اجتمعت اجهزة مكافحة الإرهاب الإيطالية والإسبانية والبلجيكية الأربعاء لبحث التهديدات بعد الهجوم الذي أوقع 12 قتيلًا في مقر صحيفة شارلي إيبدو في باريس.


روما: في روما اجتمع وزير الداخلية الايطالي انجيلينو الفانو مع لجنة التحليل الاستراتيجي لمكافحة الارهاب التي تضم خبراء الامن والاستخبارات "لدراسة التهديد الارهابي بعناية بعد الهجوم الخطير"، وفق بيان للوزارة.

وفي لندن، تلقى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون تقريرا ملخصا من اجهزة الاستخبارات، لكن السلطات لا تعتزم في الوقت الحالي رفع مستوى التأهب الذي يحذر حاليا من هجوم ارهابي يعتبر "مرجحا بدرجة عالية". وفي مدريد، دعا وزير الداخلية فرنانديز دياز كبار مسؤولي مكافحة الارهاب للاجتماع "لتحليل الهجوم الارهابي في باريس" وفق بيان للوزارة.

وبعد اجتماع مماثل في بروكسل قررت السلطات الابقاء على مستوى التأهب عند الدرجة الثانية في سلم من 4 درجات. وقال مصدر مقرب من الحكومة انه تم تعزيز حماية "بعض الاهداف" التي لم يحددها. وقال "لا ينبغي الاستسلام للهلع، ولكن تم تعزيز اجراءات الحيطة وتعبئة كل اجهزة الامن".

في الدنمارك، عززت حماية مجلة يولندس بوستن التي نشرت الرسوم التي اعتبرت مسيئة إلى الرسول. وقتل المهاجمون اعضاء اسرة تحرير شارلي ايبدو في باريس وهم يهتفون "الله اكبر".

مدريد تعزز التدابير الامنية
اعلنت اسبانيا الاربعاء رفع درجة الانذار لمكافحة الارهاب منددة بالهجوم الذي استهدف اسبوعية شارلي ايبدو في باريس، وذلك في موازاة اخلاء مقر صحيفة ال باييس لساعتين بعد انذار كاذب. واثر اجتماع طارئ لمسؤولي مكافحة الارهاب، اكد وزير الداخلية الاسباني خورخي فرنانديز دياز انه تم رفع مستوى الحماية من الارهاب درجة واحدة لافتا الى ان مدريد تبادلت مباشرة معلومات مع فرنسا.

واضاف الوزير ان هذا الاجراء "المنسجم مع الاجراءات المتخذة في بلدان اخرى" اتخذ في شكل وقائي رغم "عدم وجود اي عنصر موضوعي يتيح الحديث عن خطر اضافي لاعتداء في اسبانيا نتيجة لما حدث" في باريس. وتابع "ثمة معركة واضحة لتولي قيادة عالم الرعب بين القاعدة وداعش (تنظيم الدولة الاسلامية) ويمكن ان يترجم ذلك بمحاولة ارتكاب اعتداءات".

وفي وقت سابق، دانت الحكومة الاسبانية "العمل الارهابي الجبان الذي ارتكب اليوم ضد مقر الاسبوعية الفرنسية شارلي ايبدو في باريس". وفي برقية تعزية وجهها الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اكد رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي ان فرنسا يمكنها "الاعتماد على تعاون الحكومة (الاسبانية) في التصدي للارهاب".

وفي مؤشر الى التوتر السائد، تم اجلاء اكثر من 300 شخص موجودين في مقر المجموعة الصحافية لصحيفة ال باييس في مدريد لساعتين بعد انذار كاذب بوجود طرد مشبوه.
وقال مدير الاتصالات في ال باييس بدرو زوازوا "ثمة قلق بالتاكيد جراء ما حصل في باريس"، وخصوصا ان انذارات مماثلة لم تحصل "منذ اعوام عدة".

واوضح انه في الساعة 13:45 اي بعد نحو ثلاث ساعات على الاعتداء على شارلي ايبدو في باريس وصل رجل حاملا طردا وجدت اسلاك في داخله، فاعتبر مشبوها. اضاف ان "الشرطة اخلت المكان" حيث يعمل اكثر من 300 شخص. واعلن رئيس تحرير ال باييس انطونيو كانو في وقت لاحق ان "الانذار كان خاطئا" وان الموظفين عادوا الى مكاتبهم عند الساعة 16:00 (15:00 تغ).

واكدت اكبر صحيفتين انتقاديتين في اسبانيا ال خويفيس ومونغوليا الاربعاء تضامنهما مع شارلي ايبدو. وكتب غونزالو بوي ناشر مونغوليا على موقع تويتر "اليوم نحن جميعا شارلي ايبدو وندعم حرية التعبير". وادى الاعتداء على الصحيفة الفرنسية في باريس الى مقتل 12 شخصا واصابة 11 بجروح.