تلقى لبنان دعوة لحضور مؤتمر جدة لمواجهة التكفيريين في العالم العربي، الذي سيكون امتدادًا لمؤتمر قمة حلف شمال الأطلسي، الذي شهدته ويلز مؤخرًا. ويؤكد الجميع على أهمية هذا المؤتمر لوضع الخطوط العريضة لمحاربة التطرف في المنطقة.


بيروت: تلقى لبنان دعوة لحضور مؤتمر جدة لمواجهة الموجة التكفيرية في العالم العربي، فكيف ستكون هذه المشاركة وأي دور للمؤتمر في التصدي لموجة التكفيريين؟

يقول وزير شؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج لـ"إيلاف" إن المؤتمرات مهمة في هكذا وضع أمني وخطر داهم على الجميع، لكن الضروري أكثر أن تخرج منه مقررات، ليس في العلن فقط، وليس من خلال الإعلان فقط أننا كلنا ضد التكفيريين والعمل ضدهم، يجب القيام بخطوات عملية حتى لو كانت عسكرية، المقررات يجب أن تكون قابلة للتطبيق وليست عمومية فقط، أو مجرد عناوين.

امتداد للحلف الأطلسي

ويلفت دو فريج أن هذا المؤتمر سيكون امتدادًا لمؤتمر الحلف الأطلسي، حيث أن لديهما الهدف ذاته، ومن الضروري خلال هذا المؤتمر أن تقوم الدول العربية خصوصًا الدول الإسلامية المعنية قبل الدول الغربية أن تقوم بمحاربة المتطرفين الذين لا يمثلون الإسلام، إنما يستعملون التفسير الإسلامي الخاطىء، فجامع الأزهر في مصر وفي السعودية، جميعهم يؤكدون أن داعش والنصرة لا يطبقان الدين الإسلامي، لأنه دين معتدل ولديه قيم قريبة من قيم الدين المسيحي، وعلى هذه الدول الإسلامية أن تكون الأولى في مواجهة هذا النوع من الإرهاب لأنها تضر بها وهي المستهدفة الأولى من خلاله.

مواضيع ملحة

أما أهم المواضيع الملحة في مؤتمر جدة بحسب دوفريج فهي توجيه ضربة عسكرية إلى كل بؤر الإرهاب، والإقتناع أيضًا بأن إرهابهم لا يخيف الدول العربية وبخاصة المسيحيين في الشرق الأوسط، علمًا أنهم يستعملون المسيحيين لتخويفهم.

ويشير دو فريج إلى أنه لو عدنا إلى أسباب وجود الدولة الإسلامية والنصرة في العراق وسوريا، لوجدنا أن المستفيد من وجود هذه التنظيمات هو نظام دمشق، وحلفاؤه في لبنان، حيث يؤكد هؤلاء أنهم الوحيدون القادرون على حماية المسيحيين في لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة للنظام السوري، من هنا نعرف تمامًا من يدعم هكذا تنظيمات إرهابية.

الخطوط العريضة

ويقول دوفريج إن على مؤتمر جدة أن يضع الخطوط العريضة لمحاربة داعش، وكذلك خطوطاً ضيقة وآلية للتنفيذ فورًا، وإلا سيتم نحر الكثيرين قبل التنفيذ، لذلك يجب أن تكون المواجهة صارمة من العرب بالاتفاق مع الغرب كي يكون هناك تحالف دولي معتدل يقوم بضرب التطرف في المنطقة.

التقارب الإيراني السعودي

وردًا على سؤال أي دور للتقارب الإيراني السعودي لنجاح خطوات مؤتمر جدة، يجيب دو فريج: "قبل كل شيء، يجب أن تفهم إيران أن تدخلها في سوريا هو من قوّى داعش وغيرها، ويجب أن تصدر أوامرها كي ينسحب حزب الله من سوريا، ونظام بشار الأسد من الواضح أنه يستفيد لسوء الحظ من المذابح والإرهاب اللذين تقوم بهما داعش".

ترحيب بالمؤتمر

أما النائب والوزير السابق بشارة مرهج (8 آذار) فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن كل مؤتمر عربي أو إقليمي أو دولي لمحاربة الإرهاب هو خطوة إيجابية، لكن المهم أنه بعد اتخاذ القرارات والتوصيات أن يتم اعتماد آلية واقعية لتنفيذ هذه القرارات والتوصيات، لأننا اعتدنا على أن الكثير من المؤتمرات المتعلقة بفلسطين أو العراق أو سوريا لم تكن تنفذ، بسبب اعتراض بعض الأطراف لاحقًا، ورغبة بعض الأطراف في عرقلة الأمور، من هنا، نحن إذ ننوّه بهذه الخطوة الضرورية عربيًا وإسلاميًا وإنسانيًا نشدد على ضرورة الإحاطة بها من كل الجوانب لتصبح خطوة ناجحة وفاعلة من أجل تحقيق أهدافها.

ويشير مرهج إلى أن المؤتمر في جدة سيكون من الأهمية بمكان أن يكون العمل جاداً من خلال الأطر الشرعية، وأن تجري هذه العملية في ظل الأمم المتحدة وليس الحلف الأطلسي.