يشهد اقليم كاتالونيا حركة واسعة تطالب بإجراء استفتاء على استقلال الاقليم الواقع في شمال شرق اسبانيا. &ورغم أن الدستور الاسباني لا يجيز الانفصال فإن القوميين الكاتالونيين عازمون على إجراء الاستفتاء.&


يقول اوريول خونكيراس، زعيم حزب اليسار الجمهوري في كاتالونيا، إنه واثق من أن غالبية مواطنيه في الاقليم يريدون العيش في دولة مستقلة. &واصبح حزب اليسار الجمهوري بعد انتخابات البرلمان الاوروبي في ايار/مايو الماضي أقوى الأحزاب السياسية في كاتالونيا، لأسباب منها اصرار زعيمه الذي لا يكل عن المطالبة بالاستقلال.
&
وبلغت شعبية خونكيراس حدًا انتُخب معه رئيساً لبلدية المدينة التي نشأ فيها سانت فيسينتش ديل اورتس.&وقال الزعيم الانفصالي "إن 80 في المئة من سكان البلدة يتكلمون الاسبانية بدلاً من الكاتالونية ولكنهم انتخبوا انفصالياً رغم ذلك".&
&
وأكد خونكيراس في مقابلة أجرتها معه مجلة شبيغل في برشلونة عاصمة كاتالونيا أن الاستفتاء على استقلال الاقليم "هو أفضل اداة ديمقراطية" للتوثق مما إذا كانت الأغلبية تريد الانفصال عن المملكة الاسبانية. &وتقرر اجراء الاستفتاء في 9 تشرين الثاني/نوفمبر هذا العام بالاتفاق مع رئيس حكومة الاقليم ارتور ماس.&
&
ويدرك خونكيراس أن اجراء الاستفتاء لن يكون سهلاً، ولكنه يعتزم استخدام كل الوسائل المتاحة لتنظيمه.&&وهو يقول إن من غير المقبول في القرن الحادي والعشرين "أن يكون الاطار القانوني عقبة في طريق الديمقراطية"، ولا يكفي، برأيه، أن يُمنح السياسيون تفويضاً كل اربع سنوات بل عليهم أن يقوموا بدور مباشر في كل ما يُتخذ من قرارات حتى إذا تطلب ذلك اللجوء الى العصيان المدني.&
&
ولم يتقدم رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي بأي بديل يقنع الكاتالونيين بالعدول عن الاستفتاء. &ولعل مدريد تشعر بأن لا حاجة لتقديم بديل كهذا لأن الدستور الاسباني يجعل من المتعذر عملياً أن ينفصل اقليم عن البلاد. &ولا يمكن إجراء استفتاء تكون نتائجه ملزمة إلا بتعديل الدستور.&ولكن 86 في المئة من نواب البرلمان الاسباني رفضوا مثل هذه الفكرة.&وكانت فكرة مماثلة طرحتها حكومة اقليم الباسك رُفضت قبل تسعة اعوام.&
&
ولكن خونكيراس الذي يحمل شهادة دكتوراه في التاريخ الاقتصادي يشير بتفاؤل الى العديد من الدول الجديدة التي ظهرت خلال العقود والقرون الأخيرة، وتشاركه تحمسه للاستقلال أوساط شعبية واسعة في شمال شرق اسبانيا.&
&
ورغم أن 5.5 ملايين اسباني يعيشون في كاتالونيا ليسوا من مواليدها، فإن 60 في المئة منهم يقولون أنهم كاتالونيون اولاً وقبل كل شيء، كما تبين استطلاعات الرأي. &وكانت دراسة أجرتها جامعة برشلونة المستقلة قبل اربع سنوات وجدت أن 25 في المئة فقط اتخذوا هذا الموقف وقتذاك.&&وفي حين أن 20 في المئة فقط كانوا مع الاستقلال حتى عام 2010 فإن 50 في المئة يؤيدون استقلال كاتالونيا اليوم.&
&
وتبين استطلاعات أخيرة أن الحركة المطالبة بالاستقلال يمكن أن تحصد نحو 57 في المئة من الأصوات في استفتاء تشرين الثاني/نوفمبر. &ولكن هذه النسبة ليست ثابتة،&فقبل اسابيع قليلة اشار 38 في المئة الى أنهم سيؤيدون البقاء كجزء من اسبانيا إذا منحت مدريد اقليم كاتالونيا سلطات أوسع في اطار الحكم الذاتي. &
&
ويعود تاريخ حركة الاستقلال الكاتالونية الى عهد دكتاتورية فرانكو. &فعلى امتداد 40 عامًا من حكم فرانكو كانت اللغة الكاتالونية ممنوعة.&لكنّ دستورًا ديمقراطيًا أُقر عام 1978 ، بعد ثلاث سنوات على رحيله ، يمنح اقاليم اسبانيا السبعة عشر حكماً ذاتيًا. &ومنذ عام 1980 ينتخب الكاتالونيون برلمانهم ولديهم شرطة اقليمية ويعلِّمون اطفالهم باللغة الكاتالونية.&
&
وفي عام 2004 قُدم اقتراح الى البرلمان الاسباني بأن يوافق على دستور اقليم جديد لكاتالونيا، ولكن البرلمان لم يقر الدستور إلا بعد اجراء تعديلات جذرية عليه. &ونال الدستور تأييد أغلبية كبيرة من اصوات الكاتالونيين رغم ذلك. &ولكن عندما طلبت المحكمة العليا عام 2010 شطب كل ذكر للأمة الكاتالونية من مقدمة الدستور نزل مليون شخص الى شوارع برشلونة احتجاجاً.&وازداد المتظاهرون غضباً حين اطلق سياسيون اسبان تصريحات استفزازية ضدهم.&
&
ويشير دعاة الاستقلال الى وجود تقليد عريق من الحكم الذاتي المدني يعود الى القرون الوسطى حين نجحت المجالس المحلية في الحد من سلطات الملك.
&
&
&
&
&&