&
&دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم العالم الى الوقوف صفاً واحدًا لمواجهة عمليات تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" ضد المسيحيين في مدينة الموصل الشمالية واعتدائه على الكنائس ودور العبادة، فيما قالت السلطات إن 350 عائلة من مسيحيي المدينة، التي يسكنها مليونا نسمة، قد فرت منها لحد الآن.&
&
واضاف المالكي أن جريمة عصابات داعش ضد المواطنين المسيحيين تستدعي وقوف العالم صفاً واحداً لمواجهتهم، وقال "إن ما تقوم به عصابات داعش الإرهابية ضد مواطنينا المسيحيين في محافظة نينوى واعتداءهم على الكنائس ودور العبادة في المناطق التي وقعت تحت سيطرتهم، إنما يكشف بما لا يدع مجالاً للشك الطبيعة الإجرامية والإرهابية المتطرفة لهذه الجماعة، وما تشكله من خطر على الانسانية وتراثها المتوارث عبر القرون".
&
واشار المالكي في تصريح صحافي وزعه مكتبه الاعلامي اليوم الاحد الى أن "هؤلاء يؤكدون بهذه الجرائم وأمثالها هويتهم الحقيقية، ويكشفون عن زيف الادعاءات التي تصدر هنا وهناك بوجود ما يسمى بالثوار أو غيرهم بين صفوفهم".&
&
ودعا أجهزة الدولة لتوفير" كل مستلزمات الحياة الكريمة لهؤلاء المواطنين الاعزاء الذين عاشوا بأمان وسلام في هذه المحافظة وغيرها من المحافظات العراقية منذ مئات السنين، كما نطالب العالم اجمع الى تشديد الحصار على هؤلاء والوقوف صفاً واحداً لمواجهتهم".
وشدد المالكي على اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء مؤخراً لرعاية شؤون النازحين وتزويدها بالصلاحيات والتخصيصات اللازمة وضرورة حث الخطى والوصول الى النازحين جميعًا وتقديم يد العون لهم بأسرع وقت ممكن.
&
وكان تنظيم داعش نشر بيانات وطلب من خطباء المساجد نقل مضمونها عقب صلاة الجمعة الاخيرة ودعا فيها&المسيحيين الى مغادرة المدينة خلال 24 ساعة". وتضمنت البيانات تأكيداً أنهم "إذا أرادوا البقاء فعليهم دخول الإسلام أو دفع الجزية وقدرها 250 دولاراً لكل أسرة تود البقاء في المدينة، أما بالنسبة للمغادرين فلن يكون مسموحاً لهم نقل أي من مقتنياتهم معهم".
واشار إلى أن "المسلحين في الموصل، قاموا بكتابة حرف نون على أبواب منازل المسيحيين في المدينة، ويعني ذلك أن المنزل يعود للنصارى وقد تمت مصادرته وبات من ممتلكات الدولة الإسلامية". &
&
ومن جانبه، اكد المطران بطرس موشي رئيس اساقفة الموصل أن مركز مدينة الموصل بات خالياً تماما من المسيحيين بعد أن انذرهم تنظيم داعش باعتناق الإسلام أو دفع الأموال مقابل حمايتهم في ما يعرف باسم الجزية أو أنهم سيواجهون الموت.
&
350 عائلة نزحت من الموصل .. والنازحون العراقيون بلغوا 1.25 مليون نسمة
ومن جهتها، اعلنت جمعية الهلال الاحمر العراقي عن نزوح اكثر من 350 عائلة مسيحية من الموصل الى اطرافها. وقال الامين العام المساعد للجمعية محمد إن الهلال الاحمر سجل نزوح اكثر من 250 عائلة مسيحية الى قضاء الحمدانية وقرقوش في حين وصلت 90 عائلة أخرى الى برطلة وبعشيقة. واكد أن المسلحين سلبوا ممتلكات هذه العوائل اثناء هروبها من الموصل .
&
كما اكدت مفوضية حقوق الانسان أن عدد النازحين داخل العراق يبلغ مليوناً و250 الف نازح . وقال عضو المفوضية هيمن باجلان في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم إن التوقعات تشير الى أن هذا العدد قابل للزيادة، مشيرًا الى "النازحين يعانون من وضع انساني متردٍ يتمثل بقلة الخيم ومياه الشرب وقلة الخدمات الطبية المقدمة، بالاضافة الى بقية الخدمات الضرورية.
&
وطالب باجلان الحكومة بتجاوز البيروقراطية في تعاملاتها والاسراع بصرف المبالغ المخصصة للمهجرين .. ودعا وزارة النقل بتأمين رحلات جوية الى العوائل العالقة من النازحين الراغبين مغادرة اطراف اربيل الى المحافظات الجنوبية. وشدد على ضرورة قيام&وزارة التربية بحل مشكلة الطلبة النازحين من طلاب المدارس والجامعات .. واوضح أن المساعدات المقدمة الى العوائل النازحة تقدم بها عدد من المنظمات المحلية والدولية بالاضافة الى عدد من الدول مثل بريطانيا وتركيا وقطر وحكومة كردستان .&
&
وتعتبر مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق وأقدمها والمرتكز السكاني للعراقيين المسيحيين، ومن بعدها بغداد والبصرة. وهي تضم 13 كنيسة وديراً، فضلاً عن كاتدرائية موغلة في القدم، وكانت قبل الاحتلال تضم أكثر من 600 ألف مواطن مسيحي مقابل 900 ألف مسلم، لكن معظم المسيحيين هاجروا البلاد إلى السويد وفرنسا وكندا وكردستان ليصبح عددهم نحو 200 ألف تفرقوا في قرى تلكيف وسهل نينوى ومركز الموصل.&
وينقسم مسيحيو الموصل إلى الكلدان والسريان والكاثوليك، وتضم المدينة واحدة من أقدم الكنائس في العالم هي كنيسة مار كوركيس التي شيّدت في العام 800 ميلادياً .
&
&
&
&
التعليقات