انتقل الصراع الإماراتي القطري الذي اشتدت وتيرته مؤخرًا بعد الخبر الذي نشرته صحيفة العرب القطرية حول اعتقال ابوظبي لقطريين عند دخولهم الى الأراضي الإماراتية، من مجرد تغريدات الى صراع ذات نطاق أوسع تجاوزت حدوده مواقع التواصل الاجتماعي.

أحمد قنديل من دبي: اتسعت دائرة الخلاف بين الإمارات وقطر على خلفية الحرب الكلامية الدائرة بشأن اعتقال أبوظبي لمواطنين اثنين من قطر. وانتشر النقد اللاذع المتبادل في وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والفضائيات المختلفة بشكل شبه يومي. ووصل الأمر الى حد التكذيب والاتهامات المتبادلة من قبل شخصيات إعلامية وسياسية رفيعة، ولم يقتصر النقد المتبادل على المغردين العاديين في تويتر وانستغرام، الامر الذي يشير الى أن فجوة الخلافات والتوتر بين البلدين تسير نحو الاتساع، والاصطدام الذي تتصاعد وتيرته يوماً تلو الآخر.

كان الصراع في البداية عبر تكوين هاشتاغات هجومية قطرية وأخرى مضادة دفاعية إماراتية، حيث قام مغردون قطريون بإنشاء هاشتاغ سمي "#اعتقال_قطريين_في_الامارات" و"قاطعوا السياحة الإماراتية"، وفي المقابل، قام مغردون اماراتيون بتدشين هاشتاغات مضادة مثل "#لماذا_ياقطر" و"الامارات منبع الامن والأمان".

العذبة يكذب قرقاش.. واتهامات فضائية متبادلة

ولكن أمس الخميس، قام الإعلامي القطري المثير للجدل عبدالله العذبة مدير تحرير صحيفة العرب القطرية وصحيفته القطرية بتكذيب وزير الشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش، وتحاملوا كثيرًا على دولة الامارات ومسؤوليها واعلامها. ومن جهتهم، شنّ كتّاب واعلاميون اماراتيون هجومًا على قطر واعلامها واتهموها بفبركة الاخبار وتناقضها، كما اكدوا أن ما تقوم به قطر يشير الى أنها أصبحت سرطاناً في جسد دول مجلس التعاون الخليجي نتيجة ما تمارسه من سياسات خاطئة ومتهورة.

وقال عبدالله العذبة أمس لقناة فرانس 24 "كيف يتم اعتقال خلية تجسسية على الحدود.. متهماً ابوظبي بأنها تريد نسف اتفاق الرياض".

كما ذكر العذبة أيضاً لتلفزيون بي بي سي البريطاني أن "الحكمة غابت ولم يعد للعقل صوت مسموع في ابوظبي، بعد أن قبضت على مواطنين قطريين واتهمتهما بالتجسس"، متسائلاً: "لماذا يتجسس قطريون على الامارات.. الاثنان قبضا عليهما على الحدود عند منفذ الغويفات.. فهل كانا يتجسسان على منفذ الغويفات مثلا؟!.. أنور قرقاش انكر ما ذكرته جريدة العرب القطرية من خبر القبض على مواطنين قطريين على حدود ابوظبي، ولكن بعد يومين فقط أثبتت صحيفة الخليج الإماراتية صحة ما ذكرته العرب".

ولفت العذبة الى أن "هناك ارباكاً في ابوظبي، هناك عملية شيطنة ممنهجة تقوم بها السلطات في ابوظبي لشيطنة قطر وإظهار انها لا تريد الالتزام باتفاق الرياض.. ونحن متمسكون باتفاق الرياض، وهو ملزم للجميع وليس للدوحة فقط، ولكن ابوظبي تستضيف شخصيات تهاجم قطر باستمرار وتمول الاعلام لمهاجمة قطر ولديها صحافتها التي تهاجم قطر وتشيطنها من دون اية أسباب".

وأضاف أن "منظمة العفو الدولية تؤكد انه تم تعذيب المعتقل القطري محمود الجيدة في الامارات.. وابوظبي حولت الامارات الى دولة بوليسية بعد وفاة الشيخ زايد".

ورد الإعلامي الاماراتي علي بن تميم في نفس البرنامج في تلفزيون بي بي سي على عبدالله العذبة قائلاً "إنه لا يوجد حتى الآن بيان أو تصريح رسمي يؤكد صحة خبر القبض على مواطنين قطريين في الامارات، ولكن ما يتم تداوله أن هناك توقيفاً لضابطين قطريين من المخابرات أحدهما في رتبة عالية جدًا ويرتبط بأنشطة لا نعلم طبيعتها ولكنها تهدد امن واستقرار دولة الامارات".

وأوضح بن تميم أن "الامارات دولة مفتوحة ومستمرة في صناعة نهضتها، وهذا يتطلب منها أن تضع امنها واستقرارها فوق كل اعتبار.. خاصة وأن لها تجربة مديدة في الواقع مع التنظيم الدولي للاخوان المسلمين في فترة السبعينات على سبيل المثال محاولات الاخوان لاختطاف التعليم، وملف المعتقل القطري محمود الجيدة لم يمضِ عليه طويلاً، ثم تقرصات وتهديدات شيخ الفتنة يوسف القرضاوي.. كل هذا يجعل الامارات تحرص على امنها واستقرارها".

وأشار الى أن "قطر لم تلتزم باتفاق الرياض وفقدت مصداقيتها، وهي معزولة عن دول الخليج وتدعم الاخوان، كما أنها تدعم اشخاصاً يحرضون على أمن واستقرار دول الخليج.. وكل ما يطرح في الاعلام الاماراتي متسق مع الحقيقة والواقع ".

العرب تهاجم من جديد

وهاجمت العرب القطرية الخميس الامارات، حيث قالت: "وسط تخبط رسمي وإعلامي للسلطات في أبو ظبي، بعد إعلان "العرب" عن اعتقال مواطنين قطريين في أبو ظبي، اعترفت صحيفة "الخليج" الإماراتية أمس بالخبر الذي أوردته "العرب" مؤخراً حول الاعتقال، وزعمت أنهما خلية استخباراتية قطرية، تعمل على أرض دولة الإمارات، ويتم التحقيق معها حالياً. وكان أنور قرقاش -وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي- قد أكد - في تدوينة له على "تويتر"، وفقاً لصحيفة "البيان" الإماراتية - أن خبر صحيفة "العرب" (الإخوانية!!!) عن اعتقال وتعذيب قطريين كاذب ومفبرك. كما قال مصدر مطلع لموقع "24 الإخباري" (الظبياني) أن الخبر الذي نشرته، يوم الأحد، صحيفة العرب (الإخوانية!!!) القطرية، بعنوان "اعتقال قطريين وتعذيبهم بأبو ظبي"، هو خبر عار من الصحة. وهاجم المصدر الصحف القطرية، وعلى رأسها "العرب"، مدعياً أنها تهدف إلى تزوير الحقائق والوقائع، خدمة لأجندة التنظيم الدولي للإخوان القائمة على تشويه صورة الإمارات التي يشهد لها العالم أجمع باحترامها التام لحقوق الإنسان، ونبذها لأي ممارسة تتعارض مع هذه الحقوق.

اعتراف واضح

وأضافت العرب "قبل أن نفند مزاعم صحيفة "الخليج" والصحافة الإماراتية حول فكرة "الخلية الاستخباراتية"، تود "العرب" (الإخوانية السلفية الليبرالية اليسارية.. إلخ!!!) أن تهدي للوزير قرقاش وللمصدر (الظبياني) المطلع (الموقر) ما نشرته "الخليج" عن اعترافها بوجود مواطنين قطريين بمعتقلات أبو ظبي.. وتؤكد "العرب" أن "الخلايا الاستخباراتية"، -التي تذكرنا بنكات "الخلايا النائمة"- تحتاج إلى الاستيطان في البلد الذي تتجسس عليه سنوات طويلة، أما في حالة مواطنينا المختطفين في أبو ظبي فقد كانا يعتقدان أنهما في زيارة لدولة شقيقة وجارة تربطنا بها علاقات نسب وقربى وأخوة وجيرة، وتم اقتيادهما إلى المعتقل بعد اعتقالهما من الحدود، فالغريب في الأمر أنهما لم يبتعدا عن مركز الغويفات الحدودي ليتجسسا!!".. والسؤال الذي نود إثارته لكل عاقل: كيف لزائر دولة شقيقة أن يقوم في ساعات أو أيام بتكوين خلية للاستخبارات؟.. ثم لماذا تتجسس دولة قطر على الإمارات الشقيقة أصلاً؟.. وهل خلايا التجسس يتم القبض عليها واقتيادها للمعتقل من الحدود؟!.. وأخيراً وليس آخراً للسلطات الظبيانية: لماذا لم تعلنوا عن اعتقال المواطنين القطريين بشكل فوري وفي يوم اعتقالهما؟".

&الإعلام الاماراتي يرد.. ملايين السيّاح&يزورون بلدنا آمنين

ومن جهته رد الإعلامي الاماراتي سامي الريامي على صحيفة العرب القطرية قائلاً: "ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ ﻓﺈﻥ ﺻﺪﻕ ﻓﻼ ﻋﻘﻞ ﻟﻪ.. ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻴﺎﺡ ﺃﺑﺮياء ﻳﺘﻢ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻬﻢ في ﺑﻠﺪ ﻳﺰﻭﺭه ﻣﻼﻳين ﺍﻟﺴﻴﺎﺡ آمنين، ﺗﻐﺮيدة ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ على ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ والمنطق، ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﻧﻮﺭ ﻗﺮﻗﺎﺵ، ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻠﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺭﺩ ﻣﺨﺘﺼﺮ، ﻟﻜﻨﻪ ﺷﺎٍﻑ ﻭﻛﺎٍﻑ ﻹﺳﻜﺎﺕ ﺻﺮﺍﺥ ﻭﻋﻮيل ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﻄﺮية ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻟﻐﺔ المبالغة ﻭﺍﻟﺘﻬﻮيل، ﻭﺗﺘﻌﻤﺪ ﺍﻹﺳﺎءﺓ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍلمنطق ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ، ﻭﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺍلمهنية ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﻴﺔ ﻭﻣﻌﺎﻳ̼ير ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ. ﻭﺇﻳﻀﺎﺣﺎً ﻟﺘﻐﺮيدة ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻗﺮﻗﺎﺵ، ﺗﻔﻴﺪ ﺍلمعلومات ﻭﺍﻹﺣﺼﺎءﺍﺕ ﺑﺄﻥ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﺑﻲ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺳﺠﻠﺖ ﺃﻛثر ﻣﻦ 21 ﻣﻠﻴﻮﻧﺎً ﻭ865 ﺃﻟﻒ ﻣﺴﺎﻓﺮ على المنافذ، ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ، ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺄﻛثر ﻣﻦ 20 ﻣﻠﻴﻮﻧﺎً ﻭ219 ﺃﻟﻒ ﻣﺴﺎﻓﺮ، ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔترة ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ الماضي".

بدورها ردت الإعلامية الإماراتية ميساء راشد غدير في صحيفة البيان تقول " الموقف الأخير الذي تبنته إحدى الصحف القطرية، عندما تسرعت في إشارتها حول موقوفين قطريين في الإمارات، دون أن تتنظر أو تتحرى الخبر من مصادر رسمية في قطر أو في دولة الإمارات، ودون أن تقيم وزناً للعلاقات التاريخية بين البلدين، غير مقبول، فالصحيفة كالت الأمور بغير موازينها، واتهمت الإمارات باعتقال أبرياء، في الوقت الذي تحتضن فيه الإمارات ملايين السياح!.. لغة الصحيفة غير مقبولة مهنياً ولا سياسياً أو اجتماعياً، ولا نقول هذا دفاعاً عن دولة الإمارات، ففي الإمارات جهات رسمية دورها الدفاع عن الدولة والرد على مثل هذه المزاعم، ولكننا كإعلاميين نأسف لوجود زملاء مهنة خليجيين يسهمون في تأزيم علاقات خليجية، وبمباركة أو صمت مسؤولين، نأسف أكثر لأنهم لا يحركون ساكناً لوضع حد لهذه التدخلات والتجاوزات الإعلامية".
&