شنت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن هجومًا غير مسبوق على زيارة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني لمدينة رام الله.


نصر المجالي: قالت الجماعة إنها "لم تستغرب مطلقًا هذه الزفة التي نظمت للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي السيد إياد مدني إلى رام الله لأجل أن يؤدي الدور المطلوب منه في تحليل زيارة القدس تحت راية الاحتلال ولفائدة الاحتلال وبشروط الاحتلال والقفز على امتهانها وهوان أهلها واستهداف بقعتها وإنسانها وعرانها وهويتها".

وفي أول زيارة له لمناطق السلطة الفلسطينية، أعلن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني يوم الأحد، القدس عاصمة للسياحة الإسلامية لعام 2015، داعيًا إلى تكثيف الزيارات السياحية.

زيارة الأقصى

ويوم الاثنين، زار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الحرم القدسي الشريف، بترتيب من وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، وبالتنسيق مع إدارة أوقاف القدس و شؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية.

واستمع مدني لإيجاز من إدارة أوقاف القدس عن الوصاية والرعاية الهاشمية التاريخية التي يتولاها جلالة الملك عبد الله الثاني على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، ومشاريع الإعمار الهاشمي التي نُفّذت في الحرم القدسي الشريف عبر العقود الماضية.

تضمنت الزيارة جولة ميدانية شاملة لجميع مرافق الحرم الشريف قدّم خلالها مدير إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ عزام الخطيب شرحًا عن مشاريع الإعمار الهاشمي، ومنها مشروع ترميم الفسيفساء الكبير، والمشاريع الأخرى التي تقوم بها لجنة الإعمار ودائرة الأوقاف، لصيانة الحرم القدسي الشريف والحفاظ على مرافقه ومبانيه، إضافة إلى الصعوبات والعقبات التي تواجهها.

وكان في استقبال الأمين العام لدى وصوله إلى الحرم القدسي الشريف رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب وأعضاء المجلس، ومدير و موظفو إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، ورافقه في الزيارة عدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية ورئيس مكتب التمثيل الأردني في رام الله.

وبحث مدني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقيادة الفلسطينية، الأحد، الأوضاع الراهنة في ضوء المستجدات التي تشهدها القضية الفلسطينية، بعد رفض مجلس الأمن الدولي تمرير مشروع قرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، الذي قدمه الأردن، إضافة إلى موضوعات التعاون بين منظمة التعاون الإسلامي ودولة فلسطين، والأوجه والسبل التي تستطيع من خلالها المنظمة تقديم الدعم والإسهام في تعضيد مساعي الشعب الفلسطيني في نيل حريته وكرامته، واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

جملة فتاوى

إلى ذلك، قالت جماعة الإخوان في الأردن "لقد استمع السيد مدني إلى جملة فتاوي رئيس السلطة المرتهنة لأولويات الاحتلال، ولم تنجح في شيء إلا التنسيق الأمني الذي ترك القدس مكشوفة بلا مقاومة وترك المسجد الأقصى بلا ردع، إلا من بعض العمليات الفردية التي نفذها أحرار القدس أخيرًا".

وتابعت: "كنا نتمنى على السيد إياد مدني ألا يقع في فخ السلطة الفلسطينية المتهافت على التطبيع والتمييع والإذلال للأقصى وزائريه، وهو نفسه لم يسلم من الإذلال، وكنا نأمل أنه لو زار المدني الأنفاق التي تتلوى أسفل الأقصى المعلق فوق شبكة أنفاق حوَّلها الاحتلال إلى ممرات سياحية يهودية ومزارات دينية مزورة".

وقالت إن الأمين العام "لم يشاهد الاستهداف والاستيطان والحفريات وعشرات الوسائل الجهنمية التي تعمل على تحويل القدس إلى عاصمة يهودية صرفة لدولة يهودية خالصة، بينما يكتفي هو والرسميون العرب بالتعاطي مع القدس عنوان بلا مضمون، فلا خطط لديه ولا برامج، وذلك بعد نصف قرن على تشكيل منظمته التي يريدون استخدامها حصان طروادة للإجهاز على ما تبقى من صمود المرابطين والمرابطات ممن يحرمون من دخول القدس ويجرمون على مجرد نصرتها".

وقالت الجماعة: "إن أهل القدس ونساء القدس ورجال القدس حتى داخل الأسوار القديمة يُمنعون من الصلاة فيها، وإن مائة ألف مقدسي حجزهم سور الفصل العنصري، وكان الناس يتوقعون من منظمتك موقفًا لم نضعه نحن في مخيلتنا".

الطائفة المنصورة

وأضافت "إن الطائفة المنصورة التي بدأت تتشكل في بيت المقدس ودوائر بركتها وأكنافها الطاهرة ليست بحاجة إلى ركعات تؤدى تحت حراب الاحتلال، ولكنها بحاجة إلى عزيمة صادقة تضع القدس في مركزية المشهد باعتبارها قبلة أمة وعهدة نبوية ووديعة عمرية، وهي وقف إسلامي لا يقبل الشراكة أو التنازل أو التفاوض أو القسمة ولا الإحلال أو الإبدال وأي تطبيع أو تمييع، إنما هو في خدمة الاحتلال، وهو يتناقض مع ما يشغل ذمة عموم المسلمين".

وختمت الجماعة بيانها قائلة: "إن الذهنية الاحتلالية بكل أطيافها تجمع على السعي إلى تحويل المؤقت إلى واقع دائم، ويأتي البعض لتمرير ذلك بما يناقض المطلوب من جهاد واستشهاد ودعم مالي للمرابطين والمرابطات الذين لهم حقوق في أعناق مجموع الأمة، وإن الجهاد فريضة ربانية لا جدال فيها، ونصرة الأقصى واجب على الجميع حكامًا ومحكومين، جماعات وجمعيات وأفرادًا، ولا يعذر أحد، وإن تجريم الجهاد والمقاومة المشروعة لتخليص الأقصى يعد خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.

زيارة القدس

وكان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي قال إنه لا يمكن تحقيق هدف القدس عاصمة للسياحة الإسلامية لعام 2015 من دون أن يتوجه المسلمون لزيارة القدس الشريف بعشرات الآلاف.

وقال مدني في افتتاح معرض صور "القدس في الذاكرة" في مدينة رام الله في الضفة الغربية "لا بد أن نسعى إلى أن يأتي المسلمون بعشرات الألوف" إلى القدس، مضيفًا أنه يتطلع إلى إيجاد صيغة لوكالات السياحة الفلسطينية والأردنية لتهيء الفرصة للمسلمين الراغبين في زيارة القدس وفلسطين، كما هي الصيغة في السعودية لإقامة العمرة والحج.

وأضاف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي "نقول للذين يخشون الذهاب إلى القدس والأقصى بحجة أنها تحت الاحتلال الاسرائيلي إن المجيء إلى هنا يؤكد أحقيتنا جميعًا في القدس والأقصى".
&