لا تزال المفاوضات بشان برنامج ايران النووي تراوح مكانها قبل ستة ايام من انتهاء المهلة النهائية للتوصل الى اتفاق تاريخي بشان البرنامج المثير للخلاف، عقب محادثات مكثفة الاثنين وصفها وزير الخارجية الاميركي بـ"الصعبة جدا".

وقال كيري خلال اليوم الثاني من المحادثات التي تجري في فيينا "اننا نخوض مفاوضات حول الانتشار النووي ولجم برنامج ايران النووي وبوسعي ان اقول ان هذه المباحثات صعبة جدا". واضاف لاحقا "نحن نعمل بجد، نجري مناقشات جادة. لقد كان لقاء جيدا".

واجرى كيري صباح الاثنين مباحثات لمدة ساعتين مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف، ومن المقرر ان يعقد مؤتمرا صحافيا صباح الثلاثاء، بحسب مسؤول اميركي، لكن من غير الواضح ما اذا كان سيجري مزيدا من المحادثات مع ظريف.

وذكرت وسائل الاعلام المصرية انه يتوقع ان يزور كيري الثلاثاء مصر للبحث في وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة. ولدى عودته من جولة شملت الصين وافغانستان الاحد، توقف كيري في فيينا لحض المفاوضين الايرانيين على القيام بـ"خيارات حاسمة" كما قال مسؤول في الخارجية الاميركية.

&ومساء الاحد قال ظريف بعد لقاء اول مع نظيره الاميركي انه "لا يزال هناك سبعة ايام صعبة من المفاوضات" قبل مهلة 20 تموز/يوليو. وقد زار فيينا ايضا الاحد وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبريطانيا لكن لم يسجل اي اختراق بعد يوم اول من المفاوضات. الا ان ثلاثة منهم غادروا فيينا بدون تحقيق اي اختراق.

وصرح وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير قبل مغادرته فيينا "اصبح على ايران الان اتخاذ قرار حول سلوك طريق التعاون .. وامل ان تكون الايام المتبقية كافية لحدوث بعض التفكير والتامل في طهران".& واكد ان "الكرة في الملعب الايراني".

اما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فاكد انه "من المهم للغاية لايران ان تكون اكثر واقعية". واضاف انه لم يتم التوصل الى "اختراق حاسم" الاحد، كما لا تزال هناك "فجوة كبيرة" حول قضية تخصيب اليورانيوم. وتتعثر المفاوضات حول قدرة تخصيب اليورانيوم التي تطالب بها ايران، حيث ان اليورانيوم العالي التخصيب يمكن ان يستخدم في انتاج القنبلة الذرية. وتشتبه الاسرة الدولية في ان تكون طهران تسعى الى امتلاك السلاح الذري في حين تؤكد طهران ان برنامجها النووي مدني.

وتوصلت الدول الكبرى وطهران الى اتفاق مرحلي في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 ينص على تجميد برنامج ايران النووي مقابل رفع محدود للعقوبات التي تخنق الاقتصاد لكن يفترض التوصل الى اتفاق نهائي بحلول 20 تموز/يوليو. والاحد قال ظريف على حسابه على تويتر "على الثقة ان تكون من الجانبين".

واكد ان ايران تبذل "جهودا جدية" وقال انه يتوقع "الجهود نفسها" من المفاوضين في مجموعة 5+1 (الصين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا). وسمح الاتفاق المرحلي المبرم في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 في جنيف بتجميد البرنامج النووي الايراني لقاء رفع محدود للعقوبات.

والاتفاق المرحلي لستة اشهر يفترض ان يفضي الى اتفاق نهائي في 20 تموز/يوليو. ويمكن تمديد المباحثات بموافقة الجانبين. وقبل ستة ايام من انتهاء المهلة المحددة تبقى الاجواء غير واضحة. وفي حال لم يتم التوصل الى اتفاق في الموعد المحدد، يمكن ان تتفق جميع الاطراف على تمديد المحادثات لمدة ستة اشهر اخرى.

الا ان واشنطن تصر على انها لن تفكر في هذه الخطوة الا اذا قدمت ايران تنازلات حقيقية اولا.& وصرح مايكل مان المتحدث باسم وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون الاثنين "لا تزال لدينا ايام قليلة، وسنبذل جهودنا لتضييق الهوة والتوصل الى اتفاق خلالها".

واكد "لا نزال نهدف (التوصل الى اتفاق) بحلول 20 تموز/يوليو. لا يزال لدينا بعض الوقت". وتعرض الاميركيون والايرانيون لضغوط كبيرة على الصعيد الداخلي حيث ان التيار المتشدد في كلا البلدين يعارض التوصل الى اتفاق. فبعيدا عن طاولة المفاوضات في فيينا، على ظريف ان ياتي باتفاق يرضي المتشددين الاسلاميين في بلاده، فيما يتعرض كيري لضغوط الكونغرس قبل انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر كي لا يقدم تنازلات كبيرة لخصم واشنطن التقليدي.