ألقت بريطانيا مساعدات إنسانية من الجو في شمال العراق، تضمنت مياهاً ومصابيح، للاقلية الايزيدية اللاجئة في جبال سنجار هرباً من تقدم مقاتلي "الدولة الاسلامية". في وقت دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مجدداً إلى تسليح الأكراد العراقيين.


لندن: نفذت بريطانيا الثلاثاء ثاني عملية القاء مساعدات انسانية من الجو في شمال العراق، فيما اصبحت مقاتلات تورنيدو مستعدة للقيام بمهمات استطلاع في المنطقة.
وبعد عملية اولى الأحد، وأخرى الاثنين، تمكن سلاح الجو البريطاني بحسب وزارة التنمية الدولية من نقل 15900 ليتر من المياه و816 من المصابيح للاقلية الايزيدية اللاجئة في جبال سنجار هرباً من تقدم مقاتلي "الدولة الاسلامية".
&
مقاتلات تورنيدو
واكد مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أن طائرتي هيركوليس من نوع سي-130 تابعتين لسلاح الجو يمكن أن تساندهما قريبًا مقاتلات تورنيدو.
وقال ناطق باسمه إن "عددًا صغيرًا" من هذه الطائرات القتالية المعروفة بفاعليتها في مجال المراقبة "سيتمركز في المنطقة للمساعدة على الحصول، اذا دعت الحاجة، على معلومات افضل عن الوضع على الارض بهدف مساندة الجهود الانسانية".
واضاف أن "مقاتلات تورنيدو سيكون لها دور يقارن بذلك الذي قامت به بريطانيا في مطلع السنة لجمع معلومات حول المناطق المتضررة من جراء الفيضانات".
وفي الايام الماضية، كرر كاميرون ووزير خارجيته فيليب هاموند عدة مرات أن بريطانيا لا تعتزم المشاركة في الضربات الجوية الاميركية في العراق.
&
لا جلسة استثنائية
واشار رئيس الوزراء الذي يقضي حاليًا اجازة في البرتغال، الى أنه لا يعتزم دعوة البرلمان الى عقد جلسة استثنائية رغم الدعوات الملحة من بعض النواب.
واي تدخل عسكري لبريطانيا التي سحبت قواتها من العراق في 2011، يجب أن ينال مبدئيًا موافقة البرلمان الذي سبق أن عارض شن ضربات ضد النظام السوري السنة الماضية، في ما اعتبر هزيمة مذلة لكاميرون الذي كان يؤيد التدخل.
وقال الجنرال المتقاعد ريتشارد شيريف الثلاثاء في تصريحات نشرتها صحيفة التايمز "لدينا حكومة تخاف من فكرة التدخل (...) لكن كلما ماطلنا كلما تفاقم الوضع على الارض"، معبرًا عن اسفه لعدم تحرك الحكومة في سنة انتخابات عامة.
&
الاتحاد الاوروبي يعزز مساعدته الانسانية
اعلنت المفوضية الاوروبية الثلاثاء انها ستمنح خمسة ملايين يورو اضافية الى العراق الذي يواجه ازمة انسانية خطيرة بغية مساعدة النازحين والمناطق التي تستقبل اللاجئين.
وبذلك ترتفع مساعدة المفوضية الاوروبية للعراق الى 17 مليون يورو في العام 2014.
وقالت المفوضة المكلفة المساعدات الانسانية كريستالينا جورجييفا "ما نريده هو مساعدة مئات الاف العراقيين بمن فيهم مجموعات الاقليات من النازحين الى جبال سنجار".
وقد دفع استيلاء تنظيم الدولة الاسلامية قبل اسبوع على سنجار معقل الايزيديين وهم اقلية غير مسلمة، حوالى مئتي الف مدني الى الهرب بحسب الامم المتحدة. وعلق عدد كبير منهم في الجبال القاحلة المجاورة وهم مهددون بالجوع والعطش& اضافة الى الجهاديين.
وشددت المفوضة الاوروبية المرشحة لمنصب وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي بدلا من كاثرين اشتون، "نريد مساعدة السكان النازحين".
واضافت "ولا ننسى ان كردستان تؤوي لاجئين سوريين، وسيكون ضروريا تقديم مساعدة لهؤلاء".
ويأتي هذا الاعلان في حين يعقد وزراء الاتحاد الاوروبي اجتماعا في بروكسل بغية تنسيق تحركهم في مواجهة الازمات في العراق واوكرانيا وكذلك في قطاع غزة.
&
دعوة اوروبية جديدة
واليوم، كرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس دعوة وزراء الخارجية الاوروبيين، الى عقد اجتماع طارئ للبحث في احتمال تزويد الاكراد العراقيين بالاسلحة لمواجهة مقاتلي الدولة الاسلامية في كردستان العراق.
وصرح الوزير لاذاعة فرانس انفو: "لم يتم بعد تحديد موعد وانا أجدد الطلب للقيام بذلك بشكل عاجل".
ودعا وزيرا الخارجية الفرنسي والايطالي الاحد والاثنين وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون الى عقد اجتماع طارئ لنظرائهم، وقال فابيوس بإلحاح "طلبت مع وزيرة الخارجية الايطالية (فيديريكا) موغيريني بأن يتم ذلك بشكل طارئ، واتمنى أن يؤخذ الجانب العاجل في الاعتبار".
واضاف فابيوس: "بالامكان البقاء هكذا نقول + هذا مؤسف ولا نستطيع شيئًا + لكنه ليس موقفنا (...) اعلم جيدًا انها فترة اجازات في الغرب لكن عندما يكون لدينا اناس يموتون، واكاد اقول ينازعون، يجب انهاء الاجازة".
واعلن فابيوس الذي زار الاحد بغداد ثم اربيل، عاصمة كردستان العراق، مساء أن أمام عدم توازن اسلحة الدولة الاسلامية التي تزحف في العراق واسلحة المقاتلين الاكراد العراقيين، يجب النظر في تزويد هؤلاء بالاسلحة "بالتنسيق مع الاتحاد الاوروبي".
واوضح فابيوس الثلاثاء "يجب مساعدة الاكراد والعراقيين وامدادهم بوسائل تمكنهم من المقاومة وإن امكن التغلب" على المقاتلين الاسلاميين العازمين على "قتل كل من لا يفكر مثلهم ولا ينكر دينه وممارسة التعذيب والاغتصاب منهجيًا".
وحذر فابيوس من أن "هدفهم هو العراق وسوريا والاردن واسرائيل وفلسطين، وهذا ليس بقليل" مشيراً الى أن خط الجبهة لا يبعد "سوى 120 كلم عن بغداد"، وهي "مدينة في حالة حرب والدبابات تنتشر على كل مفترقات الطرق".
وفي حين عيّن الرئيس العراقي فؤاد معصوم حيدر العبادي رئيسًا جديدًا للوزراء، دعا فابيوس الى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وعلى الصعيد الانساني وبعد عملية اولى لتوزيع مساعدة من 18 طنًا الاحد، سترسل فرنسا مجدداً عشرين طنًا من المستلزمات لتنقية الماء والادوية خلال اليومين القادمين ودفعة ثالثة من الاغذية المقررة، كما قال فابيوس.
وينعقد اجتماع في بروكسل الثلاثاء لتنسيق عمل الدول الاوروبية في المجال الانساني.
&
&