مع استعدادات الشرطة البريطانية لحملة واسعة بهدف جمع معلومات لتحديد هوية قاتل الصحافي الأميركي جيمس فولي، ظهرت ثلاثة أسماء لبريطانيين، قد يكون أحدهم هو المتورط في جريمة القتل.
نصر المجالي: تؤكد التقارير، التي نشرتها صحف بريطانية، الأحد، أن الثلاثة يتواجدون حاليًا في عاصمة "دولة الخلافة" مدينة الرقة السورية، وهم: عبد الماجد عبد الباري (23 عامًا)، وهو مغني راب سابق من لندن، وأبو حسين البريطاني، وهو قرصان إنترنت (هاكر) من بيرمنغهام، وأبو عبد الله البريطاني ، من بورتسموث، وقد يكون أحدهم (الجهادي جون) هو الذي نفذ إعدام الصحافي فولي.
&
وتستعد الشرطة البريطانية لحملات دهم منازل عدد من المواطنين المسلمين، في مسعى إلى الحصول على معلومات تساعد على تحديد هوية المواطن البريطاني، الذي قطع رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي في العراق.
ونقلت صحيفة (التايمز) عن مصادر أمنية قولها إن هناك عددًا من المواطنين البريطانيين الذين لديهم علاقات واتصالات بالجماعات الإسلامية المقاتلة في سوريا، وربما يدلون بمعلومات تفيد في التعرف إلى هوية قاتل فولي، الذي يطلق عليه حاليًا اسم "جون المجاهد".
تضيف الصحيفة أن الأجهزة الأمنية قامت أخيرًا بتجنيد الكثير من مصادر جمع المعلومات لتحديد هوية "جون المجاهد"، كما إن المجلس الإسلامي البريطاني حضّ المسلمين البريطانيين على التقدم بأي معلومات لديهم في هذا الصدد إلى الشرطة.
تقنية حديثة
من جهتها، تحدثت صحيفة (الغارديان) عن محاولات الحكومة البريطانية كشف هوية أحد مواطنيها، الذي قام بقطع رأس الصحافي الأميركي، وذلك من خلال استخدام تقنية كانت استخدمت لتحديد هوية المقنعين في أيرلندا الشمالية. وتضيف الصحيفة أن التقنية، التي تُسمّى "رسم الوجه الخرائطي"، تم استخدامها في أيرلندا الشمالية في السابق لتحديد هوية بعض المشتبه فيهم من المسلحين المقنعين، كما استخدمت أيضًا في تحديد هوية ستة مقنعين حملوا جثمان القائد السابق للجيش الجمهوري الأيرلندي توني كاتني في الأسبوع الماضي.
وتؤكد الغارديان نجاح هذه التقنية بدليل استخدامها لإدانة باتريك جون ماكدايد في العام الماضي بتهمة الإعداد لاجتماعات سرية للجيش الجمهوري الأيرلندي. وتنقل الجريدة عن أحد المسؤولين الأمنيين الأيرلنديين تأكيده على أنهم تمكنوا من الإثبات أمام المحكمة أن المتهم الماثل أمامها هو نفسه الشخص المقنّع الذي ظهر في مقاطع الفيديو.
إلى ذلك، فإنه مع تحديد أسماء البريطانيين الثلاثة المنتمين إلى تنظيم (داعش)، فإن مصادر جهاز الاستخبارات الداخلي البريطاني (إم آي 5) أعربت عن اعتقادها أنها تقترب من الكشف عن هوية الجلاد الذي قتل الصحافي الأميركي، والذي يحمل اسم (جون). وتتركز الأنظار في هذا المجال على أحد هؤلاء الثلاثة، وهو عبد الماجد عبد الباري، مطرب الراب السابق، الذي كان ظهر في أوقات سابقة على شريط فيديو، وهو يحمل رأس إحدى الضحايا الذين قتلهم في سوريا.
يذكر أن السجين الفرنسي، الذي كان يحتجز في سوريا، كان قال إن "جون" كان جزءًا من مجموعة من الجهاديين البريطانيين، الذين يسمون أنفسهم "البيتلز". ووفقًا لتقارير صحافية نشرتها صحيفة (الصن) فإن هؤلاء الجهاديين لديهم أصوات مماثلة، وحتى استخدام لغة مشابهة لتلك المستخدمة في الفيديو.
وكان عبدالباري، وهو ابن لداعية مصري مسلم متشدد، كانت بريطانيا سلمته إلى الولايات المتحدة في وقت سابق، غادر لندن للانضمام إلى (الجهاد) في سوريا، تاركًا وراءه منزله في حي ماي فير اللندني الراقي. وهو واحد من ستة أطفال لعادل عبد الباري، الذي تم تسليمه من قبل بريطانيا إلى الولايات المتحدة في عام 2012 بعد معركة قانونية استمرت ثماني سنوات، وكانت مموّلة من القطاع العام أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ. ويعتقد المحققون أن الباري الأب كان أحد أقرب مساعدي بن لادن في الطفولة ويدير خلية لندن لشبكة الإرهاب.
عبدالباري الزعيم
ويقول خبراء أصوات تحدثوا لصحيفة (الصن) إن عبدالباري قد يكون زعيم الثلاثي الجهادي البريطاني، حيث الاثنان الآخران يسميان أنفسهما "الأسود"، وأحدهما هو أبو حسين البريطاني من بيرمنغهام، ويعتقد أن اسمه "جنيد حسين" وكان متورطًا في العام 2012 بسرقة معلومات شخصية من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
أما الآخر فيعتقد أنه أبو عبدالله البريطاني، الذي غالبًا ما يستخدم (تويتر) لنشر الدعاية المؤيدة للجهاد على شبكة الإنترنت، كما يعتقد أن يكون هو وراء حسابات وسائل الإعلام الاجتماعية، التي تحاول تجنيد المراهقين للانضمام إلى القتال في الشرق الأوسط.
&
التعليقات