ظنّ الثوار أن رتل لواء داوود قادم من إدلب إلى حلب لمؤازرتهم في صد قوات النظام، لكن الرتل توجه إلى الرقة، مبايعًا الدولة الاسلامية، بعدما فتح له النظام ممرًا آمنًا، عبر طريق يسيطر عليها بين أثريا وخناصر.
بيروت: قبل يومين، تحدثت التقارير الواردة من سوريا عن انتقال لواء داوود الاسلامي من صفوف جيش الاسلام إلى صفوف الدولة الاسلامية، مبايعًا أميرها أبو بكر البغدادي، وتوجهه إلى الرقة للانضمام إلى قوات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام هناك.
ممر آمن
اليوم، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن لواء داوود الإسلامي بايع الدولة الإسلامية، ونقل مقاتليه وعتاده وذخيرته من سرمين بريف إدلب إلى مناطق سيطرة الدولة الإسلامية في محافظة الرقة، حيث شوهد رتل مؤلف من أكثر من 50 آلية، محملة بمقاتلي اللواء، وهي تمر بالقرب من سراقب، متوجهة إلى الرقة عبر الطريق بين بلدتي أثريا وخناصر، الذي تسيطر عليه قوات النظام، والتي كانت قادرة على استهدافهم وإبادتهم إن أرادت ذلك. إلا أن النظام أمن للواء داوود الاسلامي ممرًا آمنًا.
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر موثوقة قولها إن مقاتلي لواء داوود سيقاتلون إلى جانب الدولة الإسلامية في منطقة أخترين والقرى المحيطة بها بريف حلب الشمالي الشرقي، ضد جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة.
وأكدت المصادر ذاتها أن بعض آليات هذا اللواء وصلت إلى مدينة الباب في ريف حلب، التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، لتشارك في الاشتباكات ضد مقاتلي الكتائب المقاتلة ووحدات حماية الشعب الكردي، بهدف السيطرة على بعض القرى الكردية، والتقدم إلى مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشمالي الشرقي، والتي يقطنها مواطنون كرد.
بالخديعة
ويضم لواء داوود أكثر من ألف مقاتل، مسلحين بعتاد متنوع وقوي، تدعمهم أكثر من عشر دبابات، تم نقلها إلى الرقة. وذكر ناشطون أن أرتالاً عدة&مرت الثلاثاء قرب منشآت إيكاردا، التي تبعد عن حلب نحو خمسة وثلاثين كيلومترًا، متجهة إلى حلب للمؤازرة، لكن تبين في ما بعد أنها توجهت إلى الرقة لمبايعة الدولة الاسلامية.
وقال هؤلاء إن جيش الإسلام لفق إنسحابه من ريف إدلب لمؤازرة الثوار في حلب، وصد تقدم قوات النظام وحزب الله، لكن رتل لواء داوود غيّر مساره واتجه إلى الرقة، أهم معاقل داعش في سوريا، وإلى منبج وجرابلس والباب، أي مقرات داعش في ريف حلب.
وأكدت تنسيقية شباب عندان الأحرار خبر انتقال جزء من جيش الشام إلى الرقة لمبايعة داعش، ونشرت صورة توضيحية للطريق الذي استخدمه. وقالت التنسيقية: "انحاز ما يسمى بجيش الشام وانتقل برتل مؤلف من 130 آلية من حضن الثورة والثوار في إدلب الى حضن داعش شرقاً، عبر مروره بالقرب من مطار أبو الضهور وجنوبي خناصر، وهي طريق امداد عصابات الاسد إلى حلب".
وأعلن راشد طكو، قائد جيش الاسلام، فصل لواء داوود من الجيش، لعدم التزامه بميثاق الجيش.
تعزيزات متبادلة
وبحسب المرصد، يأتي ذلك متزامنًا مع& وصول تعزيزات عسكرية من مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية إلى محيط المدينة الصناعية وقرية الشيخ نجار في مدخل حلب الشمالي الشرقي، ردًا على وصول تعزيزات من قوات المهام الخاصة في الحرس الجمهوري، ومن عناصر حزب الله إلى حلب، في محاولة منهم للسيطرة على مخيم حندرات وتطويق حلب، قاطعين بذلك خطوط الإمداد عن الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية في أحياء حلب الشمالية والشرقية.
والجدير بالذكر هنا أن الدولة الإسلامية هي الوحيدة القادرة على قطع خطوط إمدادات قوات النظام من مطار النيرب العسكري، وصولًا إلى المدينة الصناعية والمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، إذ تتمركز الدولة الإسلامية في قريتي شامر ومران عند مدخل حلب الشمالي الشرقي، ما يتيح لها رصدًا ناريًا لخطوط إمداد النظام.
تذبذب في الموقف
وكان لواء داوود الإسلامي بايع في البداية تنظيم الدولة الإسلامية، وشاركه القتال في بداية المعارك مع الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة، التي اندلعت في الثالث من كانون الثاني (يناير) الماضي.
إلا أن اللواء نأى بنفسه في 20 من الشهر نفسه عن مستنقع الدم الذي يجري، كما قال حينها في بيان أصدره، من خلال المفاوضات وتقريب وجهات النظر. وقال البيان إنهم وصلوا إلى حل جزئي لحقن الدماء في ريف إدلب الشرقي، وعجزوا عن& توسيع هذا الحل ليشمل أرض الشام قاطبة.
وقالت مصادر في القيادة الميدانية في الكتائب المقاتلة إن لواء داوود أعلن حياده حينها عندما دحر داعش في إدلب، فخشي قادة اللواء في تلك الفترة تعرضهم للتصفيات من قبل باقي الفصائل، واليوم ينتقل اللواء إلى الرقة، حيث يلقى قادته وعناصره ترحيبًا هناك كونهم من المبايعين الاوائل.
التعليقات