم، ما يعادل كل تلاميذ المدارس الثانوية في فرنسا.

وقال غورملي وغوف: "أننا عاجزون عن فهم حجم المأساة، لذلك لا نفعل ما يكفي لمساعدة الشعب السوري، ولا نقدم التسهيلات على الحدود ولا المساعدات الانسانية الكافية". وأضافا: "لكن إذا استطعنا أن نتخيل الأزمة في بلادنا، فربما قد ندعم الشعب السوري بمزيد من العزم".

دول عظمى أخرى

وتمتد هذه المقاربة أيضًا لتصل إلى دول عظمى أخرى. فلو كانت ألمانيا مكان سوريا، سيكون جميع من في ليفركوزن في عداد الأموات، وستتحول برلين وميونيخ وفرانكفورت ودورتموند إلى مدن أشباح مهجورة".

أما اذا كانت المملكة المتحدة مكان سوريا، فإن جميع من في مدينة ريدينغ سيكونون قتلى، وستتحول لندن إلى مدينة مهجورة.

وتدعو الحملة الناس من كل الدول أن يتخيلوا ما كان سيحدث لهم لو أن الحرب كانت على أراضيهم بدلًا من سوريا، وبالتالي مطالبة حكوماتهم بزيادة حجم المساعدات التي يتم إرسالها إلى الشعب السوري المنكوب.