يتخوف عراقيون من فوز (جيب بوش) بالرئاسة الأميركية المقبلة، لأنهم يتوقعون حربًا ثالثة مثلما فعلها أبوه وأخوه من قبل.

بغداد: يعتقد الكثير من العراقيين أن وصول (جيب بوش) إلى البيت الأبيض سيكون بمثابة فألا سيئًا على العراقيين، متوقعين أن حربا ثالثة ستندلع لا محالة، مشيرين إلى أنهم باتوا يعرفون ان مجرد ذكر اسم (بوش) يعني ان الحرب ستكون على أبواب العراقيين، متمنين ألا يفوز هذا البوش الثالث، مطالبين الشعب الأميركي بعدم انتخابه لأنه سليل حروب ودمار كما قالوا.
&
ثلاثة رجال يجلسون في مقهى في حي الكرادة وسط بغداد، كانوا يتحدثون في السياسة فذكروا فيه الانتخابات الأميركية ووصلوا إلى ذكر المرشح عن الحزب الجمهوري (جيب بوش)، وهو ما دعا احدهم إلى التعليق بكلمة (العياذ بالله)، وهذه الكلمة فتحت بابًا أخرى للحديث تمثلت حيث شعر الآخرون بالرعب من قوله إن فوز المرشح جيب بالانتخابات فأنه سيكون وبالاً على العراقيين، لأنه سيكمل مثلث الحروب التي بدأها أبوه وأخوه، بل انه قالها بثقة أن مجيء بوش الثالث يعني حربا ثالثة لا محالة لأن الإدارة الأميركية قد وضعت على عاتق آل بوش القيام بحروب العراق وتدميره .
&
اكمال مهمة الأب والأخ &
&
فقد اكد المتحدث واسمه شاكر عبد راضي، موظف حكومي قائلاً: علمتنا السياسة الأميركية أنها لا تعمل شيئا بشكل عشوائي بل مخطط له قبل سنوات ومتفق عليه وكل رئيس يجيء مناطة به مهمة، ويبدو أن مهمة آل بوش محصورة في العراق، وأتوقع أن فوز جيب بوش يعني أن مهمة الأب والأخ لم تنته بعد وانه سيستكمل ما بدآه، وان الإدارة الأميركية عازمة على إشعال حرب لا محالة.
&
&وأضاف موضحاً: "أميركا لا تقرر دون تخطيط ولا دراسة ولا دون منفعة وجعلت من دول العالم في أحيان كثيرة حقول تجارب، جاءوا باوباما الأسود ليوهموا العالم بديمقراطيتهم وهاهم المواطنون السود يقتلون على أيدي الشرطة البيض، فأوباما مجرد غلاف لكتاب اسود، لذلك وجهة نظري ليس من الصعب على أميركا ان تشعل حرب بين العراق أو أية دول أو إذا اقتضى الأمر بين المحافظات، وانأ اعتقد أن تشكيل ما يسمى بالحرس الوطني تمهيد لإشعال حرب بين المكونات".
&
وتابع: "مهما يكن شكل الحرب، سواء داخلية أو خارجية، فالمتضرر منها العراق، وأنا شخصيا لا اتفاءل بهذا الـ (البوش) الثالث، وأدعو من الله ان لا يفوز لان فوزه سيعني حربا عراقية ثالثة، نحن في غنى عنها، وأنا هنا لا أتكهن، بل متيقن أن اسم بوش مقرون بخراب ودمار العراق ولا يمكن لعاقل أن يغفل مثل هذا او لا يأخذه على محمل الجد".
&
مشاكل طائفية&
&
من جانبه، أكد زميله عبد أبو زهراء، مدرس في مدرسة إعدادية، ان التخوف مشروع كون اسم بوش ارتبط بحربين اعادتا العراق إلى زمن التخلف، وقال: "اعتقد أن أي ذكر لاسم بوش يزعج العراقيين، حتى لو كان جورج دبليو بوش الابن، قد اسقط اعتى دكتاتورية، لكننا نرى الخراب، عشنا حربين وبصراحة نحن نخشى ان يفوز بوش الثالث ومن ثم يظهر ان مهمته احداث حرب لا نعرف الغاية منها، فهل تعتقد أن تنظيم (داعش) ولد مصادفة ام انه ابن لاولئك الذين يخططون في واشنطون ونيويورك".
&
وأضاف: "أتمنى أن لا يفوز جيب بوش ولا نسمع بأسمه لانني اتوقعه سيختلق مشاكل طائفية داخل العراق او بين العرب والكرد وتنخفض أسعار النفط وتتدهور الأمور، فالاميركان لديهم اختلاق المشكلة أسهل من شرب الماء".
&
لا ثقة باميركا&
&
اما زميلهما الثالث عبد الله الظاهر، موظف متقاعد، فأشار إلى أنه لا يؤمن بالتكهنات، لكنه لا يثق بأميركا، وقال: "هناك مثل شعبي عراقي يقول (جيب ليل وخذ عتابة) بمعنى (اعطني ليلا وخذ هذا الغناء المسمى بالعتابا)، وأنا أقول (جيب بوش وخذ حروبا)، أنا لا أؤمن بالتكهنات والحدس او التوقعات عن الاسم أو أن اسم بوش معناه حرب لانني سعيد بما فعله بوش الابن عندما اسقط طاغية العراق بعد عاث فسادا بالبلاد والعباد، ولكنني لا أثق باميركا وخاصة من جانب العراق الذي لم يطمئن الاميركان إليه إلى حد الآن لاسباب خارجة عن ارادة العراقيين او لاسباب هم يريدونها لغايات في نفوسهم .
&
في حال توفرت الظروف&
&
الى ذلك اكد المحلل السياسي، اياد السماوي، ان الظروف اذا ما توفرت لجيب بوش فالحرب قائمة، وقال: &اعتقد الحرب المقبلة ستكون بين العراقيين انفسهم، وان كان السؤال يدخل في باب الغيب، فالتخوف المشروع هو القائم على التهديد الحقيقي، وهذا التهديد الحقيقي يتمثل بمساعي الاقليم بضم كركوك بالقوة، وهذا ربما لوحده يجعل بوش الثالث يعمل حرب ربما إذا فاز بالرئاسة.
&
واضاف: "جورج بوش توفرت له ظروف شن الحرب، وكذلك الابن الاول، فاذا توفرت نفس الظروف للابن الآخر فلربما، ولكن لا تنسى، انا وانت نتحدث عن شئ هو في باب الغيب، نعم لنتحدث بذلك والحياة تكهنات، فمن الصعب جدا ان تتوقع الصحيح دائما، احيانا يكون استقراء المستقبل قائما على امور موضوعية، مثلا: عندما قلت لك الحرب المقبلة ستكون بين العراقيين، فهذا ليس ضربا بالخيال، بل استنتاج قائم على مقدمات موضوعية قائمة".
&
آل بوش مكلفون بالحروب&
&
من جانبه اكد الصحافي يونس جلوب العراف، ان آل بوش هم المكلفون بالحروب ومجيء بوش الثالث يعني هناك حرب، وقال: إن من حق العراقيين أن يكونوا متخوفين من فوز جيب بوش بالرئاسة الأميركية لأنهم يتوقعون حربا ثالثة مثلما فعلها ابوه واخوه فليس من المستبعد ان تكون المرحلة المقبلة مرحلة تدخل عسكري قوي أو حرب كون الرئاسات تتناوب خوض الحروب فما بين كل رئيس ورئيس هناك حرب".
&
وأضاف: "الظروف المحيطة بالعراق يمكن ان تحدث ما ليس في الحسبان كون الظروف الدولية لا تشجع على سلام قريب في عموم منطقة الشرق الاوسط والعراق جزء منها، وال بوش هم المكلفون بالحروب كونهم الجنرالات الذين يمكن ان يكونوا مصدر ثقة يهود اميركا في الكونغرس ومجلس الشيوخ".
&
مهمة تقسيم العراق
&
& اما المحلل السياسي، عبد الامير المجر، فلم يستبعد ذلك لان الجمهوريين هم من تبنى مشروع تقسيم العراق، وقال: "نعم، قد يبدو الامر للوهلة الاولى انه متعلق بالعائلة التي لها تاريخ معروف مع العراق، لكن المسالة اكبر من هذا، لان الحرب الثالثة التي يتوقعها البعض، لن تقوم مالم يكن هناك قرار بشنها &تتخذه الحلقات السرية التي تدير السياسة الاميركية وتضع ستراتيجياتها".
&
واضاف: "اعتقد ان فوز جيب بوش اذا ما حصل مع وجود اجندة لذلك فان ما لكم يكمله ابوه واخوه سيكمله هو لكن في سياق المخطط الذي سيعد ، وهو حسم مسالة تقسيم العراق الذي تضغط باتجاهه اسرائيل منذ عقود وبدأ فعلا منذ العام 1991 وصولا الى الاحتلال في العام 2003 &وقد تعثر هذا المشروع او تلكأ لوجود معوقات داخلية واقليمية ودولية، ادت الى عدم حسمه طيلة السنوات الماضية، ومن هذه المعطيات، نستطيع القول، ان الجمهوريين هم من تبنى &مشروع التقسيم، وان مجيء جيب بوش قد يعني حسم هذا الملف الذي باتت الارضية مهياة له اكثر من اي وقت مضى نتيجة انهاك الشعب العراقي وزجه وسط صراعات دموية لم يخترها وانما فرضت عليه في اطار الاجندة التي اصبحت مكشوفة اليوم ... هذا ما اراه بشان مخاوف البعض من مجيء الجمهوري جيب بوش".