شهدت المناطق الحدودية اللبنانية السورية قتالًا عنيفًا، شارك فيه طيران النظام السوري بكثافة، بعدما وقع عناصر حزب الله في كمين للنصرة، أوقع 17 قتيلًا من الطرفين.


إيلاف من بيروت: ارتفعت حصيلة قتلى المعارك بين حزب الله، مدعومًا بمدفعية وطيران الجيش السوري من جهة، ومقاتلين من المعارضة السورية المسلحة، بينهم جبهة النصرة، من جهة ثانية، في منطقة حدودية بين لبنان وسوريا، إلى 16 قتيلًا خلال 36 ساعة، والتي حصلت بين بلدتي عرسال اللبنانية ومرتفعات منطقة القلمون السورية.

قتلى من الطرفين

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، قتل 7 عناصر من حزب الله وأصيب 31 آخرون منهم على الأقل بجراح، خلال اشتباكات استمرت منذ فجر الأحد وحتى ساعات متأخرة من الليل، مع جبهة النصرة والكتائب الإسلامية، في الجرود الواقعة بين بلدة رأس المعرة وعرسال.

وقال المرصد إن حزب الله تمكن من أسر 14 مقاتلاً، في حين قتل في الاشتباكات ذاتها ما لا يقل عن 9 مقاتلين من النصرة والكتائب الإسلامية، وأصيب أكثر من 23 آخرين بجراح، تم نقلهم إلى مشفى ميداني في عرسال، التي تملك حدودا شاسعة مع منطقة القلمون السورية غير مرسمة بدقة في جزء كبير منها، وينتشر عليها العديد من المعابر الوعرة وغير القانونية بين البلدين. ووردت معلومات عن مصرع 8 مقاتلين من النصرة والكتائب الإسلامية، وتعذر نقل جثامينهم إلى المشافي.

ونقلت تقارير عن مسؤول محلي في عرسال، ذات الغالبية السنية والمتعاطفة مع المعارضة السورية، قوله: "تم نقل ثلاثة قتلى إلى مركز عرسال الطبي، وهناك ثلاثة جرحى اصاباتهم صعبة، وجروح الآخرين طفيفة".

كمين وتعزيزات

واوضح رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، أن قوة من حزب الله بادرت إلى الهجوم ليل السبت الاحد وتمكنت من التقدم إلى تلة يتواجد فيها مقاتلو المعارضة، الا أن هؤلاء كمنوا للقوة وتمكنوا من ايقاع عدد من القتلى في صفوفها قبل وصول تعزيزات للحزب وتصاعد حدة الاشتباكات.

ويقول المرصد وناشطون سوريون إن مئات من مقاتلي المعارضة لا يزالون مختبئين في تلال ومغاور وأودية في القلمون، بعد انسحابهم من القرى والبلدات التي سيطر عليها حزب الله في نيسان (أبريل) الماضي، فينطلقون من هذه المخابئ التي يصعب على الجيش السوري اقتحامها لتنفيذ عمليات مباغتة على مواقع وحواجز لقوات النظام وحزب الله في قرى القلمون، تسللًا عبر عرسال إلى الاراضي السورية.

استراحة وممر

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط سوري، على اتصال بمجموعات مقاتلة في القلمون، قوله إن جرود عرسال، النائية عن المساحة المسكونة في البلدة والخالية تماما الا من بعض المزارع والبيوت الزراعية، تشكل مكانا لاستراحة مجموعات المعارضة المسلحة وتجميع قواها، وممرًا للادوية والمواد الغذائية والسلاح الخفيف، والجرحى الذين يسقطون في المعارك.

وقال سكان في عرسال إن طيران النظام السوري يشارك بكثافة في المعارك، كما يسمع دوي مدفعية الجيش السوري والصواريخ التي يلقيها الطيران الحربي بوضوح خلال الليل في كل انحاء البلدة. وقد تعرضت مناطق في جرود عرسال داخل الاراضي اللبنانية خلال الاشهر الماضية لغارات سورية عدة.

طرد مقاتلي المعارضة من دير الزور

إلى ذلك، انسحب عدد كبير من مقاتلي الكتائب المقاتلة ضمن المعارضة السورية وبينها جبهة النصرة من مدينة دير الزور في شرق سوريا، بينما عمد مقاتلون آخرون من هذه الكتائب الى مبايعة "الدولة الاسلامية"، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

وبذلك، باتت الاحياء التي كانت تتواجد فيها هذه الكتائب تحت سيطرة "الدولة الاسلامية"، باستثناء بعض الجيوب، بينما الاحياء الاخرى تحت سيطرة القوات النظامية السورية. وباتت "الدولة الاسلامية" تسيطر على اكثر من 95 في المئة من مجمل محافظة دير الزور.