مع تأكيدات رسمية بأن لا مشاركة في القتال على الأرض، تقف ست قاذفات مقاتلة بريطانية من طراز (تورنيدو جي. آر4) في قاعدة أكريتري الجوية في قبرص على أهبة الاستعداد للمشاركة في توجيه ضربات لتنظيم (داعش).


نصر المجالي: أقرّ مجلس العموم البريطاني بغالبية كبيرة مشاركة المملكة المتحدة في الغارات الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق، بعدما استدعى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون البرلمان من عطلته لدعم العمل العسكري عقب طلب رسمي من الحكومة العراقية.

وافق على القرار 524 نائبًا مقابل معارضة 43، مما يمهد الطريق أمام سلاح الجو الملكي إلى الانضمام فورًا إلى الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة. وجاءت الجلسة التي بدأت في العاشرة صباحًا، واستمرت حتى الخامسة بتوقيت لندن يوم الجمعة، وقال كاميرون إن التنظيم اتسم بالوحشية "الصادمة"، وإن القتال ضده قد يستمر لسنوات، مشيرًا إلى أن هناك "حجة قوية" لتشمل العمليات سوريا أيضًا. وشكك إيد ميليباند زعيم حزب العمال في جدوى "توسيع العملية".

وكان المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء شدد على أن القوات البريطانية لن يكون لها دور على الأرض، وأن مهمة القوات لن تكون قتالية، وسيقتصر على دعم سلاح الجو الملكي وتدريب القوات العراقية والكردية (البيشمركة) والذي يرجح أن يتم في دول مجاورة. وأكد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أن القوات البرية لبلاده لن تشارك في القتال على الأرض.

دعم الأحزاب
ودعمت الأحزاب البريطانية الكبيرة، وهي حزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الأحرار وحزب العمال، المشاركة في الضربات الجوية في العراق. وقال الائتلاف الحكومي، الذي يتألف من حزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الأحرار، إن هذه الضربات قانونية، لأن الحكومة العراقية هي التي طلبت من بريطانيا وغيرها تنفيذها.

تحفظات
وأظهر عدد من النواب تحفظات، وأثاروا تساؤلات حول مدى فعالية تلك الغارات، وأعربوا عن مخاوفهم بشأن الضحايا من المدنيين، بحسب كريس ماسون مراسل (بي بي سي) للشؤون السياسية في ويستمنستر.

وقال ماسون إن القضية الأكثر تعقيدًا التي واجهت النواب هو هل يجب الموافقة على أن تكون لبريطانيا قوات محاربة على الأرض. وقال كاميرون إن الانضمام إلى التحالف الدولي لمواجهة التنظيم المتشدد في العراق في مصلحة بريطانيا، وإنه "لا مانع قانوني" لعمل مماثل في سوريا.

منظمة وحشية
وأضاف كاميرون أمام الجلسة، إن تنظيم "داعش"، الذي وصفه بـ"منظمة وحشية إرهابية"، يشكل خطرًا مباشرًا على الشعب البريطاني، مشيرًا إلى قيام مسلحيه بقتل أحد الرهائن البريطانيين، والتهديد بقتل اثنين آخرين.

وفي إطار محاولته إقناع أعضاء مجلس العموم للتصويت لمصلحة التدخل عسكريًا في العراق، أشار رئيس الحكومة البريطانية إلى أن تنظيم "داعش" يشكل تهديدًا للدول الأوروبية.

وأضاف في هذا الصدد أنه إضافة إلى أن التنظيم المتشدد حرّض، في وقت سابق من العام الجاري، على مهاجمة متحف يهودي في بروكسل، فقد أحبطت وكالات الأمن الأوروبية ست محاولات تخريبية أخرى، بحسب قوله.

وختامًا، أكد كاميرون أن على بريطانيا أن تنضم إلى التحالف في محاربة "داعش"، وأن العمل قد يستغرق أعوامًا، وليس شهورًا، وأصرّ كاميرون على قانونية شن الغارات على "داعش"، لكون الحكومة العراقية طلبت المساعدة الدولية في مواجهة التنظيم المتطرف، الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا.

&