اعتبر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم مقتل 1700 عسكري عراقي في قاعدة سبايكر في شمال غرب بغداد بأنه فضيحة مدوية لوزارة الدفاع ستسقط رؤوسها الفاسدة، ودعا الكتل السياسية إلى تقديم تنازلات تسرع من تشكيل الحكومة الجديدة، وانتقد مواجهة التحالف الدولي لتنظيم داعش في العراق وعدم ضربه في سوريا.
أسامة مهدي: أكد الحكيم في كلمة له خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي للمجلس الاعلى في بغداد الليلة الماضية بحضور حشد من ابناء العاصمة "ستتم متابعة قضية سبايكر وستتم معرفة اركان الجريمة والجناة وتقديمهم للمحاسبة". واشار الى ان "ما حدث في سبايكر وصمة عار وفضيحة تلاحق كل من تورط فيها، وعلى الجميع ان يكونوا واثقين ان ارواح الالاف من الشباب التي أزهقت ستبقى تطوف في سماء الوطن، وتلعن كل من تواطأ بهذه الجريمة والفضيحة مهما كانت طائفته او ديانته او قوميته ومهما كان منصبه".
سبايكر وضعت وزارة الدفاع أمام فضيحة مدوية
ووصف ما حدث في سبايكر بأنه جريمة ضد الانسانية، داعيا الجهات المختصة الى رفع ملفها الى الامم المتحدة وتسجيل هذه الجريمة بعنوان الإبادة الجماعية. وشدد الحكيم على أن وزارة الدفاع امام فضيحة مدوية ستسقط فيها الكثير من الرؤوس الفاسدة.. وتساءل قائلا "كيف يترك هذا العدد الكبير من الشباب المقاتلين في العراء وهم يواجهون مصيراً محتوماً في حفلة اعدام جماعي على الهوية والطائفة؟، وكيف يعقل ان يخرج هذا العدد الكبير من قاعدة عسكرية محصنة لكي يموتوا من دون اي ثمن؟".
واكد الحكيم انه سيكون اخر من يتوقف عن الصراخ والمطالبة بفضح اركان الجريمة والكشف عن الجناة وتقديمهم للمحاسبة.. مشددا على ان" سبايكر جريمة اقترفها ارهاب اسود وفضيحة تلوث بها من تلحف برداء الفساد والرذيلة وعار على جبين من تحمل مسؤولية هؤلاء الشباب الشهداء".
وكان ذوو ضحايا سبايكر قد دعوا امس خلال جلسة طارئة لمجلس النواب الى محاكمة القادة الامنيين امام محاكم عسكرية واتهموهم بالخيانة والتواطؤ.. فيما اشار وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي الى ان 7 من كبار الضباط يحاكمون الان امام محاكم عسكرية لتقصيرهم في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية ومنع وقوع جريمة سبايكر، مؤكدا انهم يواجهون الاعدام.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الذي استولى على تكريت بعد يوم من استيلائه على مدينة الموصل وبمساعدة مسلحين من اقارب بعض رموز النظام السابق قد تمكن من اسر 1700 جندي بعدما غادروا قاعدة سبايكر بلباس مدني بامر من قادتهم. وعرض التنظيم فيلما يوثق عملية اعدامات جماعية لهؤلاء الشباب ورميهم في النهر وعمليات اعدام جماعي في منطقة صحراوية.
حشد العالم لمواجهة داعش
واعتبر الحكيم قرار الامم المتحدة الاخير بتشكيل حلف دولي لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية خطوة على الطريق الصحيح، وان جاء متأخرا بعض الشيء .. وقال ان "العراقيين تركوا في مواجهة الارهاب منذ اكثر من خمس سنوات، وقد حذرنا الجميع من ان الارهاب كالخلايا السرطانية اذا لم يجد ما يأكله فسيأكل نفسه، وليست هناك دولة او مجتمع بعيداً او بمنأى عن الارهاب وافكاره المنحرفة".
وحذر من وجود "الالاف من الشباب الضال المنحرفة عقيدتهم وهم يتجولون أحراراً في العالم وهم قنابل موقوتة وجاهزة للانفجار على اي هدف غير عابئة بالابرياء من الضحايا، لان فكرهم المنحرف يقدم اليهم الجنة على اشلاء الابرياء، ويصور لهم النصر بقطع رؤوس الضحايا".
وطالب الحكيم دول العالم بترك المعايير المزدوجة في الحرب على داعش الارهابية. وقال ان الخلايا السرطانية لا تكافح في جهة وتترك في الجهة الاخرى تحت اي ذريعة واي ظرف في اشارة الى عدم ضرب التنظيم في سوريا. واشار الى ان داعش ولد في العراق، ولكنه نما في سوريا، والان انتشر في العالم.. معتبرا ان الحاضنة والانفلات في الداخل السوري سبب في تحول داعش لهذه الدرجة من التنظيم والجهوزية والخطورة والتمدد.
وأمس اعتبر رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي ان بلاده تقود الان الحرب العالمية ضد الارهاب، مؤكدا انها ستكون مقبرة للدولة الاسلامية التي بدأ مسلحوها يهربون من المناطق التي كانوا احتلوها، وخاصة من الموصل.. واشار الى انه مع اقتراب تشكيل الحكومة الجديدة والانتقال السلمي للسلطة والتطلع الى بلد آمن ومستقر ومواجهة الارهاب الذي تمثله الدولة الاسلامية "داعش" ومن يساندها فإن الايام القليلة المقبلة ستثبت ان العراق هو مقبرة لهذه الجماعة. وأكد ان مسلحي التنظيم بدأوا بالفرار من المناطق التي كانوا احتلوها وخاصة من مدينة الموصل الشمالية لما لمسوه من تصميم العراقيين على القضاء عليهم وتطهير بلدهم من نجسهم.
دعوة الكتل الى تنازلات تسهل تشكيل الحكومة
ودعا الحكيم القوى السياسية الى تقديم تنازلات متبادلة لتسهيل تشكيل الحكومة الجديدة، وقال ان الجميع قد استوعب درس المرحلة السابقة، وادرك ان سياسة الاقصاء والتهميش والتأزيم سوف لن توصل الا الى الانهيار والتشظي والفرقة والخصومة.
وشدد الحكيم على الكتل السياسية ضرورة تقديم تنازلات متبادلة وابداء المرونة ضمن سقف الدستور والقانون والاسراع في تشكيل الحكومة وعدم انتظار الساعات الاخيرة من المدة القانونية وما تحملها من مفاجآت وضغوط للحصول على المزيد من المكاسب من دون وجه حق. وقال ان الدول لا تبنى بالاماني ولا بسياسات الغلبة والتخبط واللف والدوران ولا تبنى بالمزاجية وشراء الذمم ولا بالانفرادية والشخصنة والنرجسية وانما تبنى بالمصداقية ووضوح المشروع وبالتخطيط والاستراتيجية والعمل مع الجميع ومن اجل الجميع.
وامس دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري النواب الى الاستعداد للتصويت على حكومة حيدر العبادي وحضور جلسة طارئة اليوم الخميس او الجمعة غدا للتصويت على التشكيلة الوزارية الجديدة. وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم كلف في 11 من الشهر الماضي مرشح كتلة التحالف الوطني الشيعي حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة وفق التوقيتات الدستورية على ان تعلن قبل الثلاثاء المقبل التاسع من الشهر الحالي.
&
&
التعليقات