كان جوشوا بيكر، المتحدث الإقليمي بلسان وزارة الخارجية الأميركية، حازمًا في قوله لـ"إيلاف" إن لا تنسيق مع النظام السوري في أي عمليات عسكرية متوقعة ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

خاص بإيلاف من باريس: أكد جوشوا بيكر، المتحدث الإقليمي بلسان وزارة الخارجية الأميركية، لـ"إيلاف" أن الولايات المتحدة لم تصدر قرارًا بعد بشأن توجيه ضربات عسكرية في سوريا، "لكن أي عمل عسكري محتمل ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا لن يجري بالتنسيق مع النظام السوري، لكن مع الائتلاف الوطني السوري والمجلس العسكري الأعلى، الممثلين الشرعيين للشعب السوري".

وكشف بيكر، في حوار مع "إيلاف"، أن واشنطن تسعى إلى حشد تحالف دولي، تؤلفه من دول أوروبية وعربية كفرنسا وألمانيا والأردن والسعودية وبريطانيا، للتصدي للتهديد الذي يشكله متطرفو تنظيم الدولة الاسلامية، الذي يشن منذ حزيران (يونيو) الماضي هجومًا في العراق، مستغلا الفراغ السياسي عقب الانتخابات التشريعية، والذي استطاع السيطرة على مساحات شاسعة في المنطقة الممتدة من غربي العراق إلى شرقي سوريا.

وفي ما يأتي متن الحوار:

ماذا يقصد الرئيس الأميركي ببناء تحالف يشمل المجتمعات السنية للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية؟

إن التحالفات التي تكلم عنها الرئيس باراك أوباما لا تشمل فقط المجتمعات السنية، ولكن جميع المجتمعات التي ترفض الإرهاب، والتي ستفعل كل ما بوسعها للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية، الذي يقتل ويخطف ويصلب المدنيين الأبرياء.

ومن يقصد أوباما بحديثه عن ضرورة إيجاد تعاون وثيق مع شركاء الولايات المتحدة في المنطقة للقضاء على هذا التنظيم؟

أعلنت الولايات المتحدة يوم 27 آب (أغسطس) أنها تسعى لحشد تحالف دولي للتصدي للتهديد الماثل في متطرفي تنظيم الدولة الاسلامية. وستعمل الحكومة الأميركية على تشكيل تحالف من دول أوروبية وعربية وغيرها، وثمة سبل كثيرة أمام الدول للمساهمة في هذا التحالف.

فنحن نعرف أن هذا المجهود يتطلب تركيزًا هامًا، وتوظيف جميع الامكانيات المتاحة، ليس فقط موارد الولايات المتحدة بل طائفة من البلدان. هناك دول قدمت الكثير، وبذلت الجهود الكبيرة في هذا المجال، مثل أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا والأردن والسعودية وبريطانيا وغيرها. إنه مجهود نعتقد أن إنجازه سيستغرق وقتًا.

لا تنسيق مع الأسد

هل تخططون للتنسيق مع النظام السوري الذي أعرب عن استعداده للتعاون مع المجتمع الغربي للقضاء على أوكار التنظيم داخل سوريا، شرط مرور أي عمليات عسكرية محتملة في سوريا عبره؟

نعمل بشكل مكثف مع المعارضة السورية المعتدلة، وقد قدمنا لهم المساعدة العسكرية غير الفتاكة، وهم حققوا تقدمًا كبيرًا في توحيد صفوفهم. حتى الآن، جميع الخيارات مطروحة أمام اوباما، لكن بالتأكيد أي قرار يتخذه لن يكون بالتنسيق مع الحكومة السورية. فالنظام السوري مسؤول عن مقتل الآلاف من السوريين المدنيين وعن قصف المدن والأحياء السورية بشكل ممنهج.

كذلك نستمر في تقديم المساعدات الانسانية للسوريين. الولايات المتحدة أكبر داعم بالمساعدات الانسانية، ولن نتوقف طالما هناك لاجئون ونازحون يتدفقون خارج سوريا كل يوم، هاربين من نيران النظام. وتنسق الولايات المتحدة بشكل مستمر مع الائتلاف السوري والمجلس العسكري الأعلى، وتقدم المساعدة غير الفتاكة لتمكنهم من محاربة وحشية النظام وتنظيم الدولة الاسلامية.

دحر التنظيم

تفاجأ العالم بقدرة هذا التنظيم الميدانية. إلى ماذا ترد الولايات المتحدة ذلك؟ فالبعض يعتبر الغرب مسؤولًا عما غدت عليه الأوضاع الأمنية في العراق.

انبثق تنظيم الدولة الاسلامية مما كان يطلق عليه ذات يوم اسم القاعدة في العراق، وهو تنظيم اكتسب خبرة في العنف المتطرّف امتدت عقدًا من الزمان، وتمكّنت هذه الجماعة من حشد قوة قتالية شديدة البأس من الجهاديين المتزمتين الذين يحملون مطامح تشمل العالم كله، واستغلوا الصراع الدائر في سوريا والتوترات الطائفية في العراق. لقد توعّد زعماء تنظيم الدولة الاسلامية الولايات المتحدة بشكل متكرر. لذا تمثل عناصره من المقاتلين الأجانب خطرًا تتنامى جدّيته، ليس في المنطقة فقط، بل في أي مكان يستطيعون السفر إليه، من دون كشفهم، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وتشير الأدلّة إلى أن هؤلاء المتطرّفين، إذا ما تركوا دون رادع، لن يكتفوا بالعراق وسوريا ويتوقّفوا عندهما، فهم مجهّزون بأسلحة ثقيلة معقّدة غنموها في ميدان المعركة، وقد أثبتوا أن بإمكانهم الاستيلاء على أراضٍ فاقت ما كسبته أية منظمة إرهابية أخرى والإمساك بها. ومن خلال القيام بردّ موحد تقوده الولايات المتحدة، وإقامة أوسع تحالف ممكن من الدول، لن يُسمح لسرطان تنظيم الدولة الاسلامية بالانتشار والتمدد إلى دول أخرى. فالعالم قادر على التصدّي لهذا الوباء، ودحره في نهاية المطاف.