لأن الحب أقوى من كل شيء، حتى من السلامة، فشلت محاولات مسؤولين باريسيين لنزع أقفال الحب عن جسور باريس، بالرغم من أنها تهدد سلامتها، ولم تنجح بعد حملتهم "الحب من دون أقفال".

بيروت: تواجه حملة في باريس للتخلص من الآلاف من "أقفال الحب"، التي تعج بها جسور المدينة، مقاومة شرسة من المتشبثين بهذا التقليد الرومانسي. فعلى مدى سنوات طويلة، قام العشاق بتعليق أقفال نحاسية على القضبان الحديدية للجسور، تعبيرًا عن حبهم الأبدي، يكتبون أسماءهم عليها، ثم يلقون بمفاتيحها في نهر السين، للدلالة على الوفاء النهائي للمحبوب.

تهدد سلامة الجسور

وفي محاولة لتحقيق توازن بين السلامة والحفاظ على التراث الثقافي، بدأ مجلس مدينة باريس في تنظيم حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "الحب من دون أقفال". لكن الحملة لم تجد صداها بين العشاق.

فهؤلاء يعلقوم على الجسور الباريسية نحو 700 ألف قفل كل بضعة أشهر. ويقول مسؤولون في العاصمة الفرنسية إن هذه الاقفال تسبب أضرارًا للجسور، وتهدد سلامتها، بسبب أوزانها.

ويحاول مسؤولون فرنسيون التخلص من هذا التقليد القديم، فبدأوا في الأسبوع الماضي تثبيت ألواح بلاستيكية سميكة بأسوار جسر الفنون، الذي يؤدي إلى متحف اللوفر، ليمنعوا العشاق من ربط الأقفال بها، كما وضعوا لوحتين من الخشب على أسوار الجسر.

لم تنجح

لكن هذه الاجراءات الجديدة لم تنجح، فاستمر تثبيت الأقفال بقطاعات أخرى مثقلة بالأقفال، كما نقش سيّاح نقوشًا رومانسية على الألواح الخشبية، ما يدل على أن أحدًا لم يسمع بالحملة الرسمية المناهضة للأقفال.

يقول مسؤولون في بلدية باريس إن الألواح الحديدية يمكنها حمل أقفال يصل مجموع أوزانها الى 500 كيلوغرام. وفي حزيران (يونيو) الماضي، انهار قطاع من السور الحديدي للجسر، فأغلقت السلطات الجسر بشكل موقت لإصلاح ما أفسدته الأقفال. ويقول هؤلاء إن المفاتيح التي يلقي بها العشاق في النهر تسبب تلوثه.

أقفال عربية

وانتقلت ظاهرة أقفال الحب إلى العالم العربي، فبدأت في الجزائر عندما اختار شباب جزائريون يوم السابع من أيلول (سبتمبر) 2013 يومًا لتعليق الأقفال التي تحمل أسماءَهم واسماء محبوبيهم على جسر تيليملي، الذي ذاع صيته في الجزائر بأنه مكان انتحار العشاق. وأتت هذه المبادرة من أجل تحويل هذا الجسر من مكان للموت إلى مكان للحياة والحب، يمنح الأمل للمحبين بدوام حبهم.

وحث الشباب الجزائريون الناس على المشاركة في حملتهم هذه، من خلال جمع تواقيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد أثار هذا الأمر سجالًا بين الأوساط الدينية وناشطي المجتمع المدني في الجزائر.