دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الى تشكيل جيش وطني قوي يقف بوجه تدخلات الميليشيات المسلحة وأكد ضرورة دعم حكومة العبادي التي قال انه بإعلانها قد زال الاقصاء والتفرد بالحكم مؤكدا تبرؤه من عمليات قطع الرؤوس التي أظهرتها تسجيلات مصورة لمسلحين من مقاتلي سرايا السلام التابعة له وهم يقطعون رؤوس مسلحين بتنظيم الدولة الاسلامية.


أسامة مهدي من لندن: قال زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر في خطاب متلفز نقلته قناة الاضواء الفضائية التابعة لتياره اليوم وتابعته "إيلاف" ان "اليوم زال التهميش والاقصاء والتفرد بالحكم ونحن امام منعطف جديد يحتاج الى وقفة جادة وحازمة لإنهاء الأزمات التي وقع فيها العراق في ماضي الايام".

وشدد على انه لايجب ان يكون العراق بعد اليوم أسيرا بيد الطائفيين والمتشددين "بل يجب ان يأخذ الاعتدال زمام الامور فيه من خلال حكومة أبوية ترعى الجميع بلا تفرقة بل بالعدل والانصاف الذي يصبو اليه الجميع بلا استثناء".

وقال "اليوم تم تشكيل الحكومة المرتقبة ،فلابد ان يتعاون الجميع من اجل إكمال تشكيلها لاسيما وزارتي الدفاع والداخلية التي كان ولازال تأخيرها عقبة امام التقدم الامني وتخليص العراق من انياب التشدد والفساد وصار اليوم لزاما على العراق وشعبه ان يكسر القضبان التي حوصر بها ليخرج منها نور العلاقات والانفتاح لا مع الدول المحتلة وانما مع دول الجوار والدول الصديقة ما يضفي على العراق قوة ليرصع الفسيفساء الاسلامية والانسانية بدولة آخذة بزمام الامور من داخلها وخارجها".

واشار الصدر الى انه سيقف مرشدا ومقوما للحكومة الجديدة لتكون عونا لشعبها ويكون شعارها الشعب اولا "فتحصن شعبها قبل ان تحصن نفسها وتخدم شعبها قبل ان تخدم افرادها".

وأكد ضرورة ان لايكون غد العراق مظلما كأمسه وهذا لن يتحقق الا بالشراكة والتعاون من لدن حكومة ابوية تحرق نفسها من اجل انتفاع الاخرين فلا تحرق كما حرق غيرها".

واوضح ان عراق اليوم ما زال يعيش دوامة الدماء ومناطقه ما زالت اسيرة ومغتصبة من شذاذ الآفاق وقطاع الرقاب في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال لذلك "وبعد تلك القضية الضبابية التي يجب فيها التحقيق وأعني انسحاب الجيش العراقي استصرخنا العراق فنذرنا انفسنا لحمايته من ايدي الارهاب لا من ايدي الاعتدال".

وقال "لم نقصد بها حربا طائفية فكل الطوائف الاسلامية اخوتنا وكل الطوائف الدينية في حمايتنا ولذلك يجب التمييز بين المعتدلين لتعنى بهم الحكومة وتلبي مطالبهم لكي لا تتكرر المأساة السابقة وبين المتشددين لينالوا العقاب المناسب".

وشدد الصدر قائلا "نحن ما زلنا على عهدنا مع شعبنا وقادرون على التعاون مع الحكومة والجيش العراقي لمعاقبة وردع مثل هؤلاء الدمويين وفي الوقت نفسه يجب على الحكومة تشكيل جيش وطني قادر على الصمود والنصر وارجاع الاقليات التي هجرت من مناطقها ولكي لا يكون للفصائل الاخرى التدخل بالعمل الامني وحمل السلاح بل سيكون جيش العراق سور العراق".

واشار الى انه يجب على كل معتدل كان خلافه مع الحكومة السابقة خلافا منطقيا لا ارهابيا ولا شخصيا العودة "فان الحكومة السابقة زالت لنفتح ابوابا جديدة واعطائها الفرصة الملائمة والكافية من اجل اثبات ابويتها وقدرتها وحكمتها ولينتهي عهد قطاع الرقاب ومُفجِّري قبور الاولياء والصالحين والمتسلطين على الناس".

الصدر يتبرأ من أنصاره قاطعي الرؤوس

ومن جهة اخرى، تبرأ الصدر من عمليات قطع الرؤوس التي أظهرتها تسجيلات مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مسلحين من مقاتلي سرايا السلام التابعة له وهم يقطعون رؤوس مسلحين في تنظيم الدولة الاسلامية.

ودعا الصدر الى مقاطعة الجهات التي "قال انها تجز الرقاب باسم المذهب الشيعي وعدم التعاطف معها أو تقديم العون لها.

واضاف في بيان اليوم ان "التسجيل الذي وصل إلينا وتُجز فيه الرقاب وذكر فيه اسم السرايا المطيعة لنا آل الصدر في اشارة الى سرايا السلام ونحن منه ومن أمثاله براء ونحن لا نعلم بانتمائه إلى أية جهة".

ودعا السلطات العراقية الى اعتقال من ظهر في التسجيل خلال مدّة 72 ساعة وإلا فإنه سيتدخل شخصياً في الامر في إمكانية توجيه انصاره باعتقالهم.

واكد الصدر ضرورة "رفض هذه الأعمال الوقحة والمسيئة لسمعة البلاد ومقاطعة الجهات التي تجز الرقاب تارة وتقتل المصلين تارة أخرى فنحن لا ندافع عن المذهب عبثاً بل لأنه يحمل معاني الرفعة والإنسانية والأخلاق السامية".

وجاء كلام الصدر هذا بعد ان انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيه عناصر من كتائب الإمام علي التابعة لسرايا السلام وهي تقطع رؤوس عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة آمرلي الشمالية ردا على مقتل أفراد منها خلال المعركة مع داعش وأسفرت عن فك الحصار عن المدينة التي يقطنها 50 الف مواطن بعد 82 يوما من الحصار.

واظهر التسجيل ومدته 40 ثانية أشخاصا قالوا إنهم من سرايا السلام يتقدمهم إثنان يحملان رأسين مقطوعتين.

وقال أحدهم إن هذه العملية "تأتي ثأرا لمقتل قيادي بارز في سرايا السلام"، ثم هتفوا جميعا بالقول "لبيك ياحسين .. لبيك ياحسين". لكن الإعلام العسكري لسرايا السلام اكد أنه ليس للسرايا كتائب تحت اسم كتائب الإمام علي.