باريس:&اعربت الحكومة الفرنسية الاثنين عن استعدادها لاستقبال مسيحيين من العراق يتعرضون لتجاوزات على ايدي الجهاديين ما اثار استياء في العالم.

واعلن وزيرا الخارجية والداخلية الفرنسيان لوران فابيوس وبرنار كازنوف الاثنين في بيان مشترك "اننا نساعد النازحين الذين يفرون من تهديد الدولة الاسلامية ولجأوا الى كردستان. اننا مستعدون اذا رغبوا لاستقبالهم على اراضينا في اطار آلية لجوء".

فمنذ 10 ايام بدأ مسيحيو الموصل، ثاني كبرى مدن العراق التي سيطر عليها جهاديو "الدولة الاسلامية" في 10 حزيران/يونيو، المغادرة باعداد كبيرة بعد انذار وجهه التنظيم لهم وامهلهم بضع ساعات لذلك.

وادى هذا النزوح الى افراغ المدينة من سكان كانوا يقيمون فيها لاجيال منذ قرون. وكان عدد المسيحيين في العراق 1,5 مليون قبل حرب الخليج الاولى ولم يعد يتجاوز عددهم اليوم 400 الف.

وارتفعت اصوات في الاوساط السياسية والدينية والحقوقية في فرنسا في الايام الاخيرة لمناشدة السلطات من اجل التحرك لحماية مسيحيي الشرق. وجمعت تظاهرات مئات الاشخاص في نهاية الاسبوع في باريس وليون (شرق) ضد التهديدات التي تستهدف هؤلاء السكان.

واستقبلت لجنة دعم مسيحيي العراق التي كانت وراء تنظيم هذا التجمع، بارتياح اقتراح الوزيرين.

وصرح انتوني يالاب منسق اللجنة في فرنسا "نرحب بهذا الاعلان الذي يضع حدا لصمت وجمود الحكومة الفرنسية باقتراح ملموس وشجاع يدل على ان فرنسا لا تزال تضطلع بدور الحامي التاريخي".

واضاف "هذا ليس سوى حل موقت لن يطال الا اولئك الذين غادروا"، محذرا من "اننا لا نريد ان نفرغ العراق من سكانه المسيحيين وان نخدم بذلك الجهاديين الذين يقومون بتطهير اتني وطائفي".

واكد صبري عنار الاب في كاتدرائية سان-توما-ابوتر الكلدانية في مدينة سارسيل هذا الموقف وقال ان "مسيحيي العراق متمسكون بارضهم ووطنهم. تاريخ هذا البلد يعود لهم"، مشيرا الى انها "بادرة انسانية مهمة".

واكد فابيوس وكازنوف على ان "فرنسا ستستمر في تعبئة الاسرة الدولية لحماية" الاقليات في العراق "وهو شرط لاستقرار المنطقة". كما اكدا "تخصيص مساعدة انسانية استثنائية لمساعدة" هؤلاء السكان.