اسفر هجوم شنته جماعة بوكو حرام الاسلامية مساء الخميس على مدينة دامبوا في شمال شرق نيجيريا عن سقوط عدد كبير من القتلى واحراق منازل وقتل مدنيين استسلموا للجماعة، وفق مسؤول محلي. واعلن سكان في دامبوا انهم تركوا من دون حماية من الشرطة والجيش اللذين انسحبا من المدينة على اثر هجوم سابق قبل 15 يوما.
ووقع الهجوم حوالى الساعة 18,30 (17,30 ت غ) الخميس قبيل افطار رمضان وتواصل حتى الفجر، بحسب شهود. وقال مسؤول في بلدية دامبوا طلب عدم الكشف عن اسمه ان "المتمردين قتلوا عددا كبيرا من الاشخاص، وهربت النساء والاطفال الى البرية. من لم يتمكنوا من الهرب استسلموا وقتلهم المتمردون"، لكنه لم يتمكن من تحديد حصيلة دقيقة.
وقال احمد بوبا احد سكان المدينة لفرانس برس ان "غالبية المنازل في المدينة احرقت. ولم يتبق سوى القليل. الدمار هائل. انه اسوأ هجوم لبوكو حرام في دامبوا". وتعرّضت مدينة دامبوا في ولاية بورنو والقرى القريبة منها لهجمات عدة شنتها بوكو حرام خلال سنوات تمردها الخمس.
واحرقت الجماعة المتطرفة قسما من المدينة ودمرت مركز الشرطة وثكنة عسكرية بداية تموز/يوليو. واعلن الجيش النيجيري انه قتل 53 من المتمردين، في حين قتل ستة من رجاله، بعد هذا الهجوم، ولكن منذ ذلك الحين يؤكد المسؤول المحلي وشهود ان دامبوا لم تعد تحت حماية قوات الامن والشرطة.
وقال احمد بوبا ايضا لفرانس برس ان الاسلاميين وصلوا قبيل مغيب الشمس وموعد الافطار. واضاف "كنا وحدنا، كل قوات الشرطة والجنود انسحبوا". وفر من نجوا من الهجوم الى مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، حيث قدموا شكوى بسبب انسحاب قوات الامن من دامبوا، وفق المسؤول المحلي. وتعذر الاتصال بالجيش على الفور للتعليق على هذا الهجوم الجديد.
وعلى غرار ما هي عليه الحال في غالب الاحيان على اثر هجمات بوكو حرام، فانه لم تصدر اي حصيلة حتى الان، لكن عدد ضحايا هجمات بوكو حرام ارتفع كثيرا منذ كثفت الجماعة الاسلامية هجماتها ابتداء من 2011. وبحسب السكان، فان السوق الرئيسة في دامبوا احرقت اثناء هجوم الخميس اضافة الى عدد من الابنية الرسمية.
واعلن بوبا "لا يمكنني القول كم هو عدد الاشخاص الذين قتلوا"، مضيفا "يتعين اولا البحث بين الانقاض لمعرفة عدد القتلى". وسجل تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش هذا الاسبوع، 95 هجوما اسفرت عن 2053 ضحية على الاقل في صفوف المدنيين في 2014 - وتحدثت منظمات اخرى عن محصلات اكبر.
وطلب الرئيس غودلاك جوناثان الاربعاء موافقة البرلمان على طلب قرض من الخارج يصل حتى مليار دولار (730 مليون يورو) بهدف مقاتلة الاسلاميين.
ومع اقتراب الانتخابات، يواجه الرئيس جوناتان المزيد من الضغوط وبدا يتعرض للانتقاد بسبب عدم تمكنه من القضاء على حركة التمرد الاسلامية ولانه تاخر في الرد على اثر خطف اكثر من 200 تلميذة في شيبوك في منتصف نيسان/ابريل، واللواتي ما زلن مفقودات بعد ثلاثة اشهر على خطفهن.
من جهة ثانية، اعلن مصدر رسمي ان 176 مدرسا قتلوا، وهدمت 900 مدرسة في ولاية بورنو منذ كثفت بوكو حرام هجماتها عليها ابتداء من 2011. وقال حاكم الولاية كاشيم شيتيما في بيان ان "ولاية بورنو هي الاكثر معاناة بسبب انشطة بوكو حرام" التي بدأت في 2009 حركة تمرد لاقامة دولة اسلامية في شمال نيجيريا ذي الغالبية المسلمة. وهاجمت الجماعة المدارس وقتلت المئات من التلاميذ قبل ان تخطف اكثر من 200 تلميذة في شيبوك في 14 نيسان/ابريل.
التعليقات